السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مفكرون: الصلاة من أجل الإنسانية تفتح رحاب الأمل رغم إغلاق دور العبادة

مفكرون: الصلاة من أجل الإنسانية تفتح رحاب الأمل رغم إغلاق دور العبادة

ROME, ITALY - JULY 31: Muslims and Christians attend Sunday mass for Father Jacques Hamel, who killed by the attackers who stormed the Catholic church in Sainte Etienne du Rouvray in Rouen, at Basilica of the Holy Cross in Jerusalem in Rome, Italy on July 31, 2016. (Photo by Riccardo De Luca/Anadolu Agency/Getty Images)

قال مفكرون ومثقفون إن دعوة لجنة الإخوة الإنسانية للصلاة من أجل الإنسانية وسط محنة وباء كورونا تفتح أمام شعوب العالم رحاب الأمل والرجاء والتضامن رغم إغلاق أبواب دور العبادة بسبب تفشي الوباء.

الكاتب والمفكر القبطي سليمان شفيق، قال إن هذه المناسبة تعيد إلى الأذهان تاريخ الأوبئة الكبرى التي ضربت البشرية مثل الطاعون والكوليرا، وفي كل مرة كان الناس يلجأون إلى الله، خوفاً من المرض وطمعاً في رحمته.

وأضاف لـ«الرؤية»، أن المؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر الشريف والفاتيكان والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تثبت كل يوم أن الأمل لا يتأتى إلا في الوحدة والتضامن الإنساني، حتى لو كانت دور العبادة مغلقة.

وأشار إلى أن جائحة كورونا أثبتت أن دور العبادة في القلب، ورأينا مليارات البشر يفتحون قلوبهم قبل بيوتهم، ويجعلون المساجد والكنائس والمعابد في بيوتهم، وهؤلاء يختلفون تمامًا عن الإرهابيين الذين يتقربون إلى الله بسفك دماء الآخرين.

وانتقد تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة والصين، وتحويل الأزمة التي تعيشها البشرية إلى صراع سياسي أو اقتصادي، مؤكدًا أن التسامح يعلمنا أن الله يحب الجميع؛ من يضحون بحياتهم، وأيضًا من يتآمرون على البشر، لأنه منذ بدء الكون، يرسل إليهم الرسل ليدعوهم إلى التوبة والرجوع إلى الإنسانية.

وقالت اللجنة في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية «وام»: «يواجه عالمنا اليوم خطرًا داهمًا يهدد حياة الملايين من البشر حول العالم، بسبب الانتشار المتسارع لفيروس كورونا، وإننا إذ نؤكد إيماننا بأهمية دور الطب والبحث العلمي في التصدي لهذا الوباء، فإننا لا ننسى أيضا أن نتوجه إلى الله الخالق في هذه الأزمة الكبيرة، ولذا فإننا ندعو كل الناس، في جميع أنحاء العالم، أن يتوجهوا إلى الله بالصلاة والصوم والدعاء، كل فرد في مكانه، وعلى حسب دينه أو معتقده أو مذهبه، من أجل أن يرفع الله هذا الوباء».

وتأتي الدعوة تحقيقاً لأهداف وثيقة الأخوة الإنسانية التي تدعو الجميع للوقوف بجانب بعضهم البعض، وأن يتركوا الخلافات جانباً وأن يتحد الجميع ويقف الكل عند مسؤولياته، لأن هذا الوباء هو العدو الأول والحقيقي للبشرية في هذا الزمن.

ورحبت الكاتبة فريدة الشوباشي بهذه المناسبة، واعتبرتها فرصة للتعبير عن إنسانيتنا، مؤكدة أن الإنسانية والتضامن الإنساني موجودة في كل الأديان.

وأضافت لـ«الرؤية»، أن الدين بريء من العناصر الفاسدة التي اتخذت منه ذريعة لقتل الناس، بحجة تطبيق الشريعة، لافتة إلى أن العالم عانى لقرون، من سطوة رجال الدين على الحكم في أوروبا خلال العصور الوسطى، والتاريخ يزخر بالمجازر التي ارتُكبت باسم الدين في تلك المرحلة.

وأشارت إلى أن الفرق كبير بين الدين الذي يحمله الإنسان في قلبه وينعكس على سلوكياته، وبين استغلال الدين في الحكم والسياسة، فإسرائيل دولة دينية ترتكب مجازر بحق الإنسانية.

وأكد رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، أحمد فوقي، أن الصلاة من أجل الإنسانية، تجسيد لوحدة البشر باختلاف ألوانهم وأديانهم وجنسياتهم، وهي فرصة لإعادة النظر في أسباب الخلافات بين الدول والعرقيات المختلفة. وأضاف لـ«الرؤية»، أنه لا يستقيم لعصر الحداثة الذي نعيش فيه، أن يبقي على النزاعات المسلحة والتمييز والعنصرية التي نراها كل يوم، داعيًا إلى استمرار الصلاة من أجل الإنسانية حتى بعد زوال خطر كورونا: «أتمنى أن تواصل لجنة الإخوة الإنسانية جهودها في التقريب بين البشر». وأوضح أن الدين محرك قوي لفعل الخيرات، لكن سوء تفسيره أو التعصب الأعمى قد يؤدي إلى كوارث إنسانية، مثلما عاش العالم العصور الصليبية، ويعيش الآن عصر داعش والجماعات المتطرفة التي تنتهك الحياة كل يوم.

ودعت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر، وسائل الإعلام المختلفة إلى التوحد في هذه اللحظة، ونقل مظاهر الفعاليات المختلفة التي سيتم تنظيمها حول العالم، لأنها رسالة قوية للشباب في كل بقاع الأرض، وصيحة في وجه خطاب الكراهية الذي تنامى في العقد الخير.

وقالت لـ«الرؤية»، إن مشاهد أعياد الأقباط في مصر على سبيل المثال بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، تثير مشاعر طيبة في الأنفس، وتبث دعوة للتوحد الإنساني بعيدًا عن التعصب والكراهية.

وأضافت أن هذه الدعوة الكريمة التي التف حولها عدد من قادة العالم، تقربنا من لحظة الشفاء، ليس فقط من كورونا، ولكن أمراض الكراهية والتباغض والعنف والتطرف أيضًا، محذرة من سعي أجهزة مخابرات بعض الدول المستفيدة من الصراعات الدينية، لإفشال هذه المساعي الطيبة.

وعبر رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، الأب بطرس دانيال، عن تقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومبادراتها للتقريب بين البشر على اختلاف دياناتهم وخلفياتهم الفكرية والمعرفية، داعيًا دول العالم إلى السير على هذا النهج، للتخلص من الحروب وآلام البشر.

وقال لـ«الرؤية»، إن الصلاة من أجمل العبادات، وإن الله يسمع الجميع ويتقبل، بغض النظر عن الدين، فالمهم هو الإيمان والثقة في الله، والأديان هي طرق مختلفة توصل إلى نهاية واحدة، هي الإيمان بالله وقدرته على معاونة البشرية وتخفيف آلامها.

وأضاف أن هذا الأمر سيكون له تأثير قوي على أصحاب الفطرة والقلوب السليمة، وستغير من نظرتهم للأمور، لكنه استبعد أن يكون الأمر مؤثرًا على أصحاب الأفكار المتطرفة وأبواقهم، لأنهم يكرهون الآخر أيا كان، ليس فقط أصحاب الدين المختلف.

ودعا لجنة الأخوة الإنسانية إلى مواصلة هذا النهج الطيب، وأن تكون هناك صلوات تالية، واحدة من أجل المرضى وأخرى من أجل السلام، ومن أجل المحبة، فالصلاة الجماعية فرصة لتقريب البشر على كلمة واحدة، هي طلب المعونة من الله.