السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أطباء يحددون شروط التخلي التدريجي عن «احترازات كورونا» في الدولة

أطباء يحددون شروط التخلي التدريجي عن «احترازات كورونا» في الدولة

أرشيفية.

حدد أطباء ومختصون مجموعة شروط للتخلي التدريجي عن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا «كوفيد-19» بما فيها لبس الكمامة، مؤكدين أن أهم هذه الشروط: تطعيم ما لا يقل عن 70% من أفراد المجتمع، والوصول إلى صفر وفيات بمرض كورونا، وانخفاض أعداد الإصابات اليومية الجديدة إلى مستويات ضعيفة، وانخفاض الإصابات في دول العالم خصوصاً التي يعمل كثير من أبنائها في الإمارات، وحصول أكبر عدد من دول العالم على اللقاحات.

وعددوا إيجابيات التخلي عن التدابير الوقائية، حيث تساهم في عودة الحياة الاقتصادية بكامل طاقتها، والراحة النفسية للأفراد على المستوى الشخصي، وتقليل مستوى القلق والاكتئاب، محذرين من الخطوات غير المحسوبة في التخلي عن الإجراءات الاحترازية دون تحقيق الشروط والمتطلبات.

الوضع الآمن

وتفصيلاً، قال استشاري الأمراض الصدرية بدبي الدكتور شريف فايد، إن المؤشرات التي يجب أن تتوفر ليتم التخلي عن الإجراءات الاحترازية هي الوصول إلى صفر وفيات بسبب كوفيد-19 لعدة أيام متتالية، وتطعيم 70% من البالغين المؤهلين لأخذ اللقاح، حينها يمكن القول إن الوضع آمن، خصوصاً أن الإمارات تهتم للغاية بالأمن الصحي.



وأضاف أنه يتوقع أن أول الإجراءات الاحترازية التي سيتم التخلي عنها هي: التباعد الاجتماعي لمسافات كبيرة، والتخلي عن الكمامات، ولكن يبقى مرض كوفيد-19 لا يوجد فيه توقعات، فكل يوم تتغير الأمور وتحدث طفرات جديدة قد تعقد الموقف في كثير من دول العالم.

وأشار إلى أن كبار السن أو من لديهم مشكلات صحية لم يتمكنوا من التخلي عن الإجراءات الاحترازية، وستظل هذه الفئات متبعة للإجراءات الوقائية حتى اكتشاف علاج للمرض وليس مجرد لقاح، حيث يجب عدم تعريضهم للخطر، لأن هؤلاء إذا مرضوا ووصلوا للالتهاب الرئوي تزداد نسبة الخطورة والوفاة.

التخفيف التدريجي

من جانبه، قال استشاري الأمراض الصدرية بدبي ورئيس قسم الرعاية المركزة بالمستشفى الأمريكي بدبي الدكتور مازن زويهد، إن اللقاح شامل النطاق هو الأساس للتخلي عن أية إجراءات احترازية، ولا بد أن يتم تطعيم كل الناس، وأن تنخفض أعداد الإصابات في العالم كله، لأن الإمارات بلد يتردد عليه كثير من الزوار، لذلك يجب تلقيح 70% على الأقل من سكان الدولة لتخفيف الإجراءات الاحترازية، التي يتوقع أن تبدأ بتخفيف القيود على التقارب الجسدي والتجمعات مثل الحفلات وغيرها.



ولفت إلى أنه إذا تم تخفيف «الاحترازات»، فهناك فئات لن يكون بمقدورها التخلي عن التدابير الوقائية حتى لو تلقت اللقاح، لأنها الأكثر عرضه لمضاعفات كوفيد-19 حال الإصابة وهم: كبار السن، والذين يعانون من أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية، السكري، ومرضى الجهاز التنفسي المزمن، ومرضى الفشل الكلوي، وأصحاب الأمراض السرطانية.

واقترح عدم التخلي مرة واحدة عن كل الإجراءات الاحترازية، بل تدريجياً مع قياس عدد المصابين الجدد، لأنه من الممكن أن تعود الإجراءات الاحترازية مرة أخرى إذا ارتفعت الإصابات، أو تم التخلي عن مزيد من الإجراءات إذا استمرت الأعداد في الانخفاض.



وأشار زويهد إلى إيجابيات التخلي عن بعض التدابير الاحترازية، وذلك في عودة الطمأنينة للناس، واستطاعة الشركات العمل بشكل كامل مرة أخرى، وانخفاض نسبة التوتر والاكتئاب لدى الأشخاص، حيث إن الكثيرين لديهم تخوفات من الخروج لتناول الطعام في المطاعم أو الجلوس في المقاهي أو الذهاب للفنادق.

ريادة إماراتية

وقال استشاري الصحة العامة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور عادل سجواني، إن كل دولة لها استراتيجيتها في إدارة جائحة كوفيد-19، وإن الإمارات من الدول الأولى في أعداد الفحوصات واللقاحات، ولكنها اختارت التوازن بين الصحة والاقتصاد، والتخلي عن الكمامات يعتمد على الوضع الصحي، فالولايات المتحدة اختارت التخلي عن الكمامات لكن هناك انتقادات كبيرة لها من منظمة الصحة العالمية على هذا التصرف، والمنظمة تعتبره قراراً غير صحيح، أما الإمارات فستتخلى عن الكمامات عندما ترى قيادة الدولة أن الوضع الصحي العالمي صار مستقراً.



وأضاف: «صحيح أن الإمارات مستقرة ولديها قطاع صحي قوي وبرنامج وقائي عالمي، لكن كثيراً من دول العالم تعاني من كوفيد-19 ولا تجد اللقاحات، ونظراً لأن العالم قرية صغيرة فمن المتوقع أن ينعكس ذلك علينا لذلك لا بد من الحذر».

ولفت إلى أن تقليل الإجراءات الاحترازية وارد مثل فتح السفر وتقليل الحجر وزيادة الطاقة الاستيعابية في المطاعم والمقاهي، ولكن تبقى مشكلة كوفيد-19 هي الضغط الكبير على النظام الصحي، وما يتم اتخاذه من تدابير وقائية يهدف في جزء كبير منه إلى تقليل الضغط على النظام الصحي، قائلاً إنه لا يتوقع التخلي عن الإجراءات الاحترازية قريباً.

تلقيح المجتمع

وقال أستاذ طب الأسرة بجامعة الشارقة الدكتور نبيل سليمان «إذا تم تحصين 70 إلى 80% من المجتمع بلقاح كورونا واختبرنا مناعتهم، هنا يمكن التخلي عن الكمامات، كما يمكن التخلي عن الكمامات في الأماكن المفتوحة عند هذا الحد من التطعيمات، مع إلزامية لبس الكمامات في الأماكن المزدحمة والمغلقة، فالوضع الصحي في الإمارات مستقر للغاية وعدد الحالات ينخفض مع الزيادة اليومية في معدل التطعيمات، ولكن لا بد من المسارعة لتلقي اللقاح».



وأوضح أن هناك شرطاً مهماً لتقليل الإجراءات الاحترازية أو التخلي عنها بشكل كامل، وهو أن يقل عدد إصابات كورونا التي يتم إعلانها يومياً، فلا بد ألّا ترتفع الإصابات عن 20 حالة في اليوم حتى يتم التخلي عن الإجراءات الاحترازية، وأن يستقر الوضع الصحي في البلاد التي يعمل رعاياها أو يعيشون في الإمارات، أو يزورونها باستمرار، مضيفاً أن أعداد الوفيات القليلة مؤشر إيجابي للغاية.

نظام صحي قوي

وذكر استشاري الأمراض المعدية بدبي الدكتور أحمد لطفي صبحي، أن منظمة الصحة العالمية لم تتفق على التخلي عن الكمامة، فالتخلي عن الكمامة نتيجة للوصول إلى مناعة القطيع ضد هذا الفيروس، ولكن لا بد أن يحصل كل المؤهلين لأخذ اللقاح على جرعتين من اللقاحات المتاحة في الدولة، مع الوضع في الاعتبار أن أية منطقة مغلقة تحتاج إلى الكمامة، مشيراً إلى أنه وفق المؤشرات التي تعلنها الجهات الصحية يومياً، فإن الوضع الصحي مستقر تماماً ويشير إلى أن الإمارات لديها نظام صحي قوي قادر على مواجهة أي طوارئ.



وأشار إلى إيجابيات الوصول إلى التخلي عن الإجراءات الاحترازية، والمتمثلة في: عودة الاقتصاد إلى طبيعته مثل الطيران والمطاعم والفنادق والسياحة وغيرها، وعودة عجلة الاقتصاد بشكل أقوى لأن الإمارات تمثل عنصر جذب في ظل عدم استقرار الأوضاع في كثير من بلدان العالم، بالتزامن مع قوة النظام الصحي الإماراتي، أما على المستوى الشخصي للأفراد فسيشعرون بالراحة النفسية والحرية في الحركة والتنقل، والإحساس بالعودة للحياة العادية كما كانت «كوفيد-19».