الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

5 أسباب أشعلت فتيل الخلاف بين المراهقين وأسرهم

5 أسباب أشعلت فتيل الخلاف بين المراهقين وأسرهم
حددت شرطة دبي 5 أسباب تصدرت أسباب الخلافات بين الأسر وأبنائهم المراهقين، إذ تلخصت في التأثر بوسائل التواصل الاجتماعي، وتغير نمط الحياة في ظل الظروف الحالية، والأخطاء الغير مقصودة التي تنتج عن إهمال بعض الأسر الغير مقصود أو تغاضيهم عن تصرفات الأبناء، بالإضافة إلى العقاب غير المناسب من الآباء للأبناء، وعدم مراعاة المراهق لوضع الأسرة المادي أو الديني المحافظ.

وأكدت رئيسة قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية المرأة والطفل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان فاطمة الكندي أن منشأ وسبب الخلافات بين الأبناء والأهل مسؤولية مشتركة لا يمكن أن نلقي بها على أحد الأطراف دون الآخر، مؤكدة أن مسؤولية الأهل ليست فقط الرعاية وإنما التربية والتنشئة الصحيحة التي تعتمد على منح الأبناء الوقت وخلاصة خبرات الأهل ويتم ذلك بطرق علمية مدروسة تراعي تغيرات الوقت والفترة الحالية والتصاق الطفل بالتكنولوجيا الحديثة.

وحددت الكندي أبرز الأسباب التي نتج عنها خلاف بين المراهقين وأسرهم في الحالات التي تم التعامل معها في القسم، مشيرة إلى أن مشاكل المراهقين متشابهة غالباً سواء كان المنشأ محافظة وراقية أو من أسرة غير مهتمة مشتتة ومنبعها الأساسي.




وأوضحت الكندي أن أول أسباب الخلاف هو التأثر بوسائل التواصل الاجتماعي والالتصاق بالهواتف المتحركة التي باتت وسيلة التواصل الفاعلة في عصر متغير اختلطت فيه الأجناس والمعتقدات والقناعات سواء الراقية أو غير الراقية وبدأ البساط ينسحب من تحت الأهل جراء التغيرات العالمية الكبيرة وهنا يجد المراهق على الجانب الآخر نقاط التقاء مع مراهقين يمرون بظروف مشابهة من التطور الجسدي والجنسي والانفعالي والنفسي ويلجأ إلى التقليد الأعمى للأصدقاء وقد يجد المراهق أشخاصاً يستغلون خلافه مع أسرته بقصد استدراجه واستغلاله.

أما ثاني الأسباب فقالت الكندي: «ظروف الفترة الحالية وتغير نمط الحياة أثّر بشكل كبير على المراهقين خاصة فكريا وبالرغم من اختلاف أساس التنشئة بين الأسر إلا أن النتائج المتمخضة تكاد تتشابه».

وأضافت أن ثالث الأسباب يكمن في الأخطاء غير المقصودة التي تنتج عن إهمال بعض الأسر غير المقصود أو تغاضيهم عن تصرفات الأبناء ربما بسبب الانشغال بالعمل أو أمور الحياة وتلبية كل طلب يسأل عنه المراهق أو أيا كان والتي ينتج عنها انحراف الأبناء أو انجرارهم وراء أصدقاء السوء.

وأشارت الكندي إلى أن السبب الرابع هو العقاب غير المناسب من الآباء للأبناء ورد فعل الأبناء حيال هذا العقاب والذي قد يكون لفظياً أن يرد المراهق على والده بكلام غير لائق أو حركياً كأن يمسك المراهق يد أبيه أو أمه لو حاولوا تأديبه أو قد يخرج المراهق من المنزل أو قد يطرده والده كأحد وسائل التربية وهنا قد يخرج المراهق لأحد الأقارب ولكن المصيبة الكبرى لو خرج لأحد أصدقاء السوء واستغل هذا الموقف بطريقة تسيء للشاب، وهنا يجب الانتباه وعدم جر الأبناء لتلك المواقف وردات الفعل لما تحتويه من مخاطر لا تحمد عقباها.

وأضافت: «أن السبب الخامس هو في عدم مراعاة المراهق لوضع الأسرة المادي أو الديني المحافظ ومما يزيد هذه المشكلة اللامبالاة المقصودة أو غير المقصودة من الأهل عبر الرضوخ لمطالب الابن والإهمال غير المقصود بوعي وبدون وعي بعدم الانتباه إلى تأثير هذا الرضوخ على سلوك الابن وهنا يجب التوقف عن هذا الأمر واللجوء للحوار وتوضيح الأمور كي لا تتراكم أسباب الخلاف».

حالات

ومن أبرز الحالات التي تمكنت الإدارة من التعامل معها وحلها ذكرت الكندي أن قسم الدعم النفسي والاجتماعي في شرطة دبي تمكن من تقديم الدعم لأسرة فتاة مراهقة كان يتم استدراجها لدفعها على السفر بعيداً عن والديها وعن تفاصيل الحالة تقول الكندي إن فتاة مراهقة هددت أسرتها بالسفر بعيداً عنها والعيش بحرية واستقلالية وتبين أن الفتاة وهي من جنسية عربية كانت تتواصل مع أحد الأشخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي الذي كان يحاول استدراج الفتاة عبر العبث بأفكارها لدفعها للهجرة والسفر بحجة العيش المنفرد بحرية والاستقلالية بعيداً عن قيود الأهل وبالطبع الانجراف وراء هذه الأفكار الهادمة والمدمرة من قبل مراهق ما زال ضمن إطار الطفولة قد يوقعه في مشاكل لا حصر لها، وبمجرد استقبال هذه الحالة تم توجيه أولياء الأمر لكيفية التعامل مع الفتاة المراهقة التي تبلغ من العمر 17 عاماً وكانت الخطوة الأولى أخذ جواز سفرها من قبل ولي الأمر ومنعها من السفر وتم نصحهم باتخاذ إجراء المنع من السفر للفتاة والذي يحق للأهل اتخاذه لحماية الأبناء خاصة في هذا العمر كما تم أيضاً الجلوس مع المراهقة وتنبيهها إلى خطئها.

وأضافت أنه وفي حالة أخرى اشتكت أم طفل مراهق أنها عندما لجأت لتأديب ابنها رفعت يدها في وجهه فما كان منه إلا أمسك يدها بطريقة فاجأتها وهنا تم توجيه الأم بأن هذه الطرق من التأديب قد تؤدي بالشاب الصغير أو الشابة المراهقة لرد فعل غير مقصود أو مدروس وهذه أخطاء ساهم بها الأهل بدون وعي أو قصد ودور الأهل يتجسد في حل المشاكل منذ بدايتها وألّا يتم انتظار استفحال الخلاف للتوجه لحله بطرق خاطئة ينتج عنها سلوك خاطئ وقد سجلت حالات تجرأ فيها الأبناء ولوحوا باللجوء لتقديم شكوى لحقوق الإنسان ضد أسرهم، ونوصي الأهل بالصبر والعلاج بحكمة والابتعاد عن ضرب المراهق أو دفعه للخروج من المنزل بقصد أو بلا قصد.