الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الزيارات العائلية إلى «إكسبو».. ترفيه أم ثقافة وتعليم؟

الزيارات العائلية إلى «إكسبو».. ترفيه أم ثقافة وتعليم؟

إكسبو 2020 دبي. (تصوير: جميل الخاروف)

تنوعت الآراء حول دوافعهم لزيارة «إكسبو 2020 دبي»، بين كونه ترفيهاً أو ضرورة لتعريف الأبناء على أحدث الابتكارات العالمية ومشاهدة الإرث الثقافي والحضاري الذي تروي حكايته أجنحة «إكسبو»، فالبعض يرى أن زيارة المعرض في إطار عائلي ضرورة حتمية وفرصة لا تعوض لتوطيد أواصر الأسرة وتنمية المعارف وتوسيع المدارك.

وأكد آخرون أنهم يفضلون زيارة الأطفال لمعرض إكسبو ضمن الرحلات المدرسية التي أعلنت عنها المؤسسات التعليمية، لأنها أكثر فائدة من الزيارات العائلية التي تتضمن أكثر من طفل ومراحل عمرية مختلفة، موضحين أن ذهاب العائلة يكون للتركيز على الدور الترفيهي للمكان كمساحة وفعاليات مناسبة للأسرة والأطفال.

زيارة عائلية

من جانبها، رأت الشابة غنى ناصر أن معرض إكسبو فرصة لا يمكن تعويضها، خاصة أنه لأول مرة على الإطلاق يقام ببلد عربي، وعلى الجميع استغلال هذه التجربة والتعرف على كل ما صنعه العلم ويصنعه للأجيال القادمة، ووجود الأطفال وزيارتهم له وتنقلهم في الأجنحة المختلفة سينمي معارفهم ويفتح آفاقهم على عوالم أوسع، فزيارة الأسر لها ضرورة حتمية لا يجب تجاهلها.



وأوضحت الموظفة سامية عثمان أن العالم يجتمع بأسره من كل حدب وصوب لزيارة إكسبو 2020، لذا فوجود الأسر بالقرب من حدث بهذا المستوى العالمي يجعل من زيارته أمراً إجبارياً مع العائلة، بغرض تشجيع الأبناء على الابتكار واقتناص الفرص، كما أن الدول دعمت كافة الشرائح في المجتمع لتسهيل حضورهم، خاصة الأطفال، بجعل الدخول مجانياً لهم بكافة الأوقات، لذا يتحتم على الأهل -بحسب تعبيرها- القيام بهذه الزيارات إلى إكسبو ليكون نشاطاً أسرياً.



وأشارت الموظفة رشا أسامة إلى أنه يجب على الأهالي اصطحاب أبنائهم إلى إكسبو دبي عدة مرات وتعريفهم وشرح كافة التفاصيل لهم، ما يساعدهم في إدراك العالم من حولهم ويحفز لديهم الطاقة والحماس لبناء المستقبل.

وأضافت أن ذلك مسؤولية تقع على عاتق الوالدين من كافة الجنسيات والخلفيات الثقافية والاجتماعية، خاصة مع التسهيلات المتاحة للجميع.



رحلات مدرسية

وأفاد الشاب محمد عبدالغفار بأن زيارة إكسبو للعائلات التي لديها أطفال من مختلف الأعمار يكون للترفيه بالمقام الأول، حتى وإن كان ذا طابع علمي وثقافي، موضحاً أنه من الأفضل الذهاب عن طريق المدرسة ورحلات المجموعات عن الزيارة مع الأسرة، لتحقيق الاستفادة القصوى.



أيدته ربة المنزل ليلى محمود في أن زيارة حدث عالمي مثل «إكسبو» مع الأطفال قد لا يحقق نفس الفائدة من الذهاب ضمن مجموعة مدرسية، حيث تتركز فيها المعلومات وتزداد من خلالها الفائدة، ولا يكون الطفل وأسرته مقيدين بالوقت أو يشعرون بالإجهاد واستنزاف الوقت.

وبيّن الموظف محمد مصطفى أن زيارة «إكسبو» مع الأطفال يغلب عليها طابع الترفيه حتى وإن كان ممزوجاً بالتعلم، موضحاً أنه على الرغم من أهمية دور الوالدين في توجيه الطفل ومرافقته في رحلة بحجم إكسبو، إلا أن وجود أكثر من طفل بأسرة واحدة قد يشتت المجهود ويقلل الاستفادة، مضيفاً أن وجود الطفل ضمن رحلة مدرسية وزيارتهم للمكان أفضل وأكثر إفادة مع وجود شرح مفصل يناسب مستوى إدراك فئته العمرية.



ترفيه ومعرفة

من جهته، أوضح المستشار الأسري والنفسي سلطان كراني، أن احتضان دبي لإكسبو 2020 فرصة لا تعوض لكل مواطن ومقيم أو زائر على أرض الإمارات، موضحاً أن هذا الحدث الذي يرتكز على الإبداع والابتكار والمستقبل، لا يتكرر دائماً ومن الواجب اغتنامه على الصعيدين الشخصي والأسري.

وأضاف أن «إكسبو» حدث ثقافي تعليمي وترفيهي، ويجمع كافة الأوجه، لذا من المهم أن تزوره الأسر أكثر من مرة، خصوصاً التي لا يتاح لها السفر خارج الدولة.



وأردف أن المعرفة والعلوم هما الأهم في الرحلة إلى معرض إكسبو، حيث تتسع مدارك الأبناء ويتاح لهم التعرف على ثقافات وحضارات وابتكارات من مختلف أنحاء العالم، لذلك من الضرورة أن تصطحب كل عائلة أبناءها إلى هناك، بينما كافة التسهيلات متاحة ودخول الأطفال مجاني تماماً.

وبيّن أنه بعد فترة الإغلاق والقيود على السفر والطيران التي استمرت خلال ذروة جائحة كورونا، يعد «إكسبو» متنفساً للأسر لأن الأفراد يشعرون فيه بأنهم مسافرون لأكثر من بلد، وبالتالي تكون الرحلة شيقة وتزيد من أواصر العلاقات الأسرية، كما تحث الأطفال على الابتكار وزيادة المعرفة.