الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بعد العمل 30 عاماً.. سعيد الظاهري: التقاعد بداية حياة جديدة وليس نهاية المطاف

على الرغم من تعدد إسهاماته خلال مسيرته العملية، لم يكفّ عن العمل وممارسة الرياضة حتى بعد بلوغه سن التقاعد عن عمر يناهز 55 عاماً، إذ قرر تسخير نفسه لخدمة المجتمع في مجال التقنيات والوسائل الحديثة، ليرد بعض الجميل لوطنه الحبيب الذي وفر له أفضل وسائل سبل العيش الكريم.

الدكتور سعيد خلفان الظاهري، عمل أكثر من 30 عاماً في وظائف حكومية عدة، حتى بلغ سن التقاعد، ولكنه قرر أن يواصل العطاء، ليقدم لشباب المجتمع نصائح إرشادية من خبرته العملية والحياتية التي اكتسبها على مدار السنوات، إذ يعمل الآن رئيساً لرابطة الهندسة الرقمية في جمعية المهندسين الإماراتية، ومديراً لمركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، ورئيساً لمجلس إدارة شركة سمارت ورلد.

ماذا عن مسيرتك الدراسية؟

نلت شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الإمارات عام 1987، ثم شهادة دبلوم في علوم الفضاء من جامعة الفضاء العالمية عام 1988، وتابعت الدراسات العليا لأحصل على الماجستير من جامعة جورج واشنطن في أمريكا عام 1990‏، والدكتوراه في الهندسة الطبية من جامعة دريكسل بولاية بنسلفانيا عام 1994.

هلا انتقلت بنا إلى مسيرة حياتك العملية؟

عملت لمدة 30 عاماً في العديد من الوظائف الحكومية، من بينها مستشاراً للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في مشروع بطاقة الهوية، وعملت مستشاراً في مشروع الحكومة الإلكترونية في دبي عند تأسيسه عام 2000، علاوة على عملي مدرساً في جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين في قسم الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة، لمدة استمرت أكثر من 10 سنوات.



كما كنت مستشاراً لدائرة السياحة والتسويق التجاري لمدة 3 سنوات، ومديراً لمركز الحاسب الآلي في دائرة الأشغال في أبوظبي، ومستشاراً في جهاز أبوظبي للاستثمار في مجال التكنولوجيا، إلى أن عُيّنت مديراً عاماً للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية في 2004 بدرجة وكيل وزارة، كما عملت في تأسيس الهوية في الإمارات لمدة 3 سنوات حتى عام 2007، ثم انتقلت للعمل في وزارة الخارجية، مستشاراً لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في مجال التكنولوجيا لمدة 5 سنوات، إلى أن تقاعدت عن العمل الحكومي عام 2016.

ما كان شعورك عند بلوغ السن التقاعد؟

بعد بلوغي سن التقاعد، شعرت برغبة في العمل بالمجالات التي أتميز فيها طوال مسيرتي المهنية، لأني تعلقت بالحياة الأكاديمية، فعزمت على نشر العلم والخبرة لكل أبناء الوطن من خلال المحاضرات والندوات التي أقدمها.

بماذا تنصح الأشخاص الذين وصلوا إلى التقاعد؟

أنصح المتقاعدين بالتركيز على خدمة المجتمع، حيث إن سن التقاعد بداية حياة جديدة وليست نهاية المطاف، كما أنصح أصحاب المناصب القيادية في جميع المجالات، بترك بصمة خير طيبة يتذكرها المجتمع، فالمناصب زائلة والعمل الطيب باقٍ.

ماذا عن تفوقك في حياتك العلمية والعملية؟

شاركت في برنامج الفضاء العالمي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT في عام 1988 والذي تم تنظيمه بالتعاون مع الوكالة الأمريكية «ناسا»، وتم اختياري عضواً في الاتحاد العالمي للطيران الطبي ومقره فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وعضواً في لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة للاتحاد عام 1997، والتي ضمت 10 أعضاء من أمريكا وكندا، فضلاً عن اختياري ضمن 100 طالب على مستوى العالم لعمل دراسة لقاعدة بشرية على سطح القمر، ما شكّل عاملاً مساعداً لي للتعرف إلى العديد من الشخصيات العالمية التي أحدثت فارقاً في مجال علوم الفضاء من بينهم العالم المصري الدكتور فاروق الباز الذي كان مشرفاً على جزء من بحثنا.



هل صادفك دراسات لا تحبها؟ وكيف تفوقت فيها؟

نعم، في بداية دراستي للهندسة أذكر أنى واجهت صعوبة في تعلم برمجة الكمبيوتر والسبب أنني لم أُركّز وأضع جهداً لتعلمها في الأسابيع الأولى لهذه المادة، ولكن اعتبرت الموضوع مسألة تحدٍّ بالنسبة لي، وقلت في نفسي لا بد أن أتعلم البرمجة لأنها أساسية في تخصص الهندسة، وفعلاً بذلت جهدي واستطعت في فترة وجيزة الإلمام بها لأني فهمت المبادئ الأساسية وقواعد البرمجة وتعلمت بعد ذلك عدة لغات في البرمجة.

هل ما زلت تمارس أي نوع من الرياضة؟

أنا أعشق ممارسة الرياضة منذ الصغر، وحصدت الكثير من الجوائز، من بينها لقب بطل الإمارات في تنس الطاولة عام 1983، وقبلها في فريق كرة القدم بنادي العين الرياضي في الفريق الثاني (تحت 17 سنة)، وحتى الآن أمارس العديد من الرياضات مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، إضافة إلى أني صممت صالة ألعاب رياضية في منزلي لممارسة الرياضة بصورة أسهل، وذلك لصعوبة أحوال الطقس في الدولة خلال أغلب أشهر السنة.



لقد علمتني الرياضة الصبر والمثابرة والإصرار والعزيمة لتحقيق الهدف.

كيف تبدأ يومك؟

أتابع برنامجاً يومياً معتاداً يبدأ بصلاة الفجر، ثم أبدأ بالمواعيد ومقابلات العمل أو الأمور العائلية، وعندما أتفرغ منها أفضّل التوجه للقراءة لأثقف نفسي أكثر في مجال التكنولوجيا، حيث إني أؤمن بمبدأ «التعلم مدى الحياة» لأستطيع مجاراة النمو المتسارع الذي يشهده العالم اليوم في تطور التقنيات الحديثة، وبعدها أتوجه لممارسة الرياضة لمدة ساعة ومن ثم أنتظر أولادي لأجلس معهم لمراجعة دروسهم في المجالات العلمية.

بماذا تنصح الأجيال الصاعدة من الشباب؟

أنصح الأجيال الصاعدة بالتزام مبدأ العلم والتعلم مدى الحياة، حيث إن العلوم متغيرة بشكل متسارع والتقنيات أيضاً، ولكي يتمكنوا من مواجهة متطلبات الحياة والحصول على فرص عمل في المستقبل، فعليهم بعد الانتهاء من حياتهم الجامعية عدم ترك القراءة والتعلم والتثقيف، فالدولة بحاجة للشباب لاستكمال مسيرة البناء وتحقيق الإنجازات العالمية.

ماذا علمتك الحياة؟

علمتني الحياة عدداً من الدروس والعبر أهمها أن الانضباط ليس في العمل فقط، بل في الحياة الخاصة أيضاً، وأن الثواب والعقاب وجهان لعملة إنسانية، وأن الحياة لا تنتهي مع التقاعد، وأن القلب الكبير ينتصر في كل المواقف، وأوصي الشباب بالحفاظ على دولتنا الحبيبة والارتقاء بها، فكل شاب هو سفير للدولة وهو الواجهة المشرفة لها.

هل لك أن تطلعنا على حياتك الشخصية؟

تزوجت بعمر 19 عاماً، وكنت حينذاك طالباً جامعياً في السنة الثانية، وتتألف عائلتي حالياً من زوجتين و8 أطفال من بينهم 4 إناث و4 ذكور، منهم من أنهى الدراسات الجامعية ويعملون في قطاعات حكومية مختلفة، وآخرون ما زالوا في مراحل الدراسة، وأرى فيهم المستقبل الواعد لهذا الوطن، وأحرص على التعامل مع كل ولد من أولادي كصديق عن طريق السماع لهم والخروج معاً.



هل كان للأسرة نصيب في تكوين شخصيتك؟

نعم تربية الوالد والوالدة كان لها أثر كبير في حياتي، أرادو لي مواصلة تعليمي الجامعي.

تعلمت من الوالد الصبر والعزيمة والكفاح، وأن يكون لدي طموح عالٍ، وأن الإنسان هو الذي يصنع نفسه بذات نفسه، أما الوالدة فغرست بداخلي حب عمل الخير والمحافظة على الصلاة وكانت تشجعني على الدراسة والتفوق.