السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«البرّاد» تضبط عصابة دولية لترويج مخدر الكريستال

«البرّاد» تضبط عصابة دولية لترويج مخدر الكريستال

المتهمون في عميلة «البراد» لترويج المخدرات. (من المصدر)

تمكنت شرطة دبي من إحباط مُخطط عصابة إجرامية دولية مُنظمة، سعت إلى إدخال شحنة من مادة الكريستال المخدرة، يصل وزنها إلى 123 كلغ إلى الدولة، عبر أحد المنافذ من خلال إخفائها أسفل حاوية «بَراد» تحمل فواكه وخضراوات قادمة من إحدى الدول الآسيوية، بهدف ترويجها ونشرها بين المتعاطين.

وألقت شرطة دبي خلال العملية التي أطلقت عليها اسم «عملية البراد»، القبض على 3 من أفراد العصابة مُتلبسين بالجرم المشهود أثناء سعيهم إلى إخراج السموم المخدرة من أسفل الحاوية، بناءً على تعليمات زعيمهم المتواجد في دولة آسيوية، تمهيداً لنقلها وترويجها.

وأكد القائد العام لشرطة دبي الفريق عبدالله خليفه المري، أن عملية «البراد» تأتي في إطار جهود شرطة دبي التي تعمل بشكل مستمر ومتواصل لإحباط مُخططات تجار ومروجي المخدرات الساعين لنشر سمومهم بين الشباب، مشيراً إلى أن مجتمع الإمارات خط أحمر، ورجال مكافحة المخدرات سيقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع.


وتابع أن رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لن يتهاونوا في متابعة وإحباط محاولات مرتكبي الجريمة، الذين يمتهنون استهداف الوطن بالمواد المخدرة، والإطاحة بكل من يتورط في ذلك، لنيل الجزاء العادل، مضيفاً أن الضربات الاستباقية التي تواصل شرطة دبي توجيهها إلى التجار والمروجين، تدل على يقظة وجاهزية عناصر المكافحة في تخليص أفراد المجتمع من وباء هذه الآفة.


وأضاف المري أن تفكيك طلاسم وخطط مروجي قضايا المخدرات يحتاج لحِنكة وصبر وخبرة وقدرة على اتخاذ القرار بالوقت المناسب، وهذا ما يُميز رجال مكافحة المخدرات بشرطة دبي، مشيداً في الوقت ذاته بالتنسيق العالي مع مختلف إدارات مكافحة المخدرات بالدولة، الذي جعل الإيقاع بمثل هؤلاء المجرمين أكثر سرعة ودقة.

تعاون مُثمر

من جانبه، أكد مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، أن عناصر مكافحة المخدرات بشرطة دبي، واصلوا الليل بالنهار من أجل تجميع خيوط القضية المتشابكة، لتكوين صورة نهائية تُمكن فريق العمل من إلقاء القبض على أفراد العصابة مُتلبسين بجرمهم، والتي اتضحت بفضل الله ثم جهود وتعاون الأخوة بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، وكذلك جهود جمارك الشارقة، مؤكداً أن التعاون الوثيق بين إدارات مكافحة المخدرات، ينم عن حرص الجميع على جعل أرض الإمارات بعيدة عن متناول ومخططات تلك العصابات، التي لا تألو جهداً في نشر سمومها بين الدول، سعياً منها لكسب أموال عبر هدم الأجيال.

حاوية الفواكه والخضراوات

وحول تفاصيل القضية، أكد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد عيد محمد ثاني حارب، أنه وردت معلومات موثوقة المصدر تفيد بأن تشكيلاً عصابياً من الجنسية الآسيوية موجود داخل الدولة، ينتظرون وصول كمية من المخدرات عبر أحد المنافذ البحرية مُخبأة بحاوية مُخصصة لنقل الفواكه والخضراوات «براد»، بهدف ترويجها ونشر سمومها بين الشباب.

وقال: على الفور، تم تشكيل فريق عمل مُتخصص لهذه العملية، وتوزيع الأفراد على مناطق متفرقة ومدروسة، لعدم ترك أي ثغرة قد ينفذ منها ضعاف النفوس، ويفلتون من قبضة القانون، وتم أخذ الإجراءات القانونية بإصدار إذنٍ من النيابة العامة بدبي بضبط وتفتيش المتهمين، إضافة لتفتيش مركباتهم ومقر سكنهم.

وتابع حارب: في الوقت ذاته تم التنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات بشرطة الشارقة وجمارك الشارقة، من أجل تسهيل مهام فريق العمل لتكثيف الرقابة الدقيقة على خط سير «البراد»، منذ خروجه من المنفذ البحري لحين وصوله للمنطقة المستهدفة.

متابعة الحاوية

وأكد حارب أن تاجر الفواكه والخضراوات حضر إلى المنفذ البحري واستلم حاوية «البراد»، وقام بتفريغ الفواكه والخضار في السوق، لكنه كان يجهل أن العصابة استغلت حاويته ووضعت أسفلها 123 كلغ من مخدر الكريستال، بعد أن أخفوها بأحد المخابئ السرية قبل وصولها للدولة بصورة احترافية ودقيقة.

وأضاف أن التاجر بعد أن أفرغ حاويته في سوق الخضار والفواكه من محتواها، قام بإيقافها بساحة رملية مُخصصة لإيقاف واصطفاف الحاويات، حيث كان أفراد العصابة بحالة ترقب لدخول «البراد» وتفكيك محتواه واستخراج المخدرات، فيما كان رجال مكافحة المخدرات ينتظرون ساعة الصفر لمداهمتهم وإلقاء القبض عليهم.

وتابع: خضع «البراد» لرقابة مكثفة ودقيقة من قبل فريق العمل، إلى أن استشعر رجال الشرطة في إحدى الليالي بتحركات مريبة من قبل 3 أشخاص، قاموا بالتردد على مكان «البراد»، وقرروا فتحه وتفريغ محتواه من السموم، فتم إلقاء القبض عليهم متلبسين بجرمهم، لافتاً إلى أن فريق العمل تصدى بشجاعة لمحاولة هروب أفراد العصابة، وتم إحكام السيطرة عليهم بفضل الشجاعة والانتشار السريع لفرق العمل.

12 ألف درهم

وأشار مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، إلى أنه وبعد سؤال المتهمين أفادوا بأنهم يتلقون تعليماتهم من زعيمهم المتواجد بدولة آسيوية، حيث طلب منهم إخراج الكمية وإخفاءها لعدة أيام، لحين ورود معلومات جديدة بكيفية تسليمها لشخص آخر، مؤكدين أنهم قاموا بتنفيذ العملية مقابل حصولهم على 12 ألف درهم، والتي كانت كفيلة بزجهم وراء القضبان.

تنسيق وحرفية

وثمّن حارب التعاون والتنسيق الذي أبدته شرطة الشارقة، ممثلة بإدارة مكافحة المخدرات وجمارك الشارقة على وجه الخصوص، حيث عملا وفق منهجية الفريق الواحد، ما عزز من جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي في المكافحة والتصدي لمحاولات جلب المخدرات وترويجها في الدولة، حيث كان لهذا التعاون عظيم الأثر في ضبط الكثير من القضايا، كما كان لتبادل المعلومات الأثر الملموس في الإيقاع بالكثير من تجار السموم قبل أن يتموا عملياتهم.

وأشار إلى أن القيادة العامة لشرطة دبي، سخّرت كافة الإمكانات اللازمة لضبط جميع المتورطين في العملية لمنع ترويج مثل هذه السموم المُخدرة في الدولة، حيث إن التعامل مع المعلومات من قبل عناصر مكافحة المخدرات وتعاونهم وحسن التخطيط، أسهمت في القبض على المتهمين، مؤكداً أن عناصر مكافحة المخدرات لن يتهاونوا في التعامل مع كل من تسوّل له نفسه جلب المخدرات والعقاقير المخدرة للدولة وترويجها.

التعاون المجتمعي

ودعا حارب كافة أفراد المجتمع إلى ضرورة التعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، من خلال الإبلاغ عن الاشتباه بحالات التعاطي، والاستفادة من المادة القانونية 43، أو الإبلاغ عن الشكوك بوجود عمليات مشبوهة، من خلال الاتصال على الرقم المجاني لشرطة دبي 901، حيث سيتم أخذ البيانات الأولية باحترافية ومهنية، وسيتم التعامل معها بسرية تامة.