الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

من يدفع فاتورة العزائم.. الرجل أم المرأة؟

من يدفع فاتورة العزائم.. الرجل أم المرأة؟

أرشيفية.

تباينت آراء شباب مواطنين ومقيمين حول دفع الفاتورة بالمطاعم أو الأماكن العامة أو المناسبات في ظل تشارك الرجل والمرأة لمتطلبات الحياة، حيث رأى البعض أن دفع الفاتورة يقتصر على الرجل، وأن ذلك يندرج ضمن صفات الكرم والسخاء، فيما رأى آخرون أن دفع الحساب يمكن أن يكون تشاركياً، بل أن تدفع المرأة فاتورة الدعوة كاملة كجزء من استقلاليتها المالية.

قوة الرجل

من جانبه، قال سعيد الملا إن تكفل الرجل بفاتورة الدعوات أو المناسبات يندرج ضمن صفات الكرم والجود التي اعتاد عليها الرجل بكل مكان وليس العالم العربي فحسب، ولا يتعلق الأمر بالتشارك بل بعادات وطباع الرجل.

وأضاف أن هناك مناسبات عديدة سواء عائلية أو عملية يتشارك فيها الأهل والزملاء الطعام، معتبراً أن تكفل الرجل بكلفة المناسبات أكثر ملائمة لا سيما إن كانت في فترات متباعدة.



أما أحمد نور، فقال إن دفع الرجل الحساب عن المرأة يعبر عن القوة التي يمتاز بها الرجل والكرم الذي يفتخر به الجميع، وأوضح أنه رغم التقدم الذي شهده العالم اليوم لا يزال الرجل يرفض في كثير من الأحيان أن تدفع المرأة الحساب، سواء كانت فرداً من العائلة أو زميلة في العمل، مشيراً إلى أن احترام المرأة والمساواة معها «لا يعني أن تتكفل بفاتورة عزيمة كاملة».



عبء مادي

وأفاد سالم الزيودي بأن دفع الفاتورة يشكل إحراجاً للبعض سواء كان الحضور من الرجال أو النساء، وأنه يفضل التشارك بين جميع الحضور بتوزيع المبلغ على الجميع بعد المناسبة، لأن الدعوة قد تشكل عبئاً على فرد واحد لكن عند توزيعها على أكثر من شخص تكون أسهل وأكثر ملاءمة للميزانية.

من جهتها، قالت حور أحمد إن دفع الفاتورة لا يعتبر أمراً غريباً على المرأة لا سيما العاملة، وإن ذلك لم يعد يشكل إحراجاً لبقية الضيوف على الطاولة، لأن استقلالية المرأة مالياً أصبحت أمراً واقعاً يتجلى من خلال المشاركة الكاملة في الدعوات أو المناسبات.

وأضافت أنها تكون سعيدة حين يترك لها المجال لدفع الفاتورة بعد دعوة أو وليمة، لأنها تشعر بمشاركة الرجل مسؤولياته المجتمعية، قائلة إن دفع الفاتورة يعبر عن قدرة المرأة في المشاركة والعطاء أيضاً، حيث إن المرأة كريمة بالفطرة وصفات الكرم والجود لا تتعلق بالرجل فحسب.



كرم المرأة

وذكرت سارة الرئيسي أن المرة بطبيعتها تحب العطاء، وتود أن تشعر بقدرتها على إكرام الآخرين، ولذلك فإن تكفلها بفاتورة الحساب يجب ألّا يشكل إحراجاً لبعض الرجال الذين يصرون على الدفع، وقالت «أنا شخصياً أقدم دعوات لأفراد عائلتي وأتكفل بكافة المصاريف.. لأنني امرأة عاملة وأحب أن أرى أثر عملي في من حولي».

أما جميلة محمد عبدالله فأكدت أن دفع الفاتورة يجب أن يكون على الشخص الذي قدم الدعوة، لكن هناك حالات يجتمع فيها الزملاء على طاولة الغداء من دون دعوة، وفي تلك الحالات يجب أن يكون الدفع تشاركياً أو يدفع كل فرد فاتورته بشكل منفصل حتى لا يشكل ذلك إحراجاً أو عبئاً مادياً على البعض.



مشاركة ومسؤولية

فيما أكد رئيس جمعية الاجتماعيين الدكتور جاسم ميرزا، أن دفع فاتورة المناسبات من قبل المرأة أمر طيب ويدل على كرم وسخاء ومشاركة ومسؤولية.

وأفاد بأن دفع فاتورة الحساب في المناسبات الاجتماعية أو العملية قد يكون من مسؤوليات الرجل ويتلاءم مع طبيعته، لكن لا يمنع أن تدفع المرأة أو الزوجة، لأن ذلك يدل على اعتمادها على ذاتها واستقلالها المادي، مشيراً إلى أن ذلك لا علاقة له بالتطور أو التقدم لكنه يجسد التعاون المطلوب بين كلا الجنسين، وقال «حين تبادر المرأة وتدفع فإن ذلك يدل على حسن التدبير والكرم والمشاركة لا سيما إن كان راتبها ودخلها أعلى من الرجل».

وأشار إلى أنه ومن تجربة شخصية، فإن النساء يسهمن في الدعوات سواء كان في المنزل أو خارجه، فلم يعد هناك فرق بين الرجال أو النساء في مسألة التكفل بفاتورة الحساب في الدعوات، ولا يعتبر ذلك أمراً غريباً على المرأة العاملة.

وقال ميرزا «هناك من يجد حرجاً في أن تدفع المرأة الحساب، لكن في المقابل هناك وعي أكبر في مشاركة المرأة واستقلالها المالي، خصوصاً أن الدفع اليوم أصبح أونلاين ويمكن أن يكون بشكل مسبق قبل الدعوة».