الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صحة دبي: 76.9% من مصابي السكري دون 45 عاماً.. ومراقبة المرضى 24/7 أونلاين

صحة دبي: 76.9% من مصابي السكري دون 45 عاماً.. ومراقبة المرضى 24/7 أونلاين

sugar-2493338_1920

أكدت هيئة الصحة بدبي أن نسبة الشباب والأطفال من مرضى السكري الذين يترددون على العيادات الخارجية بمنشآت الهيئة، تبلغ 76.9% من إجمالي مرضى السكري من المواطنين والمقيمين، وهم في الفئة العمرية (صفر ـ 45 عاماً)، وفق آخر إحصائية أجرتها الهيئة.

وتشير الإحصائية إلى أن فئة الشباب والأطفال -مرضى السكري- تبلغ 73.8% من إجمالي مرضى السكري المواطنين، بينما ترتفع النسبة ذاتها إلى 89.7% من إجمالي مرضى السكري المقيمين.

وقالت الهيئة إنها تتابع عدداً من مرضى السكري المسجلين في مركز دبي للسكري عن بُعد، باستخدام مقياس للسكري متصل عن طريق تطبيق ذكي بمركز التحكم التابع لمركز السكري، لمراقبة المرضى، حيث تظهر نتيجة قياس السكري في شاشة المركز بمجرد قياس المريض نسبة السكري في منزله، فيما تصرف الهيئة لهؤلاء المرضى علبة دواء ذكية بها مستشعرات تُبلغ مركز دبي للسكري بمجرد فتح المريض علبة الدواء في منزله وأخذ حبة منها.

وأشارت إلى أن هذه التقنيات تسهل كثيراً من عملية مراقبة أخذ المريض الدواء ومعرفة مدى انتظامه، وأن هذا التواصل الذكي عن بُعد يمكّن الأطباء من تقديم الإرشادات للمرضى على مدار الساعة لتحسين مستويات السكر لديهم، كما يهدف هذا التواصل الذكي إلى إراحة المرضى وتوفير الوقت عليهم وتقليل عدد الزيارات للمركز.

وتجولت «الرؤية» في مركز دبي للسكري بصحبة مديره استشاري الغدد الصماء الدكتور محمد حامد فاروقي، الذي قال إن غالبية المرضى لا يفضلون زيارة العيادات والمراكز خلال جائحة كوفيد-19، لذلك كان التطبيب عن بُعد مهماً للغاية بالنسبة لهيئة الصحة بدبي، فتم التطبيب عن بُعد باستخدام السجلات الطبية للمرضى، حيث نتصل بهم بالصوت والصورة، وهو ما يمكننا من التواصل معهم في أي وقت وتصلنا معلوماتهم على مدار الـ24 ساعة.



وأردف: كنا نقدم لهم النصائح والإرشادات، مبنية على نتائج قياس الضغط والسكري لديهم، وهو ما ساعدنا على الوصول إلى نسب جيدة من مستويات السكر في الدم، على الرغم من أن المرضى لم يكونوا معنا، بسبب تطبيق نظام التطبيب عن بُعد.



وأضاف فاروقي أن مركز دبي للسكري بقي مفتوحاً لاستقبال المرضى، خلال كورونا، ولكن خلال هذه الفترة كان عدد المراجعين عن بُعد يرتفع بالتدريج بالمقارنة بعدد المراجعين قبل كوفيد-19، مشيراً إلى أن مرض السكري كان ينتشر بين سكان الإمارات بنسب مرتفعة، ولكن خلال العامين الماضيين بدأ العدد بالثبات عند مستوى معين، حتى إنه بدأ ينخفض بنسب ضئيلة، وذلك بفضل جهود تثقيف المرضى، واتباع أنظمة غذائية، وزيادة النشاط البدني، كما ازداد الوعي لدى السكان فيما يخص مرض السكري.

وعن كيفية تخفيض عدد المرضى بنسب أكبر، أوضح فاروقي أن «ذلك يستلزم اتخاذ إجراءات مختلفة على عدة مستويات، وعلى مستوى قطاع التنظيم الصحي بدأنا العمل وتطبيق استراتيجيات لتشخيص وإدارة حالات المصابين بالسكري، ليتساوى هذا الأمر بين القطاعين العام والخاص، أما على صعيد النظام الغذائي، فنعمل مع التنظيم الصحي وحكومة دبي على وضع مزيد من الضرائب على المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من السكر، لكي ينخفض استخدام هذه المشروبات، وتعمل حكومة دبي على جعل هذه المدينة صديقة لقيادة الدراجات، وهو ما يسهم في زيادة النشاط البدني، والمبادرات من أجل الرياضة والصحة في الإمارة، تساعد على جعل الرياضة جزءاً من الحياة اليومية».

تكامل العلاج

وقال استشاري الغدد الصماء بمركز دبي للسكري الدكتور جلال نفاش، إن المركز يعتمد نظرة متكاملة لعلاج مرضى السكري، فإضافة لزيارة الطبيب هناك التشخيص والمتابعة للغذاء والتثقيف الصحي، وعلاج مشكلات القدم واعتلال الأعصاب وعلاج القرحات الناتجة عن الإصابة بالسكري ومراقبة العيون، وغيرها من الخدمات، كما أن العلاج يتضمن مراقبة السكر يومياً دون الركون إلى فحص السكر التراكمي بشكل كامل، ونراقب تغيرات السكري مع الحياة ونظام الأكل، وهناك أجهزة السكري التقليدية التي تستخدم وخزة الإصبع، لكن هناك أجهزة جديدة تفحص السكري عن طريق المسح، وهناك فحص الحساس CGMS الذي يتحسس للسكر ويبعث القراءات بشكل متكرر كتنبيه للمريض، وإذا كان المريض يستعمل مضخة أنسولين يكون هناك ربط بين المضخة والجهاز الحساس بحيث إذا صار هناك ارتفاع في الأنسولين يتم وقف الضخ.



وأضاف أن علاجات السكر تتغير، فهناك النوعان الجديدان هما أدوية السكري التي تساعد على تخفيض الوزن ونزول السكر في البول وهي بالتالي تساعد في الحفاظ على الكليتين لأن مشاكل الكلى تتأثر بالسكري، كما لها فائدة من ناحية القلب، وهناك أدوية جديدة تساعد المريض من خلال تخفيف الشهية وينخفض وزن المريض أيضاً، مؤكداً أن علاج السكري أكثر تطوراً بمراحل عما كان قبل نحو 20 عاماً.

وأشار إلى أن مرض السكري ينتشر بسبب تغير نمط الحياة، حيث أصبحت السمة الغالبة هي قلة الحركة، وضعف ممارسة الرياضة، وتناول كميات كبيرة من الطعام، ونوعية الطعام غير الصحي، وفي الإمارات هناك احتمال كبير أن يصاب الشخص بالسكري إذا زاد وزنه، لأن هذا الأمر يرتبط نوعاً ما بالمنطقة التي ينتمي إليها المريض وهي تختلف من شخص لآخر، حسب المناطق والأعراق.

علاقة السكري بالغضب

وحول ما يتردد من «الزعل يصيب بالسكري»، قال نفاش، إن هذه المقولة غير صحيحة، وما يحدث أن الغضب أو الحزن يرفع معدل السكر بالدم لأنه يزيد هرمون الضغط العصبي، وإن كان هناك أحدهم لديه شخص مصاب بسكر مرتفع بالفعل أو مصاب بالسكري، ف لن يتحمل هذه الزيادة الجديدة الناتجة عن الغضب أو الحزن وبالتالي ستظهر عليه أعراض السكري، فكل ما في الأمر أن «الزعل» أظهر السكر الكامن لدى المريض الذي لم يكن يعرف أنه مصاب بالفعل.

وذكر أن علاج السكري يتطلب أن يخفض المريض وزنه والقضاء على ارتفاع الكوليسترول لأنه أكثر أهمية لمرضى السكري، وهي أمور أساسية، مشيراً إلى أن هناك نتائج متعلقة بالإصابة بالسكري مثل نقص الهرمون الذكري، أو مشكلات توقف التنفس أثناء النوم، ومشكلات الكلى والأعصاب والعيون، مبيناً أن متابعتهم تكون من خلال الفحص المستمر للشبكية والقدم في المركز.

السكري والالتهابات

وقال استشاري الغدد الصماء بمركز دبي للسكري الدكتور محمد بلال الشماع، إن السكري من الأمراض المزمنة الذي يعد مرضاه أكثر تأثراً بالالتهابات دون غيرهم، وتعتمد شدة الالتهابات على مدى انتظام السكري، ومن نجحوا في تنظيم السكر في الدم يصبحون مثل الإنسان غير المريض.



وتابع: المشكلة أن ارتفاع السكري يضعف مناعة الإنسان، فيصبح أكثر عُرضة للأمراض الفيروسية أو الجرثومية والتهابات الجلد والأسنان والمسالك البولية والتهابات الأقدام، وهناك علاقة طردية بين عدم انتظام السكر وضعف المناعة، ولذلك مرضى السكري أكثر عُرضة لمضاعفات كوفيد-19 وكذلك العدوى، وهناك أناس لا يستطيعون تنظيم السكري بسبب محدودية الدواء وطريقة استخدامه، كما أن تعرض المريض لتكرار هبوط السكر يمنع القدرة على تنظيم السكري بشكل جيد، وكلما كان السكري قديماً لدى الشخص صارت المضاعفات أكبر.

أعراض السكري

وأضاف أن كثيراً من مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون، فمتوسط مدة تأخر تشخيص مرضى السكري قد يصل إلى 5 سنوات، لذلك الحل هو الكشف المبكر، ولكي تظهر أعراض السكر لدى الإنسان هذا معناه أن لديه سكري منذ فترة طويلة، لافتاً إلى أن أهم الأعراض هو التبول المتكرر لمرات كثيرة خلال اليوم والشعور بالعطش المتكرر وهؤلاء يكون السكر لديهم وصل لأكثر من 200، لأنه يتم تصنيف الشخص أنه مريض السكري إذا وصلت مقياس السكر إلى 126 وهو صائم.

وأشار إلى أن الأعراض الأساسية للسكري هي: كثرة التبول، شدة العطش، الدوخة، وتنميل الأطراف السفلية، الضعف الجنسي، إصابة الشبكية، كثرة الالتهابات الجلدية والفطريات النسائية، وقد يصل إلى مرحلة الغيبوبة، وهناك فئات لا بد أن تجري الفحص المبكر للسكري هم: من يعانون الوزن الزائد، ومن لديهم عدد كبير من المصابين بالسكري في العائلة، والمرأة التي أصيبت بسكري الحمل، ومن يأخذون أدوية قد ترفع السكري، ومن يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والضغط وغيرها، حتى لو لم تكن لدى كل هذه الفئات أي أعراض للسكري، لأن المرض قد يكون لديهم وهم لا يدركون.

وذكر الشماع أن عدد الشباب مرضى السكري يزداد في المركز خلال السنوات الماضية، حيث كان السكري يصيب الكهول لكن حالياً ينتشر بسرعة بين الشباب بسبب أسلوب الحياة غير الصحي والأسباب الوراثية.