الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

اقتناء سيارة بالسنوات الجامعية الأولى.. تعزيز للثقة أم مدخل للحوادث؟

اقتناء سيارة بالسنوات الجامعية الأولى.. تعزيز للثقة أم مدخل للحوادث؟

أرشيفية.

اختلفت آراء أهالٍ وطلبة جامعيين فيما إن كان اقتناء الشباب والشابات في السنوات الجامعية الأولى لمركبة خاصة، رفاهية غير محمودة وتشجيعاً على الاتكالية وسبباً في الحوادث، أو أنها من متطلبات الحياة الحالية وتوفر الوقت والجهد.

وفي حين أكدت خبيرة تربوية أن قرار شراء سيارة للطلبة في السنة الأولى من الدراسة أمر يحتاج لدراسة وتفكير عميق في سلبيات وإيجابيات هذه الخطوة التي ستؤثر بشكل أو بآخر في الشاب، ولا سيما أنه لا يزال في مرحلة انتقالية بين عمر المدرسة والنضج، مع توفر وسائل نقل متنوعة وجيدة.

اتكالية وتعريض للخطر

وأكدت ربة المنزل ليلى محمود أنها ضد اقتناء السيارات للأبناء في المرحلة الجامعية، مبينةً أنه بإمكانهم استعارة مركبة الأم أو الأب في حالات محددة وأوقات معينة، أما قرار الشراء فهو منوط بالابن حين يبدأ العمل ويتمكن من دفع أقساطها.

وأضافت أن كثيراً من الشباب في هذه المرحلة يمكن أن يتعرفوا بأصدقاء السوء، أو يحاولون إثبات أنفسهم بطريقة خاطئة، ما قد يدفعهم إلى التهور وعدم إدراك المخاطر، وبالتالي يكونون عرضة للحوادث.

من جانبه، أشار الطالب الجامعي محمد عبدالغفار أنه ضد شراء سيارات للشباب في مقتبل العمر، خصوصاً مع سهولة توفر وسائل النقل المتنوعة من وإلى الجامعات، مبيناً أن «الشباب الذين يملكون مركبات في مقتبل العمر دون وعي بقيمتها يصبحون أكثر اتكالية في المستقبل، ولا ننسى أن أحلام الشباب الأولى تكون بالعمل من أجل اقتناء سيارة».

وأكدت الشابة غنى ناصر أن السيارة تعتبر من الكماليات، خاصة بالنسبة للشاب الواعي الذي لا بد له من الاعتماد على نفسه، واختبار التنقل باستخدام وسائل النقل العامة المتوفرة، مع ما لها من دور في عملية تكوين الخبرات والتعلم.



ثقة بالنفس وتوفير للوقت

في المقابل، أيدت الشابة أمل صعب حصول الطالب الجامعي على سيارته الخاصة، معتبرةً أن ذلك يعزز الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، إلى جانب توفير الوقت والجهد على الطالب، مضيفة أن «التربية والتوجيه المنزلي هما الأساس في حسن استخدام الشباب للمركبات».



وأشارت الشابة علا عمر إلى أنها تؤيد اقتناء الشباب والشابات لسيارة في أول سنة جامعية، لأن ذلك سيعلمهم المسؤولية والاستقلالية والاعتماد على النفس، بحسب تعبيرها، مؤكدة أنها «من ضرورات الحياة المعاصرة».



وكذلك ذهب الموظف حسين حمد إلى أن «السيارة تعتبر إحدى الضروريات في الوقت الحالي، وهي مهمة بالنسبة للجامعيين»، لافتاً إلى أن كثيراً منهم تبعد مقار سكنهم عن الجامعة، واقتناء وسيلة النقل الخاصة تجعلهم أقل اتكالاً على زملائهم الذين يملكون سيارات، وهو ما يجعلهم عرضة لخطر أكبر من خطر حصولهم على سيارة.



ورأت الخبيرة التربوية ياسمين محمد أن اقتناء المركبات خلال سنة الدراسة الأولى في الجامعات قرار لا بد من التفكير العميق فيه وتخير الأنسب لحالة الطالب، مبينةً أن بداية الحياة الجامعية تكون انتقالاً بين المراهقة إلى النضج، ولا يملك الشباب فيها الوعي الكافي للتصرف بحكمة وأمان.



وأَضافت أن امتلاك سيارة بالنسبة للكثير من الشباب لا ينحصر بكونها وسيلة للتنقل، بل وجاهة اجتماعية أمام أقرانه، بسبب وجود خيارات متاحة وجيدة للتنقل دون الحاجة لاقتناء مركبة.

وقالت: «هناك أسر لا تتوفر لديها القدرة المادية على تحمل عبء شراء سيارة، من باب تعزيز الثقة بالنفس لدى الطالب الذي يمكنه استخدام سيارة أحد الوالدين برقابة، في ظل توجيه وتمكين تدريجي.. إلى جانب أن السيارة هدف من الأهداف التي يجب أن يسعى الطالب لأجلها ويعمل على تحصيلها».

وأردفت أن الحصول السهل على مركبة واقتنائها يجعل الإنسان اتكالياً وغير قادر على التكيف السريع مع الظروف المتقلبة مستقبلاً، ناصحةً الأهالي الذين يضطرون لشراء مركبة للطالب، أن تكون بمواصفات معينة بعيدة عن البهرجة والوجاهة لتحقق الهدف المرجو منها.