الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الاستدانة لبدء مشروع تجاري.. انطلاقة قوية أم خسارة محققة؟

الاستدانة لبدء مشروع تجاري.. انطلاقة قوية أم خسارة محققة؟
تباينت آراء رواد أعمال شباب حول الاستدانة من أجل بدء مشروع تجاري، حيث رأى البعض أن الاقتراض أساس التجارة وخطوة مهمة لأي شاب لإنشاء مشروع أو تطويره وتحسينه من ثم إحداث انطلاقة قوية تحقق له النجاح، فيما ذهب آخرون إلى أن البدء في مشروع تجاري بالدين قد يكون له تداعيات كبيرة، مثل الخسارة أو عدم الوفاء بالالتزامات، وأضافوا أن بداية المشروع بالدين تجعله محفوفاً بالمخاطر، نظراً لتساوي نسبة الفشل والنجاح عند البداية.

من جانبها، قالت سارة الرئيسي إن الاستدانة للبدء في مشروع تجاري أو تطوير مشروع قائم أو الاستثمار بشكل عام، خطوة مهمة لأي شاب، لا سيما في ظل المنافسة الكبيرة اليوم على ريادة الأعمال، مشددة على أهمية وجود دراسة جدوى صحيحة للمشاريع، وأن تكون نابعة من شغف الشاب وليس التقليد.

وأشارت إلى أن المشاريع التجارية يمكن أن تبلغ مبلغاً متقدماً إذا ما اقترنت بالملاءة المالية التي يمكن أن توفرها القروض، وقالت «هناك مشاريع ناجحة يمكن أن تنفذ بطريقة مثالية وشاملة إذا استفادت من القروض البنكية، ولا يمكن إغفال أهمية الاستدانة عالمياً في دعم سيرة رواد أعمال وصلوا إلى النجاح، عن طريق الاستفادة من التسهيلات التي تقدمها الجهات التمويلية المختلفة».



نجاح المشروع

أما خالد المازمي فرأى أن الاستدانة يمكن أن تطور العمل وتقدم قيمة مضافة لأي مشروع، حيث إنها تنعش المشاريع وتمكنها من مقاومة التنافس أو الصعوبات المفاجئة، مشيراً إلى أن المشروع الناجح يجب أن يبدأ كبيراً ولا يمكن الانتظار حتى اكتمال التمويل الشخصي الذي قد يستغرق سنوات طويلة.

وقال «هناك مشاريع يجب أن تحصل على تمويل كبير لتنجح، وأنا اختلف مع الأشخاص الذين يبدؤون المشاريع بشكل يقلل من قيمتها ولا يحقق الهدف الأساسي منها، ما يخلق، في كثير من الأحيان، مشاريع مكررة».



من جانبها، ذكرت مريم الظنحاني أن الاستدانة قد تكون مخيفة لبعض رواد الأعمال، لكن إذا اقترن بدراسة حقيقية وشغف كبير، فإنه يعتبر الحل الأمثل لرواد الأعمال الراغبين في تأسيس مشاريع تجارية، وذلك عبر تمويل جزء من رأس المال اللازم لتأسيس المشروع أو تمويل العمليات التوسعية.

وأوضحت أن هذا سيؤدي إلى ازدهار المشاريع ويمكّنها من الانخراط في السوق بقوة ومتانة، فيما شددت على أهمية البدء بالمشروع بأقل التكاليف في أول عام على الأقل، للتأكد من فاعلية ونجاح الاستمرار فيه، ثم الاتجاه إلى الديون.

إحباط الشباب

من ناحية أخرى، اعتبر سالم راشد الزيودي أن الدين في بداية المشروع أمر يجانب الصواب، وذلك بسبب الصعوبات التي قد يواجهها المستدين في المشاريع التجارية، وأفاد بإن الاستثمار يمكن أن يكون أقل خطورة مع وجود أصول يمكن بيعها.

وقال إن كل مشروع يحتمل الخسارة، وبالتالي فالاستدانة قد تسبب إحباطاً للشباب في بداية حياتهم، وقد يتحملون ديوناً كبيرة لا يطيقونها، مؤكداً ضرورة وجود بدائل واقعية للتعامل مع الظروف المتغيرة، حيث يجب التأكد من وجود أموال مخصصة لتغطية المخاطر التي قد تطال رأس المال، مع انخفاض المبيعات وعدم تغطية عائدات البيع بقية رصيد القرض.



محفوف بالمخاطر

أما عيسى محمد، فأكد أن الشخص الذي يقترض بهدف إنشاء مشروع يواجه نسبة خسارة توازي نسبة النجاح، ففي حالة الخسارة يجب أن يمتلك رائد الأعمال خطة بديلة للاستمرار في التجارة من دون أن يتعثر في السداد، مشدداً على عدم مقارنة مشاريع أخرى ناجحة استفادت من القروض بمشروع رائد الأعمال، وذلك لوجود اعتبارات أخرى قد لا يدركها.

وأكد أن الاقتراض أو الاستدانة بغرض الاستثمار نشاط محفوف بالمخاطر، لأن الخسائر قد تكون كبيرة للفرد عندما تتراجع المبيعات أو يواجه ضائقة مالية، إلا إذا كان الاقتراض منطقياً وبنسبة بسيطة من الأرباح، مشيراً إلى أنه من الخطأ أن تفوق قيمة المبلغ المقترض قدرة الفرد على الوفاء، سواء من المشروع نفسه أو من مصادر أخرى مثل العقار أو الأصول، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة اختيار الفرصة المناسبة لبدء عملية الاستثمار.



أمر واقع

وأفاد جابر الزيودي بأن الدخول في مشروع جديد هو تحدٍ كبير في حد ذاته، متسائلاً «كيف يمكن إضافة الاستدانة كتحدٍ آخر لا سيما لرواد الأعمال الجدد».

وأضاف «من وجهة نظري فمن الأجدر عدم إضافة تحدٍ آخر وهو الاستدانة من الأشخاص أو البنوك، لان هذا يزيد من صعوبة المسألة ويضع صاحب المشروع أمام الأمر الواقع، ولا يعطيه فرصة لتصحيح المسار أو أي خط للرجعة».

وأكد أن الديون تحرم رائد الأعمال من القدرة على اتخاذ القرارات بمعزل عن المؤثرات الخارجية، وذلك بسبب الضغوطات التي قد تسببها القروض على الفرد.



عوامل المخاطرة

الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي، أكدت أن الأشخاص الذين يبدؤون مشاريعهم بالاستدانة يجب أن يضعوا عوامل المخاطرة في عين الاعتبار، إذ إن نجاح المشاريع يعتمد على الطلب عليها، وإذا كانت المخاطرة موجودة فيجب أن يضع الفرد في حسبانه أنه قد يفقد المبلغ المقترض، حيث إن نسبة النجاح 50%.

وأضافت أن المقترض يحب أن يأخذ مبلغاً معيناً لا يتجاوز قدرته المالية 100%، ويجب أن يضع نسبة من الدخل ليخصصها من أجل النهوض مرة أخرى في حال التعثر.



وأفادت بأن القروض تعطى بناء على الدخل سواء كانت للشركات أو الأفراد ويجب أن يضع المقترض احتياطياً من أجل المخاطرة، ليس للخسارة فقط بل للتطوير لاحقاً في حال احتاج ذلك.

واختتمت أن المشاريع تحتاج إلى تطوير وملاءة مالية وإلا فإن المشاريع الصغيرة قد لا تكبر أبداً.