الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

جامعات خاصة تتنافس في المكافآت والتسهيلات للطلبة المتطوعين

جامعات خاصة تتنافس في المكافآت والتسهيلات للطلبة المتطوعين
تتنافس جامعات خاصة بالدولة في تكريم الطلبة المشاركين في برامج وأنشطة تطوعية مجتمعية، سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه، بخلاف ساعات التطوع المطلوبة منهم ضمن اشتراطات التخرج، وذلك بمنحهم مكافآت مالية وتسهيلات في أوقات حضور المساقات وفي دفع الرسوم الجامعية.

وأكدت جامعات خاصة حرصها المستمر على التنسيق مع الجهات المعنية وفرق التطوع المعتمدة بالدولة، للإشراف على الطلبة المسجلين لديها ومتابعتهم على الدوام.

وأضافت أنها بصدد تخصيص منصات رقمية تدرج فيها أسماء الطلبة ممن شاركوا في مساهمات تطوعية مجتمعية، بهدف تكريمهم ومنحهم امتيازات عدة، وغرس القيم الإنسانية لديهم، كونها أحد مكونات الاستثمار لمستقبل العمل التطوعي في الدولة، في حين أكد طلبة أن دأبهم على المشاركة ليس بغرض التكريم المادي، وإنما ليشعروا بقيمة ما يقدمونه للآخرين وليكونوا نموذجاً لغيرهم في عمل الخير.

إشعال المنافسة




قال عبدالرحمن الجناحي، طالب في كلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، إنه من منطلق حث الجامعات لطلبتها على الانخراط في العمل التطوعي، خُصصت ساعات دراسية معتمدة لكل طالب، بحسب التخصص الدراسي والكلية المسجل فيها، لرفدهم بثقافة التطوع وخدمة المجتمع، على أن تحسب تلك الساعات ضمن المعدل التراكمي للطلبة، لافتاً إلى أن الجامعات انتهجت أخيراً نظاماً مختلفاً في تشجيع العمل التطوعي، يتمثل برصد مكافآت مالية للطلبة الذين يشاركون في أعمال إنسانية، أو ينجزون ساعات تطوعية، بخلاف المطلوبة منهم في المساقات التعليمية.

ولفت إلى أن هذه المكافآت تشعل التنافس بين الطلبة وتجعلهم يتسابقون للمشاركة بأعمال التطوع المجتمعية بمجالاتها المختلفة، ليس للحصول على المكافآت المالية فقط، بل ليشعروا بقيمة الخدمات التي يقدمونها للآخرين وليكونوا نموذجاً لغيرهم في عمل الخير.

استقلالية ذاتية

أما الطالبة نجوى سليمان، وتدرس في كلية للعلوم الإنسانية، فأشارت إلى أن شغفها بالعمل التطوعي منذ طفولتها دفعها للتسجيل في فريق التطوع الذي كوّنه طلبة الكلية للمشاركة في تنظيم الفعاليات والمبادرات التي تنظمها وتطلقها إدارة الجامعة، وكذلك في الأنشطة المجتمعية الأخرى المختلفة، والتي كان أبرزها أثناء أزمة «كورونا».

وقالت «بالتنسيق مع الجهات المختصة، شاركنا في تنظيم مرتادي مراكز المسح، وفي توعية العمالة في مناطق التجمعات والمناطق الصناعية، عبر توزيع المطويات الإرشادية والكمامات والمعقمات عليهم، لنتفاجأ بأن إدارة الجامعة منحتنا شهادات تقدير ومبالغ مالية بهدف تحفيزنا على الاستمرار في المشاركات الخيرية والأعمال الإنسانية».

وذكرت أن حصول الطالب على مكافأة وهو على مقاعد الدراسة تعني له الكثير، وتُشعره بالاستقلالية الذاتية، وترسخ بداخله القاعدة الأساسية لأهمية العمل الإنساني ودوره في ترابط أفراد المجتمع.

استقطاب المواهب



وبالمثل، أكدت طالبة علم الاجتماع هاجر يوسف أنها دخلت مجال التطوع حين كان عمرها 15 عاماً بهدف ملء وقت الفراغ في أمور تنمي مهاراتها وتصقل شخصيتها، ثم حرصت على توسيع مجال الأعمال الإنسانية والمجتمعية التي تشارك فيها، والتي أسهمت في إحداث تغيّرات كبيرة في حياتها، وكونت لديّها شخصية قيادية، إضافة إلى الخبرات المهنية والعملية التي اكتسبتها وأثّرت في مسار اختيار التخصص الجامعي وحفزتها على مواصلة مسيرة التطوع في الجامعة، فكان مما حفزها على الاستمرار الدعم والتسهيلات التي قدمتهما إدارة الجامعة للطلبة المتطوعين، عبر تخصيص أقسام لاستقطاب المواهب من الطلبة المتفوقين والمتطوعين، وتكريمهم مادياً أو بشهادات تقدير أو بجوائز مالية.

منصات رقمية

في المقابل، أكدت إدارة جامعة أم القيوين حرصها الدائم على دعم ثقافة التطوع لدى الطلبة، إذ خصصت، مع بدء أزمة «كورونا» والتحول لنظام التعلم عن بعد، منصات رقمية تتيح لهم إنجاز العدد المحدد من ساعات التطوع التي تعتبر أحد متطلبات التخرج، وفي الوقت ذاته، فإن الجامعة تتواصل باستمرار مع طلبتها المشاركين في البرامج والأنشطة التي تنظمها الجامعة أو المبادرات المجتمعية من واقع دوافعهم الذاتية ورغبتهم في مساعدة الآخرين، ولا سيما أن عدداً كبيراً منهم ينتمي لفرق تطوع على مستوى الدولة.

وأشارت إلى تكريم الطلبة المندفعين منهم، وتخصيص مكافآت مالية وهدايا لهم، من بينها أجهزة حاسوب و«آيباد» وغيرها، لغرس روح المبادرة لدى المتطوع وتعزيز المسؤولية الذاتية تجاه الآخرين.

ولفتت إلى أنها بصدد تخصيص منصة إلكترونية تدرج فيها أسماء من شاركوا في مساهمات تطوعية، سواء داخل أو خارج الحرم الجامعي، بهدف تقديرهم ومنحهم امتيازات، تشمل تخفيضاً على الرسوم الدراسية، ولا سيما أن أزمة «كورونا» تتطلب تكاتف الجميع وتوظيف الجهود لخدمة المجتمع.

قيم العطاء

وأكدت كليات التقنية العليا أن طلبتها أنجزوا 3,220 ساعة تطوعية عن بعد خلال شهرين، ضمن منظومة الحرم الجامعي الرقمي التي وفرت لهم فرصة مواصلة عملهم التطوعي في ظل الظروف الحالية، بينما بلغ عدد ساعات التطوع التي أنجزها الطلبة خلال العام الأكاديمي الماضي مليون ونصف المليون ساعة تطوعية ضمن المتطلبات التخرج، مؤكدة أنها تسعى باستمرار إلى تكريم الطلبة المتميزين ممن حققوا أعلى ساعات تطوعية وكذلك الكليات التي كانت أكثر نشاطاً وتفاعلاً على مستوى العمل الخيري، إيماناً منها بقيم الإنسانية والعطاء التي ستبقى دائماً راسخة في الدولة، وستبقى الإمارات نموذجاً عالمياً في تطبيقها وترجمتها إلى واقع لأجل غد أفضل للإنسانية جمعاء.

منهج حياة



وكذلك أكدت جامعة الشارقة مضيها في جعل التطوع جزءاً من يوميات الطلبة ونهج حياتهم، عبر إدراج عدد محدد من ساعات التطوع ضمن اشتراطات التخرج، مشيرة إلى أنها تعمل باستمرار على متابعة الطلبة الذين يشاركون في برامج وأنشطة تطوعية داخل وخارج الجامعة، بعيداً عن الساعات التي تضاف لسجلاتهم الدراسية، كما تعمل على دعمهم عبر منحهم أوقات تفريغ من الدراسة في حال وجودهم بالمشاركات التي تتعارض مع أوقات المساقات أو التي تتطلب وجودهم في أماكن بعيدة، علاوة على رصد أسمائهم وتكريمهم عبر تسهيلات في تسجيل المواد وطريقة دفع الرسوم الجامعية.

جائزة الشارقة للعمل التطوعي

استحدثت جائزة الشارقة للعمل التطوعي قبل عامين، ضمن الفئات المعتمدة لديها، فئة «الطالب الجامعي» من غير الموظفين، في مجال صناعة الفرص والإسهامات التطوعية، بهدف تشجيع الشباب على الانخراط في العمل التطوعي، وغرس هذه القيمة فيهم، كونها أحد مكونات الاستثمار لمستقبل العمل الإنساني في الدولة، فضلاً عن أنها تسهم في إيجاد القاعدة الأساسية للعمل التطوعي عبر تثقيف النشء لتأدية أعمال إنسانية.