الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

رئيس جامعة هيريوت وات دبي: سيصبح التعلم مدى الحياة نهجاً شائعاً

أكد رئيس جامعة هيريوت وات دبي البروفيسور عمار كاكا أن التعليم سيصبح أكثر مرونة ليتمكن الطلاب أو الموظفون من تحصيل العلم وصقل مهاراتهم ومعرفتهم، وبالتالي يصبح التعلم مدى الحياة نهجاً شائعاً، وسيترتب على الموظف الحالي الحصول على شهادات صغيرة من دورات تعليمية ومهنية تمكّنه من مواكبة التغييرات الطارئة على سوق العمل.

وقال، في تصريحات لـ«الرؤية» حول نظرته إلى التعليم في المستقبل، إنّ من الصعب التوقع أو التنبؤ بمستقبل التعليم بدقة، خصوصاً مع التغيرات السريعة والمتطورة التي نشهدها حالياً تكنولوجياً وعالمياً بشكل عام، لكن ثمة شيء واحد مؤكد، في المستقبل سيمكن الوصول إلى المعلومات والمعرفة بمنتهى السلاسة وبسهولة وبواسطة مجموعة كبيرة من المصادر المختلفة ومن جميع أنحاء العالم.

وأضاف البروفيسور عمار كاكا أنّه على سبيل المثال يمكنك الآن أن تتعلم أي شيء تريده طالما أنك قادر على تحديد هدفك والمعلومات والمصادر ذات الصلة والمناسبة لما تريد أن تتعلمه، ومع ذلك هناك مهارات الممارسة المهنية التي ستحتاج إلى تطويرها لتمكينك من القيام بوظائفك بشكل متميز، على سبيل المثال إذا أردت أن تصبح طبيباً يمكنك التعرف على العمليات الجراحية وما تنطوي عليه، لكن القراءة عنها لن تمكنك أبداً من إجراء عملية جراحية، فيتم تطوير المهارات في الجامعات، وبعد ذلك تأتي الممارسة العملية؛ لتمكنك من أدواتك بشكل أكثر فاعلية وكفاءة.

الشهادة ستظل مهمة

وأوضح أن أحد الجوانب المهمة للتعليم التي ستظل مهمة في المستقبل هو التقييم ومنح الشهادات، وستظل الشهادة مهمة جداً وسيطلب سوق العمل الآن وفي المستقبل إثبات أن الشخص المتقدم لوظيفة معينة لديه المهارات والمعرفة المطلوبة، وهذا جزء مهم مما تفعله المؤسسات التعليمية حالياً، وسيظل كذلك في المستقبل.

وأكد أنّ التعليم سيتطور في المستقبل، وفي كل الأنظمة المختلفة ليس فقط في المحتوى، لكن سيتطور من حيث الأساليب المتبعة لتقديم العلم، وستكون الجامعات والمؤسسات التعليمية قادرة على تطبيق التعلم المتمحور حول الطلاب بشكل أكبر، وستصبح أولوية المؤسسات التعليمية تقديم المحتوى للطالب بشكل مختلف، وتقديم تجربة تعليمية استثنائية ومختلفة بأساليب مبتكرة وغير تقليدية.

تطوير أنظمة التعليم المختلفة

وعن اقتراحات تطوير أنظمة التعليم المختلفة لمواكبة التغيير المتوقع في التعليم، أوضح أنّ هناك أساليب عدة يمكن أن تتبعها أنظمة التعليم المختلفة؛ لتواكب هذا التطور الذي نشهده حالياً والتطور الذي نتوقعه في المستقبل، فالتعليم المتمحور حول الطلبة يجب أن يتم تطبيقه في شتى أنظمة التعليم، فنجد أنه عندما نركز على المتعلمين ونتواصل مع اهتماماتهم واحتياجاتهم وأهدافهم، يمكننا إنشاء تجارب مختلفة ومبتكرة تثير فضولهم وتشجعهم على تنفيذ أفكارهم وبالتالي تحقيق النجاح في مجالاتهم المختلفة.

وأكد أنّ هذا الأسلوب يساعد الطالب على تحقيق استقلاليته التعليمية، عن طريق تلقينه المهارات والأساسيات اللازمة لمعرفة كيفية صقل معرفته في موضوع أو تخصص معين، مشيراً إلى أنّ التعليم المتمحور حول الطلبة يقر بالفروق الفردية لدى كل متعلم ويأخذ في الاعتبار اهتمامات وقدرات ومهارات كل طالب، وبالتالي مراعاة الفروق في الأساليب المتوافرة لتقديم المحتوى التعليمي له.

تحدي إجراء الاختبارات والتقييم

ولفت رئيس جامعة هيريوت وات دبي إلى ضرورة تعاون الجامعات والمؤسسات التعليمية في شتى الأنظمة التعليمية لوضع مصلحة الطالب كأولوية وهدف، مشيراً إلى أنّ ذلك يمكن تحقيقه من خلال اعتراف المؤسسات التعليمية بالاعتمادات والشهادات الدراسية المُحصلة من مؤسسات تعليمية أو جامعات أخرى.

وذكر أنّ هناك تحدياً سيبقى في حين لم نتمكن من توفير أساليب فعالة لتفاديه ألا وهو كيفية إجراء الاختبارات والتقييم، فيجب على الأنظمة التعليمية المختلفة الوصول إلى طرق لضمان الشفافية في خضم التعليم عبر الإنترنت، وأيضاً في خضم الوصول السهل إلى المعرفة ومع وجود الشركات التي يمكنها عرض خدماتها بسهولة على الطلاب (كونهم عملاء) للقيام بمشاريعهم بمقابل مادي فنجد أنّ هناك الكثير من الشركات التي تقدم الآن مثل هذه الخدمات فيجب وضع ضوابط رادعة لهذه الظاهرة.

وأفاد بأنه يجب الأخذ في الاعتبار طبيعة ونوعية وتخصص كل مادة، وتحديد زمن الاختبار المناسب لها، إلى جانب وجود معايير واضحة ولوائح منظمة للاختبارات الإلكترونية ونشرها لكل المتقدمين والتعامل معها وفق اللوائح والنظم؛ لتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المُختبرين ولكل التخصصات.

الاعتماد المكثف على التكنولوجيا

وشدد على ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا بشكل مكثف في جميع الأنظمة التعليمية؛ لأن هذا هو مستقبل التعليم، ومستقبل سوق العمل، فيجب تطبيقه في مرحلة مبكرة وإتاحة أحدث الأساليب التكنولوجية لتقديم محتوى تعليمي فريد للطلبة في شتى المجالات والتخصصات.

وعن تأثير هذا التغيير على الخريجين، وسوق العمل، قال إنّ الهدف الأساسي هو تجهيز كوادر شابة ومواهب مؤهلين ومهرة، موضحاً أنّ التغيير الوحيد هو أن المزيد من الناس سيحتاجون إلى تعليم عالٍ؛ لأن من المتوقع أن كثيراً من المهن التي تتطلب مجهوداً بدنياً وحتى بعض الوظائف المكتبية وخدمات العملاء ستكون مؤتمتة ومعتمدة على التكنولوجيا بشكل كبير، وبالتالي قد تختفي هذه الوظائف الأقل تطلباً من الناحية المعرفية.

وأوضح أن خريج الجامعة سيصبح في المستقبل أكثر استعداداً لسوق العمل، ومصقولاً بالمعرفة، إضافة إلى المهارات الناعمة والشخصية المطلوبة، كما سيصبح أكثر مرونة وأكثر استعداداً لصقل مهاراته ومعرفته أينما كان وفي أي وقت بعد التخرج، وسيصبح اتخاذه لهذا القرار سهلاً؛ لأن الخيارات متوافرة لمساعدته في الحصول على شهادات إضافية، وسيصبح الخريجون أكثر استقلالية وثقة في أخذ القرارات وحل المشكلات عندما يواجهون أي تحدٍ في سوق العمل بسبب المهارات الناعمة التي نسلط عليها الضوء كمؤسسات تعليمية والتي سيكتسبونها في أثناء دراستهم ومشاركتهم في مشاريع مختلفة.