الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

توظيف الاختراعات.. ابتكارات جامعية تدعم المؤسسات الحكومية

توظيف الاختراعات.. ابتكارات جامعية تدعم المؤسسات الحكومية
كشفت مؤسسات حكومية وجامعات عن استراتيجيات عمل منظمة هدفها توظيف ابتكارات مؤسسات التعليم العالي في دعم وتطوير العمل بالجهات الرسمية، وخصوصاً الخدمات المرتبطة بالتقنيات الذكية.

وذكرت مؤسسات أنها استفادت بالفعل من بعض الابتكارات وتعمل على تبني المبادرات الإبداعية لتحقيق التميز في العمل سواء لخدمة موظفيها أو المتعاملين.

من جهتها، أكدت جامعات أن نحو 20% من مشاريع الطلبة التي أنجزت خلال العامين الأخيرين يجري دراستها حالياً من قبل جهات حكومية ومؤسسات بهدف تبنيها وتطبيقها.



وذكر طلبة أن العديد من المؤسسات تبنت أفكارهم ونفذتها على أرض الواقع، مشيرين إلى أن دعم الجامعات للطلبة وفتح الباب أمامهم للتواصل مع المؤسسات أمر بالغ الأهمية.

منتجات حقيقية

وأكدت وزارة التربية والتعليم على أهمية برامج سفراء الابتكار كونه يهدف لتعزيز قدرات ومهارات الطلبة البحثية والابتكارية عبر انخراطهم في برامج تدريبية تتضمن زيارات علمية وثقافية لمؤسسات علمية رائدة واطلاعهم على أفضل الممارسات وأحدث المستجدات الابتكارية في دول متقدمة على الصعيد العالمي في هذه المجالات، ما يؤهلهم لتولي دور رئيسي في بناء اقتصاد معرفي مستدام لدولة الامارات، ويحقق مستهدفات خطط التنمية البشرية للدولة.

وأضافت أنها ترصد المشاريع الطلابية المبتكرة التي أبدى عدد من الوزارات والجهات الاتحادية اهتماماً بها، بعد أن تم عرضها خلال فعاليات شهر الإمارات للابتكار في الأعوام الماضية بمختلف المناطق التعليمية، مؤكدة أنها لا تكتفي بدفع وتشجيع الطلبة على الابتكار، وإنما تعمل على تأمين التواصل مع الجهات المختلفة، لكي تتبنى تلك المشاريع، ومن ثم تمويلها وتحويلها إلى منتجات حقيقية، لتسهم في رفد السوق بمنتجات وابتكارات مقدمة من الطلبة.

خط تواصل



وأكدت غرفة تجارة وصناعة الشارقة وجود خط تواصل دائم وفعال بينها وإدارات الجامعات والكليات لتقديم ابتكارات الطلبة ذات الأفكار المميزة فيما تعمل الغرفة على تبني المشاريع التي تعنى بتطوير القطاع الخدمي وتعمل على تمويلها وتنفيذها لخدمة الأهداف التنموية المشتركة.

وركزت على استمرار نهجها وتحمل مسؤولياتها للإسهام مع شركائها، في الجامعة والقطاع الخاص والأجهزة الحكومية المعنية، لجعل الابتكار والإبداع أسلوب حياة حضارياً، وثقافة عمل في مختلف المجالات، في إطار بناء منظومة متكاملة ومتجددة في استخدام العلوم والتكنولوجيا، تعزز من تطوير وتحديث المجتمع وتقدمه وازدهاره".

الاعتماد على الابتكار



وتتبنى هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة المبادرات الإبداعية سواء من موظفيها أو طلبة الجامعات وتعمل على تطبيقها لتحقيق التميز والاعتماد على الابتكار في تقديم الخدمات الحكومية للجمهور والمتعاملين، كما تركز على تنفيذ المشاريع المتعلقة بإنتاج الطاقة البديلة والمستمرة لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدة حرصها على توفير بيئة عمل جاذبة ومشجعة للإبداع والابتكار واكتشاف المبدعين وتطوير مهاراتهم وتشجيعهم على تنفيذ أفكارهم الإبداعية وتحويلها لقوة إيجابية ودافع للمستقبل.

تكنولوجيا رقمية

وأكد الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار حسين محمد المحمودي أن المجمع يدعم الطلبة والأكاديميين المبتكرين عبر تطوير منظومة الابتكار، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية لأداء الأنشطة الاستثمارية، وتنفيذ استراتيجية واضحة لتطوير المنظومة الصناعية ودمج التقنيات الرقمية بالصناعة في عدد من المجالات، لافتا إلى أن المجمع يرصد المشاريع الطلابية المتميزة ذات الأفكار غير التقليدية والمتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية والطاقة المستمرة ودراستها بهدف تبنيها وتنفيذها كمشاريع مستقبلية لخدمة البشرية مستقبلاً.



وأشار إلى أن المجمع تبنى مشاريع عدة أهمها إنشاء منازل بتقنية الطباعة «ثلاثية الأبعاد» في المجمع، وبصدد تنفيذ مشاريع في قطاع النقل والاتصالات.

دراسة المشاريع

وذكر نائب عميد كلية الابتكار التقني أستاذة النظم الذكية وتطبيقاتها الدكتور عمر الفندي، أن 20% تقريباً من مشاريع الطلبة التي أنجزت خلال العامين الأخيرين يتم دراستها حالياً من قبل جهات حكومية ومؤسسات بهدف تبنيها وتطبيقها.



وبيّن أن من الأمثلة على هذه المشاريع، نظام ذكي لتحليل البيانات من لوحات المركبات تدرسه إحدى الجهات الشرطية، إلى جانب نظام لكشف تسرب الغاز والحرائق، ونظام تتبع وحماية من خلال تقنية البلوك تشين.

وأضاف أن عديداً من الجهات بدأت الاستثمار بالفعل في ابتكارات الطلبة وتبنيها على مدار السنوات الماضية عبر استراتيجيات عمل منظمة، إلى جانب تطبيق بعضها في الجامعة مثل تطبيقات للتواصل الداخلي لإيجاد مواقف لمركبات الطلاب وغيرها.

ولفت إلى أن كافة مشاريع تخرج طلبة الكلية تعالج مشاكل معينة تعاني منها بعض القطاعات، ويتم تطبيق حلول مبتكرة لتفاديها، منها ما يساهم في تقليل زمن الأداء أو زيادة الجودة أو حتى تأمين الحماية للأفراد وتؤدي مهمة الحفاظ على البيئة والصحة والسلامة.

وتعمل الجامعة، بحسب الدكتور عمر الفندي، على نشر ابتكارات الطلبة في الكتب والمجلات العلمية كما تقديمها للمؤتمرات العلمية في مجالات الهندسة والابتكار التقني.

مراكز الابتكار

وأفاد مسؤول برامج نظم معلومات والإدارة ومركز الابتكار للجيل القادم في كلية الابتكار التقني بجامعة زايد الدكتور منير مجدلاوية، بأن لدى الجامعة علاقات متبادلة مع شركات ومؤسسات محلية بحيث تقدم الأفكار والتحديات للطلبة ليتم اختيار المشاريع منها، وإيجاد حلول واقعية لها ومن ثم طرحها على المؤسسات لتبنيها وتطبيقها.



وأضاف أن دعم الطلبة مستمر في مرحلة الدراسة وما بعد الدراسة، عبر مركزي الابتكار اللذين تم افتتاحهما في الجامعة، ويتم من خلالها مساعدة كافة الطلبة لإيجاد حاضنة من الحكومة أو الشركات.

ولفت مجدلاوية إلى أن مشاريع الطلبة وابتكاراتهم تحقق النفع الكبير للمجتمع وتساهم في دعم عجلة التنمية إلى جانب أنها تشجع على تحفيز الأفكار ومشاركة الشباب في صناعة المستقبل.

حلول غير تقليدية

وبينت مديرة مركز الابتكار بجامعة أبوظبي الدكتورة بترا توركاما، أن الجامعة وضعت استراتيجيات تعاون مع جهات حكومية وخاصة في الدولة لتبادل الأفكار وتبني ابتكارات الطلبة في عديد من المجالات بحسب تخصصاتهم، إلى جانب بناء استراتيجيات طويلة الأمد ومد جسور التواصل مع كافة المؤسسات.



وبينت أن الأساتذة يعملون على غرس ثقافة الابتكار وتطوير الوسائل بكافة أشكالها لدى الطلبة، ليكونوا قادرين على إيجاد حلول غير تقليدية يمكن تطبيقها على أرض الواقع بطريقة مثالية، مضيفةً أن التواصل المباشر مع المؤسسات المعنية وخلق الفرص الحقيقية يشجع الطلبة على مزيد من التفاعل والتفكير من خارج الصندوق.

وطرحت مثالاً على التعاون البناء بين الجامعة والجهات الحكومية، في طلب لدائرة التنمية الاقتصادية التعاون مع طلبة الجامعة في طرح أفكارهم المبتكرة لتجديد استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما وأنهم يمثلون فئة الشباب التي تملك أفكاراً كثيرة في هذا المجال، وهو ما استطاع طلبة جامعة أبوظبي القيام به بنجاح.

تواصل مستمر

وأوضح رئيس جامعة العين الأستاذ الدكتور غالب الرفاعي أن الجامعة تتواصل بشكل مستمر مع الجهات الحكومية والخاصة بهدف دعم الطلبة ومشاريعهم الأمر الذي يساهم في تسهيل تبني الابتكارات وخلق فرص جديدة للطلاب مستقبلاً.



وأضاف أن الجامعة تمكنت من إيصال عدة ابتكارات أنجزها الطلبة لحل مشكلات تقنية أو تسهيل إنجاز الأعمال وحتى اكتشافات علمية، إلى الجهات المعنية والمجلات العلمية العالمية، إيماناً منها بضرورة تفعيل الإبداع وخلق الفرص للشباب.

وأردف بأن الأبواب مفتوحة دائماً للتواصل مع الطلبة بشأن مشاريعهم المبتكرة، إلى جانب مساندة كافة المبدعين في الحصول على براءات اختراع.

اقتصاد المعرفة

وأكدت جامعة أم القيوين أنها تسعى بشكل دؤوب ومستمر على دعم المشاريع الابتكارية للطلبة عبر التنسيق مع الجهات المعنية لتكون حلقة وصل لعرض الابتكار وتسويقه بالطريقة الصحيحة وتسخير كافة الإمكانات المتاحة لتنبيه وتنفيذه على أرض الواقع بهدف تحقيق الاستفادة المرجوة على جميع المستويات ولكافة الأطراف، مبينة أنها تعمل وبالتعاون مع جهات عدة في القطاعين الحكومي والخاص لتطبق استراتيجيات ممنهجة ومدروسة في سبيل تحويل الابتكارات الطلابية إلى مشاريع واقعية تسهم في تطوير مجالات العمل وتحسين الإنتاجية وترسيخ خطوات التحول نحو اقتصاد المعرفة.

تنفيذ مشروعين

وقال الإماراتي عبدالله الزرعوني الذي قدّم أكثر من 40 ابتكاراً أن جهات عدة تبنت مشاريعه ونفذتها على أرض الواقع وأبرزها القيادة العامة لشرطة الشارقة التي تبنت ابتكارين الأول جهاز يسهّل وصول سيارات الإسعاف ودوريات الشرطة إلى مواقع الحوادث بزمن قياسي، من أجل إنقاذ حياة المصابين، أما الابتكار الآخر فهو سيارة تعليم السياقة تحوي على تقنيات شاشة ذات أبعاد ثلاثية تظهر لمستخدمها عند ارتدائه النظارة الخاصة بالمشروع تصورا بأنواع الحوادث المرورية التي قد يتعرض لها في حالات عدة مثل استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة أو التجاوز الخاطئ وغيرها، ونُفذ هذا المشروع بثلاث لغات مختلفة هي العربية والإنجليزية والأوردو.

تفعيل دور الشباب

وذكرت الطالبة سارة الصلح أن دعم الجامعات للطلبة وفتح الباب لهم بالتواصل مع المؤسسات في الدولة أمر بالغ الأهمية ليتمكنوا من تطوير أنفسهم وتحويل ابتكاراتهم في مجالات الهندسة والعلوم إلى واقع، مبينةً أن مشاركة الشباب في تطوير المؤسسات وهم في الجامعة يشجعهم على التفكير الإبداعي وأن يكونوا أكثر إنجازاً وابتكاراً.



وبينت الطالبة جود داحر أن كثيراً من الطلبة يبدعون ويبتكرون تقنيات وتطبيقات مهمة وتساهم في خفض الوقت والجهد والكلفة في عدة مجالات، مشيرةً إلى أن تبني الجامعة لأفكارهم ونقلها إلى المؤسسات والهيئات في الدولة ستكون القاعدة التي يرتكز عليها كل طالب في تطوير أفكاره والتفكير خارج الصندوق والإسهام في نهضة مجتمعه.