الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مواقع تتسلل لاستغلال المستخدمين بالكاميرا والميكرفون

مواقع تتسلل لاستغلال المستخدمين بالكاميرا والميكرفون
أكد عدد من الخبراء التقنيين لـ«الرؤية»، أن المواقع التي حظرتها هيئة تنظيم الاتصالات خلال عام 2020 تتجسس على المستخدمين من خلال الكاميرا أو الميكروفون أو الموقع الجغرافي، وتعمل على اختراق الهواتف الذكية والاطلاع على البيانات المصرفية وكافة المعلومات، مشيرين إلى أن دولة الإمارات تعمل على تعزيز البنية الرقمية بالتوافق مع القيم المجتمعية، ورأى عدد من أولياء الأمور الإماراتيين أن حجب مثل هذه المواقع يساعد في ترسيخ وتعزيز القيم الأخلاقية التي زرعت في شعب دولة الإمارات منذ البدايات ويزيد من الشعور بالأمان على الأبناء والأجيال الصاعدة.

وكانت هيئة تنظيم الاتصالات أعلنت قبل أيام عبر موقعها الإلكتروني عن حجبها أكثر من 3934 موقعاً خلال العام الماضي 2020، من بينها 2519 موقعاً للرذيلة بنسبة 64% من إجمالي المواقع المحجوبة.

وأفادت الهيئة بأن منع الوصول إلى مثل هذا المحتوى هو مطلب شعبي في دولة الإمارات، لخطورة تعرض الأطفال لمثل هذه المواد، مؤكدة أن الفرق في الأخلاق العامة من منطقة إلى أخرى أصبح مصدراً للقلق، فالمحتوى المقبول في منطقة معينة قد يكون غير مقبول أخلاقياً في مناطق أخرى، فضلاً عن أن التصنيفات العمرية لتصنيف وترشيح المحتوى المعتمدة عالمياً في معظم الحالات لا تزال أخلاقياً غير مقبولة في دولة الإمارات.



تعزيز القيم

وقال رب أسرة إماراتي عادل عبدالله حميد: «إن مبادرات الجهات المعنية في الدولة بحجب مثل هذه المواقع يساعد في ترسيخ وتعزيز القيم الأخلاقية التي زرعت في شعب دولة الإمارات منذ البدايات».



ورأى أن الأجيال الصاعدة من الشباب سواء إناث أو ذكور لا تملك الدراية الكاملة للتعامل مع مثل هذه المواقع قد ينخرط بعضهم في المشاركة ليرضي غريزة ما بداخله دون النظر للعواقب التي قد تنتج عن مشاركته، كما أن استخدامهم للإنترنت أصبح لا غنى عنه نظراً لأنه وسيلة التعليم والترفيه، ولكن الجهود المبذولة من الدولة تساعد أولياء الأمور على تنشئة أجيال ذات قيم ومبادئ.

الكسب المادي

وقال رب أسرة إماراتي حمدان أحمد المنهالي: «إن حجب المواقع الإباحية يعطيه المزيد من الأمان والاطمئنان على أولاده والمجتمع أجمع في التعامل مع التكنولوجيا وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي يستغلها ويستهدفها عدد من المخترقين هدفهم الكسب المادي غير مبالين بصحة ومستقبل الشباب».



الوازع الديني

وقال مسؤول التواصل الرقمي في هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتي ياسر بن محمد، بصفته شاباً: «إن الوازع الديني يحرم ويمنع الولوج لمثل هذه المواقع وإن مثل هذه المواضيع تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا في مجتمع دولة الإمارات، رأيي أن إعلانات تلك المواقع وهمية الهدف منها الابتزاز مادياً وجنسياً وإيقاع الشباب واختراق هواتفهم، ونصح بتجاهلها والإبلاغ الفوري عنها».

وأكد أن الإيقاع بالشباب من خلال موقع إباحي ما كان سينتشر وما كان سيجد سوقاً رائجاً إذا لم يكن هناك إقبال أو جهل من بعض الشباب، حيث إن المبالغ التي ينفقها بعضهم على مثل هذه المواقع تشجع مروجيها على صرف نفقات أعلى وبالتالي تكثيف الحملات الإعلانية بما أنها أصبحت تجارة».



حوادث نصب

وقال المهندس الإماراتي فراس محمد الحمادي: «تظهر لي الكثير من إعلانات المواقع الإباحية حيث إني سمعت عن حوادث نصب واحتيال واختراق كثيرة وقعت من خلال تلك المواقع، وسرد قصة لشاب قام بالتعرف إلى فتاة من خلال أحد المواقع وذهب لمقابلتها في مسكنها ولكنه تفاجأ بأنهم عصابة ضربوه وأجبروه على تحويل مبلغ 30 ألف درهم من بطاقته الشخصية».



الأجيال الصاعدة

ورأى عضو مجلس الطلاب في كلية أبوظبي بوليتكنيك فارس المرزوقي، أن اتباع ممارسة هذا السلوك الخاطئ يؤثر بشكل سلبي في الشباب وخاصة الأجيال الصاعدة التي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً، مطالباً بتشديد المراقبة على مروجي المواقع الإباحية.



التجسس والاختراق

وقال خبير تقنية المعلومات سامي عبدالنور: «إحصاءات عام 2020 تشير إلى أن المواقع الإباحية والتعري والرذيلة هي الأكثر حظراً وإن دل هذا الأمر على شيء فهو أن المواقع الإباحية هي الأكثر انتشاراً وحداثة وكثرة في عدد المواقع الجديدة منها ولمعرفة لماذا هي الأكثر انتشاراً يجب أن نسأل ما الذي يستفيده مبرمجو هذه المواقع؟ لأنهم على دراية بأن هذا النوع من المحتوى والذي تقوده الغريزة البشرية بجانبها السيئ وتعمي بصيرة صاحبه ذو إقبال عالٍ».

وأوضح أن رأس مال هذه المواقع يكمن في الإعلانات حيث تحصل على عدد هائل من الزوار وبالتالي فإنها تستفيد من وضع الإعلانات الأمر الذي يدر عليها دخلاً مستمراً، مشيراً إلى أن المواقع الإباحية تتجسس على المستخدمين سواء من خلال الكاميرا أو الميكروفون أو الموقع الجغرافي، كما أن فئة كبيرة من الابتزاز الإلكتروني تحدث من خلال هذه المواقع، سواء بالتجسس أو الاختراق أو التعارف أو محادثات الفيديو، حيث يستغل المبتزون معرفة أن الشخص الذي يدخل إلى هذه المواقع يعاني ضعفاً أو نقصاً في حياته، الأمر الذي يجعله فريسة سهلة للاصطياد لأي غرض غير أخلاقي، كعلاقة حب زائفة استغلالية أو محاورة غير أخلاقية وبالأخص عن طريق الفيديو ثم يبدأ الاستغلال لهذا الشخص بطلب أموال منه نظير عدم نشر الفيديو.



وشدد على أن أغلب المواقع الإباحية تقوم باختراق أجهزة المستخدمين، مبيناً أن بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل لدى جهات وهيئات استخباراتية وعصابات من مختلف أنحاء العالم، هدفها نشر المحتوى السلبي بغرض اختراق المستخدمين لأسباب تجسسية وغالباً تكون مادية، والجهات التي تقف وراءها هي ذاتها التي تقوم بنشر أخبار زائفة مثيرة كوفاة حاكم أو ملك أو أي معلومات سلبية بغرض النقر السريع على رابط المشاهدة.

وأردف: بعد الاختراق تتم سرقة بيانات المستخدمين المصرفية، واستخدام أجهزتهم لأهداف اختراق أخرى، فعند الاختراق يصبح الجهاز تحت رحمة المخترق ولا يمكن الجزم بأهدافه بتاتاً، وقد يكون من الصعب إلغاء الاختراق فإذا كان متقدماً جداً قد ينتهي الأمر للحاجة لاستبدال قطع بأكملها داخل الجهاز، لذلك الأفضل عدم الدخول إلى هذه المواقع المشبوهة بتاتاً وأخذ الاحترازات اللازمة في سبيل الحماية.

ونوه إلى ضرورة النصح والتنبيه للمخاطر الصحية وكذلك الأمن الإلكتروني الناتج عن الدخول إلى هذه المواقع، ولكن للحد من هذا الأمر يجب علينا الرجوع إلى أساس وجذر المشكلة ألا وهو مرحلة الصغر، إن كانت مرحلتا الطفولة والصبا سوية خالية من هذه الشوائب فيمكن للطفل أن يبلغ بأمان بعيداً عن الإباحيات بل ورفض وجودها مستشعراً لضميره وأخلاقه.

وأوضح أن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك من الناحية الإلكترونية هي التحكم بأجهزة الأطفال والحرص على أن تكون إعدادات رقابة المحتوى مفعلة، ويمكن فعل ذلك على صعيد الهاتف أو الآيباد والتطبيقات الملحقة مثل يوتيوب وغوغل وغيرها وعلى صعيد شبكة المنزل كاملة بضبط إعدادات الراوتر بتحديد محتوى أن يكون مناسباً للأطفال وكذلك ضبط الإعدادات لعرض المحتويات غير الأخلاقية، كما يجب على أولياء الأمور الانتباه لأمرين هما: التطبيقات التي لا تدعم هذه الخاصية يجب حذفها، وثانياً حذف رفاق السوء من حياة أطفالهم في المرحلة العمرية المبكرة والسيطرة على سلوك الطفل قبل فوات الأوان.



البنية الرقمية

وأوضح خبير تقنية المعلومات أحمد الزرعوني، أن دولة الإمارات تعزز البنية الرقمية بالتوافق مع القيم المجتمعية، حيث إن محتوى المواقع الإباحية لا يتماشى مع أخلاق مجتمع دولة الإمارات، الأمر الذي يدفع الجهات المعنية لبذل قصارى جهدها لمنع انتشار تلك المواقع في المجتمع.



آلية الحماية

وأشار إلى أن الشركات الكبرى للهواتف الذكية وبعض التطبيقات فطنت لصحة وسلامة الشباب والأطفال منذ عدة سنوات حيث استحدثوا نظام في الإعدادات الخاصة بالهواتف أو التطبيقات نفسها يمنع ويحجب الدخول لأي فيديو أو موقع يقدم محتوى إباحياً، وذلك عن طريق التحكم من الهاتف من خلال شبكة الإنترنت المتصلة به.

وحذر من استخدام تلك المواقع الإباحية نظراً لأن أهدافها تكمن في التجسس والاختراق وابتزاز الأشخاص خاصة لفئة الشباب من الذكور والإناث، مثمناً الدور الذي تلعبه هيئة تنظيم الاتصالات في هذه المسألة.