السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

خالد الشنقيطي مؤسس «صفقات»: جمعتُ مورّدي الأغذية مع المطاعم في منصة واحدة

خالد الشنقيطي مؤسس «صفقات»: جمعتُ مورّدي الأغذية مع المطاعم  في منصة واحدة

خالد الشنقيطي.

نجح رائد الأعمال خالد الشنقيطي بتوظيف التطور التكنولوجي في خدمة مهاراته التجارية المتعقلة بقطاع الأغذية والمشروبات، من خلال تأسيس تطبيق أطلق عليه اسم «صفقات»، جمع فيه كل موردين الأغذية والمنتجات مع المتسوقين من أصحاب المطاعم والفنادق والكافيتريات، تحت مظلة واحدة، لتسهيل عملية البيع والشراء من دون الحاجة لعناء البحث الميداني والإجراءات الروتينية غير المجدية في زمن الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

وفي حواره مع «الرؤية»، بيّن الشاب الإماراتي أنه دخل مجال ريادة الأعمال عام 2014 من خلال بتأسيس أول مشاريعه في قطاع الأغذية والمشروبات، وبعد فترة زمنية عمل على التوسع في هذا القطاع عبر إطلاق مجموعة علامات تجارية مختلفة.



فكرة نائمة أيقظها «كوفيد-19»

وحول مشروع «صفقات»، أوضح الشنقيطي أن بذرة الفكرة كانت تنمو تدريجياً منذ دخوله قطاع توريد الأغذية، حيث لاحظ صعوبة الوصول للموردين والتجار، والحصول على خيارات بديلة في حال انقطاع أو عدم توفر منتج ما، حتى بداية أزمة جائحة كوفيد-19 والتحديات التي أصابت سلاسل الإمداد العالمية، والانقطاع في بعض المنتجات، علاوة على توقف المعارض والفعاليات التي كانت متخصصة بقطاع المأكولات والمشروبات، والتي كانت تعد الملتقى الأساسي الدوري لتجار التجزئة والموردين مع أصحاب المطاعم والمشتريين المحتملين.

وأشار أنه في تلك الفترة تساءل عن أسباب عدم وجود منصة وسوق إلكتروني تعمل صلة وصل، تضم كل الأطراف العاملة في هذا القطاع، بالرغم من حجمه الكبير وأهميته، ولهذا قرر تأسيس مشروع «صفقات»، برأس مال مرصود للمرحلة الأولى وصل إلى 3 ملايين درهم تم تمويلها من الشركاء المؤسسين.

ربط الخدمات وبيّن أن «صفقات» يعد أول منصة متخصصة في قطاع الأغذية والمشروبات في الدولة ستنطلق في منتصف يوليو، بعد أن حصلت على الموافقات الرسمية من الجهات المعنية في الدولة ممتثلين لجميع التنظيمات المتعلقة بممارسة أنشطتهم التجارية.

وأضاف أن المنصة ستوفر خدمة الربط المباشر بين المشترين المحتملين، من المطاعم المقاهي والكافتيريات والفنادق مع الموردين، ما يسهل على جميع الأطراف ويقلل عليهم جهد البحث عن المعاملات التجارية وإتمامها، وستكون الخدمات على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع في متناول كل الراغبين في الحصول عليها لقطاعاتهم المتعلقة بالطعام والشراب، من خلال عملية تسجيل سريعة ستوفر إمكانية الوصول والتواصل مع السوق للمشترين، ما يتيح للموردين فرصة الوصول لهم من جميع أنحاء العالم.



وذكر أن المنصة ستركز في المرحلة الأولى على الربط المباشر بين الموردين وتجار التجزئة من المطاعم والبقالات، ثم سيتم التوجه للربط على نطاق أوسع بين المصانع والموردين، والتي يمكن إدراجها في نظام المنصة بكل سهولة، وقال «إضافة إلى ذلك، سيقدم التطبيق معاملات بدون عمولة للمشترين والبائعين، وسيسمح للأعضاء تجربة المنتجات واختبارها قبل عملية الشراء النهائية، وهي ميزة غير موجودة في عمليات الشراء التقليدية، بهدف توفير تجربة بيع وشراء سريعة وشفافة رقمية بالكامل لضمان إدارة سلسلة التوريد المُثلى في الأوقات الجيدة والسيئة».

وأردف قائلاً: كما ستوفر المنصة خيارات دفع متعددة موثوقة للعملاء، بناء على احتياجهم، من الدفع عند الاستلام أو الدفع عن طريق المنصة، أو بالتعاقد المباشر بين المورد والمشتري، ما يعني أن عملية الدفع ستوفر الوقت للمشتري وتتيح له تخزين البيانات والعمليات في المنصة، ما يسهل على الشركات الصغيرة متابعة مشترياتها بشكل آمن وفعال، من دون الحاجة للجوء لبرامج أخرى. وتابع رائد الأعمال الشاب أن عدد الشركات والتجار الذين تم تسجيلهم في المنصة وصل إلى 80 مورداً في هذه المرحلة، مع توفر أكثر من 10 آلاف منتج، والمستهدف من المنصة 200 مورد مع 20 ألف منتج لزبائن المنصة.

وعن إمكانية التوسع بمشروع «صفقات» ليصبح عالمياً، أكد أن لديه مجموعة من المشاريع المتعلقة بمجال المطاعم توسع بها خارج الدولة منذ سنوات، ويدرس الآن إطلاق صفقات في السوق المحلي ومن ثم التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط.

أفكار خارج الصندوق

وأكد أن هناك تحديات كثيرة ومختلفة تتغير حسب الوقت والقطاع والمجال في السوق وهي حالة طبيعية، وعلى رائد الأعمال أن يكون مرناً ومتكيفاً مع متغيرات وصعوبات السوق، وعليه التركيز على أفكار جديدة تكون خارج الصندوق، ليتمكن من الاستمرار وتحقيق النمو، خاصة في بيئة تنافسية.

وتحدث الشاب الإماراتي عن مقومات وطرق نجاح المشاريع التجارية كي تحقق الاستمرارية والنمو، موضحاً أنه قبل كل شيء، يجب التوكل على الله، وعمل دراسة جدوى، مع استشارة أصحاب الاختصاص، والنزول إلى الميدان لمعرفة مدى نجاح المشروع المستهدف، ووضع القطاع الذي سيعمل من أجله المشروع قبل البدء فيه، وهي أساسيات يجب على الراغبين في دخول مجال ريادة الأعمال الأخذ بهذه الخطوات حرفياً، مؤكداً أن طريق النجاح طويل ويجب أن يتسلح فيه صاحب العمل بالعزيمة والانضباط ومتابعة السوق، والتكيف مع متغيراته بشكل مستمر.

منظومة تنموية محلية

وبيّن الشنقيطي أن ريادة الأعمال في الإمارات كانت وما زالت تسهم في ربط الشرق مع الغرب وتسهيل الحركة التجارية، بحكم موقعها المميز والاستثمار في البنية التحتية منذ زمن طويل، فضلاً عن سَن القوانين والتشريعات وتوفر الخدمات والمواهب، وسهولة الحصول على التمويلات للمشاريع التجارية.

كما شجعت الدولة ريادة الإعمال والمبادرين لصنع تنمية حقيقية، وبناء قطاعات تنافسية على مستوى المنطقة والعالم، ما أسهم في توفير وظائف حقيقية وزيادة الناتج المحلي للدولة، كما تأسست شركات صغيرة ومتوسطة كانت لها حصة لا يُستهان بها من إجمالي منظومة النجاح الاقتصادي والتجاري، وعلى إثر كل هذا النجاح والتطور، أنشأت الدولة وزارة خاصه للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، نظراً لأهميتها في دعم الاقتصاد العام للدولة.

وأفاد بأن الدراسة الأكاديمية عامل مساعد لعملية إدارة المشاريع التجارية، وتسهل فهم كثير من الأمور الإدارية والمالية، لكن يستطيع رائد الأعمال بناء مشروع تجاري ناجح حتى إذا لم يكن حاصلاً على مؤهل أكاديمي، لأن الانضباط والرغبة والشغف والاستمرار من مقومات نجاح وسمات الشخصية، وإذا توفرت لدى رائد الأعمال في أي مشروع مع اختيار الفكرة والتوقيت الصحيحين سيحقق النجاح المؤكد.

واختتم الشنقيطي حديثه بالقول إن بعض مشاريع الشباب المواطنين حققت نجاحاً كبيراً وأصبحت موضع فخر، كونها مختلفة ومميزة خارجة عن المألوف، تدل على الفكر الراقي والمتطور والثقافة العلمية والاقتصادية التي اكتسبوها من خلال الدراسة والعمل والدعم الذي توليه الدولة للفكر الشبابي الذي يعمد إلى تطوير مهاراتهم، ليكونوا قادرين على تحقيق مشاريعهم الخاصة.