الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

في يومهم العالمي.. ذوو متلازمة داون أكثر عُرضة لمخاطر فيروس كورونا

في يومهم العالمي.. ذوو متلازمة داون أكثر عُرضة لمخاطر فيروس كورونا
يحتفل العالم، غداً الأحد، باليوم العالمي لمتلازمة داون، في زمن جائحة كوفيد-19، التي أكدت دراسات عدة أن المصابين بمتلازمة داون، هم أكثر عُرضة لمخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، كما أنهم يستغرقون وقتاً أطول للتعافي من الإصابة بالمقارنة بالأصحاء.

وأكد أطباء أن فريقاً من الباحثين توصل في دراسة دولية نشرتها مجلة «أنالز أوف إنترنتال ميدسين» الدولية، إلى أن الأشخاص ذوي متلازمة داون يتعرضون لخطر الوفاة بفيروس كورونا أكثر بعشرة أضعاف مقارنة بالآخرين، كما أن هناك ارتفاعاً بمقدار أربعة أضعاف لخطر الاستشفاء المرتبط بفيروس كورونا لمن يعانون من متلازمة داون.

وتُعرّف جمعية الإمارات لمتلازمة داون، المتلازمة بأنها مجموعة من الصفات والمظاهر الخلقية والإكلينيكية، يشترك بها مجموعة من المواليد أو الناس تصاحبهم هذه الصفات مدى الحياة، وليست بالضرورة أن تكون كل هذه الصفات مجتمعة عند كل هؤلاء الأشخاص، فقد يملك بعضهم جزءاً منها، موضحة أن متلازمة داون قد تحدث في كل الشعوب والأعراق، وأنها سميت متلازمة داون نسبة إلى الطبيب البريطاني لانغدون داون الذي وصف أعراض هذه المتلازمة عام 1866.



وذكرت الجمعية أن متلازمة داون هي طفرة جينية وليست مرضاً، وتحدث بسبب وجود نسخة إضافية كاملة أو جزئية من كروموسوم 21 ويكون عدد الكروموسومات لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون 47 كروموسوم بدلاً من 46، وتعتبر المتلازمة الأكثر شيوعاً وتحدث بنسبة واحد لكل 700 ولادة حية.

3 أنواع

وأشارت الجمعية إلى 3 أنواع لمتلازمة داون هي: التثلث الصبغي 21: حيث يأخذ الجنين نسخة ثالثة من الكروموسوم 21 بدلاً من نسختين، وفيه يتكرر الكروموسوم 21 ثلاث مرات بدلاً من مرتين، ليكون عدد الكروموسومات 47 بدلاً من 46 في كل خلية، ويشكل هذا النوع نسبة 95% وهو النوع الأكثر شيوعاً في حالات متلازمة داون، أما النوع الثاني فهو الانتقال الصبغي، وفيه ينفصل الكروموسوم رقم 21 ويلتصق بكروموسوم آخر، وعادة ما يكون الكروموسوم الآخر رقم 14، ويكون عدد الكروموسومات 46 ويشكل هذا النوع حوالي 4% من حالات متلازمة داون.

وأوضحت أن النوع الثالث هو الفسيفسائي، وفي هذا النوع يوجد نوعان من الخلايا، بعضها يحتوي على العدد الطبيعي من الكروموسومات أي 46 والبعض الآخر يحتوي على 47 كروموسوم، ويمثل هذا النوع حوالي 1% من حالات متلازمة داون.

سمات خَلقية

وقالت اختصاصية الأطفال بمستشفى السعودي الألماني بعجمان الدكتورة فاطمة الزهراء طه حسين، إن هناك سمات ومظاهر خَلقية مشتركة لدى ذوي متلازمة داون تتمثل في: استدارة الوجه، العيون منسحبة للأعلى والخارج، مع وجود ثنية جلدية تغطي زاوية العين الداخلية، الأنف صغير ومفلطح، الأذن صغيرة، اللسان يبدو أكبر مع صغر حجم الفم، ارتخاء العضلات وليونة في الأربطة، وأثناء التشخيص يعتبر وجود ثلم واحد في راحة اليد علامة مميزة لحالة جديدة، ومع استمرار النمو يميل الطفل إلى البدانة وقصر القامة.



وذكرت أن التحديات النمائية والصحية التي تواجه المصابين بمتلازمة داون تتمثل في: مشاكل القلب الخلقية، كثرة الالتهابات خاصة في الجهاز التنفسي والأذن، ضعف المناعة والخصوبة، السمنة، عدم ثبات الفقرات العنقية، مشاكل الغدد الصماء وغيرها، كما يواجهون تحديات معرفية، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن تطور ذوي متلازمة داون في الجانب المعرفي واكتسابهم المهارات التطورية أبطأ من غيرهم، ويعتمد على تحفيزهم باستمرار ومنحهم الوقت الكافي لتعلم المهارات مع مراعاة الفروق الفردية.

وأكدت أن متلازمة داون لا تعتبر حالة وراثية بالمعني المتعارف عليه عند عامة الناس، ونتيجة لكثرة حدوث هذا الاضطراب ليس من الغريب وجود طفل أو أكثر من الأقارب ممن لديهم متلازمة داون، إلا أن هناك نوعاً نادراً من متلازمة داون ينتج عن خلل في كروموسومات أحد الوالدين، وهذا النوع يعتبر وراثياً ويمكن أن يتكرر لاحقاً في العائلة.

وشددت على أن الأب والأم ليسا سبباً لإصابة الأطفال بمتلازمة داون، بل أن السبب هو زيادة الكروموسوم 21 عند انقسام الخلية أثناء تكون الأجنة وهو لا يزال غير معروف حتى الآن، ورغم تقدم العلم والطب لا يمكن منع حدوث ذلك.

صبر وحب وإرادة

وقالت استشاري الأطفال بدبي الدكتورة عبير خياط، إن تعلم الأطفال ذوي متلازمة داون أمر مؤكد، حيث سيتعلمون كغيرهم من الأطفال، ولكن يحتاجون إلى برامج تعليمية مبسطة ومرنة والكثير من الصبر والحب والإرادة، فكثير منهم من أكمل المرحلة الثانوية وحصلوا على مؤهلات بمعاهد تقنية ومختصة، لافتة إلى أن ذوي متلازمة داون يمتلكون قدرات أقل من أقرانهم ولكن برامج التدخل لها أثر إيجابي كبير على تنمية هذه القدرات.



وأضافت أنه في الغالب يكون الطفل من ذوي متلازمة داون قادراً على المشي وممارسة الأمور الحياتية في سن مبكر، ويمتلك هؤلاء الأطفال حياة اجتماعية مماثلة لأقرانهم ويكون لهم اهتماماتهم وأصدقائهم وغالبيتهم يعشق الفنون والموسيقى حتى برز منهم الكثير من الموهوبين في هذا المجال.

وتابعت: بدعم وتشجيع الأسرة ومتابعتها صحياً وتربوياً واجتماعياً يمكن تطوير هذه القدرات والمهارات من خلال برامج التأهيل المتنوعة، فمن خلال استثمار الوقت والجهد لتطوير قدرات ذوي متلازمة داون يكون بالمقدور مساعدتهم في تحقيق الاستقلال الوظيفي والتربوي والاجتماعي ونمكنهم من أن يؤدوا دوراً يتناسب مع إمكانياتهم.