الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

معلمون يطالبون بفتح كاميرات الطلاب أثناء «التعليم عن بعد».. «التربية»: ليس إلزامياً

معلمون يطالبون بفتح كاميرات الطلاب أثناء «التعليم عن بعد».. «التربية»: ليس إلزامياً

أرشيفية.

طالَب معلمون بإلزام الطلبة الذين يتلقون التعليم في منازلهم وفق منظومة «التعليم عن بُعد»، بضرورة فتح الكاميرات مع المدرسين خلال الحصص، لما له من تأثيرات إيجابية في تحقيق مزيد من التواصل بين الطالب ومعلمه، وزيادة انتباهه ورفع مستوى تحصيله العلمي، عبر التحاور السمعي والبصري، مؤكدين أن هناك أكثر من 70% من الطلاب لا يقبلون على فتح الكاميرات بصورة دائمة خلال الحصص الدراسية.

وأوضحوا أن إغلاق الكاميرا بين الطالب والمعلم الذي يشرح الدرس سواء من المدرسة أو من منزله «عن بعُد»، يحل الطالب من مسؤوليات مهمة يجب أن يتعلمها وينشأ عليها، من أهمها: الالتزام بالزي المدرسي، وتقدير واحترام المعلم والحصة والشرح، علاوة على الانشغال بأشياء أخرى كاللعب وزيادة الحركة أو الجلوس بشكل غير لائق، وجميعها أمور تساهم في قلة التحصيل الدراسي.

بدروها، أفادت وزارة التربية والتعليم «الرؤية»، بأنها وفرت العديد من الأجهزة الإلكترونية للطلبة لتحقيق منظومة التعلم عن بعد، وأيضاً خدمة الاتصال مع مدارسهم، وأن المدارس تنسق مع طلابها فيما يتعلق بالكاميرات والسماعات والتواصل والحضور والغياب، مشيرة إلى أن مسألة فتح الكاميرا غير إلزامية، وهي أمور تنسيقية تتم بين المدارس وأولياء الأمور بما يحقق الصالح العام.

وأضافت أنها نظراً للظروف الحالية في ظل جائحة كورونا، أقرت الوزارة عدة سيناريوهات للتعليم لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة، من بينها منظومة «التعليم عن بعُد»، وأنها حددت الاشتراطات الواجب توافرها وفق كل منظومة.

الإحساس بالمسؤولية

من جانبه، أكد معلم اللغة الإنجليزية بالمدرسة الأمريكية الدولية الحديثة في الشارقة، خالد خضر بشارات، أن مسألة فتح الكاميرات بين الطالب ومعلمه، تنمي الإحساس بالمسؤولية لدى الطالب بنسبة 100%، وتجعله منتبهاً ويقظاً لما يدور حوله، مؤكداً أنه من المؤيدين لضرورة التواصل المباشر بالصوت والصورة بين الطرفين الأساسيين في العملية التعليمية (الطالب والمدرس).



وأشار إلى أنه مؤيد لضرورة فتح الكاميرا خلال الحصة الدراسية، وعدم الاكتفاء بأنه خيار فقط، كون الأمر يشعر الطالب بالأجواء المدرسية، في الجلوس بالوضع الملائم والزي المناسب أيضاً، منوها بأن أكثر من 70% من الطلبة لا يقبلون على فتح الكاميرات بصورة دائمة أثناء الحصص.

وقال بشارات إن المجتمع الذي نعيش فيه يتميز بتنوع خلفياته الثقافية، وأن هناك العديد من الحالات بالنسبة لأولياء الأمور يرفضون فكرة فتح الكاميرات خلال اليوم الدراسي، معتبرين أنها تنتهك خصوصيتهم المجتمعية، لافتاً إلى أهمية أن يدرك الجميع إيجابية المشاهدة الحية بين الطالب والمدرس، وضرورة تخصيص جزء بسيط من منزله في زاوية معينة لهذا الغرض.

وأوضح أن هناك بعض الحالات يطلب فيها المعلم ضرورة فتح الكاميرا بينه وبين الطالب، وبالتنسيق مع أولياء الأمور، من بينها: أثناء أداء الامتحانات، وفي حال وجود ملاحظات متكررة على الطالب بعدم المشاركة أو عدم الانتباه، أو النوم أثناء الحصة وعدم التركيز، وهذا يصب في مصلحة الأبناء.

انتباه الطالب

وقال معلم الدراسات الاجتماعية بمدرسة الإبداع العلمي في الشارقة مداح حميد، إن مسألة التواصل بين المعلم والطالب من الأمور المهمة في رفع مستويات التحصيل، وأن المدارس لجأت إلى عملية التعلم «أونلاين»، بصورة أوسع في أنظمتها خلال الفصل الدراسي الأول ومع بداية الفصل الثاني، حماية للجميع من تفشي فيروس «كوفيد-19»، إلا أن هذه المنظومة تحتاج لإلزام بضرورة فتح الكاميرات بين الطالب ومعلمه خلال الحصة الدراسية، لزيادة وعي الطالب ومن منطلق المسؤولية على الأخير.



وذكر أن نحو 80% من التحصيل يعتمد على التحاور السمعي والبصري بين المعلم والطالب عبر الحديث والمشاهدة، وأن فتح الكاميرا يثبت للمعلم اهتمام الطالب بالشرح وانتباهه للحصة والتزامه بالزي، وطريقة الجلسة التي يكون عليها أثناء الشرح، وجميعها أمور تصب في تهيئة الأجواء الدراسية وتلقي الطالب للعلم.

وأفاد حميد بأن بعض الطلبة وأولياء الأمور يعتذرون عند الطلب منهم بفتح الكاميرات، ويرفضون لأسباب شخصية، ولا يوجد أمام المدرسة أو المعلم خيار إلا قبول أعذارهم.

إزعاج السماعات

وأكد الاختصاصي الاجتماعي بمدرسة الشعلة، بهاء الدين رأفت القماش، على أهمية إلزامية فتح الكاميرا بين الطلاب ومعلميهم أثناء الحصة الدراسية، كون الأمر يصب في صالح الطالب ويزيد من تركيزه ومستوى تحصيله العملي، وكذلك انتباهه للشرح والتجاوب مع المعلم.



وأضاف أن فتح الكاميرا يقلل من الإزعاج الذي قد تسببه السماعات فقط، ويجعل المعلم متواصلاً بشكل أكبر مع طلبته، وهم كذلك يجعلهم منتبهين للشرح ومتجاوبين ومتفاعلين مع مدرسهم، ما يزيد نسب الاستيعاب والتحصيل لديهم.

وقال إن الكثير من أولياء الأمور رفضوا فكرة فتح الكاميرات أثناء الحصة الدراسية «عن بُعد»، بحجج كثيرة من أهمها: ظروفهم في المسكن، ووجود أكثر من طالب في غالبية الأسر، وكذلك خصوصية المنازل، وعاداتهم وتقاليدهم، وغيرها من الحجج التي تقبلها المدارس احتراماً لهم.

وذكر القماش أن هناك حالات يتم التنسيق مع أولياء أمورهم من قبل إدارة المدرسة، بعد أن تلاحظ المدرسة تراجع مستواهم، وبالتنسيق مع أولياء الأمور يتم ملاحظتهم بالكاميرا والمشاركة ومتابعة، ويظهر تحسن أدائهم بنسب تزيد على الضعف.

خصوصية المنزل

وأشار ولي أمر 3 طلبة بإحدى المدارس التي تتبع المنهاج الوزاري بدبي محمد عبدالرحمن رسلان، إلى أنه يسكن في شقة مكونة من غرفتين وصالة، وأن الفترة الصباحية في المنزل باتت بمثابة مدرسة يتردد صوت المعلمين مع الطلاب بصورة مستمرة، وأنه وبالتنسيق مع زوجته قاموا بترتيب البيت بما يلائم هذا الظرف الذي يأمل ألا يستمر كثيراً.



وتابع: «إن الظروف لا تتحمل فتح كاميرا بين أبنائه والمعلم خلال الدراسة، نظراً لخصوصية المنزل، لكنه يحرص على أن يكون هناك التزام من قبل أبنائه بالحصة والانتباه والشرح والمشاركة».

وذكرت ولية الأمر وأم لطالبين، جمانة يوسف، أنها مع فكرة فتح الكاميرا بين المعلم والطالب، وأنها باتت تسمع عبارات بصورة دورية خلال اليوم الدراسي، من أبرزها: اغلق السماعة، اغلق الكاميرا، ارفع إشارة اليد للمشاركة، مشيرة إلى أن هذه المطالبات تكثر عند طلبة المرحلة التأسيسية ورياض الأطفال.

فيما ترى ولية أمر الطالب منور داوود، أنها باتت تسمع صوت المعلمة في منظومة التعليم عن بُعد لمرات عديدة وهي تقول «اغلق السماعة»، معتبرة التوعية بتعليمات وضوابط التعلم أونلاين مسؤولية تقع على عاتق الأسر، ليتم ضبط الحصص ومنع التشويش، وحصول الطالب على حقه في التعليم وتلقي المعلومات كاملاً دون إزعاج.

ونوهت داوود بأن مسألة فتح الكاميرات بصورة مستمرة، طوال الحصص الدراسية أمر قد ينتهك من الحرية في المنزل، وخاصة أن الكثير من البيوت باتت مقار للعمل أيضاً وزادت فترات تواجد أفراد الأسرة فيها، وأن غالبية الظروف لا تتناسب مع المقيمين في فتح الكاميرات للتعليم.