الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صناديق المؤشرات.. ونفوذ الخمسة الكبار

صناديق المؤشرات.. ونفوذ الخمسة الكبار
د. خالد رمضان متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية ـ مصر

«لا تبحث عن الإبرة في كومة قش.. فقط اشترِ كومة القش».. هذه واحدة من الفلسفات الكبرى التي يعتنقها مديرو صناديق المؤشرات لإقناع زبائنهم بعملية الشراء المربحة على ظهور منتقي الأسهم، فالمديرون النشطون يختارون الأوراق المالية المتوقع تفوق أدائها، لدرجة أن البعض يراهن على أن صناديق المؤشرات ستواجه قريباً مشكلة تأثيرها الضخم على مجتمع الأعمال بسبب امتلاكها لأكثر من 50% من سوق الأسهم، وتركيز ملكيتها على قطاعات حيوية مثل شركات الطيران والأدوية، ما يهدد بزيادة أسعار تذاكر السفر والأدوية.

بالرغم من أن صناديق المؤشرات المتداولة التي تعرف اختصاراً بـ«ETF» جديدة نسبياً، إلا أنها تحظى بشعبية كبيرة بسبب انخفاض كُلفتها وتميزها بمعاملة ضريبية أفضل، وهي عبارة عن أداة استثمارية مستحدثة تسمح بالدخول في صندوق مؤشر يستثمر في العديد من الشركات، فشراء سهم صندوق ETF واحد يعني الاستثمار من خلاله في أكثر من 20 شركة، وربما أكثر من 1000 شركة، وبعض هذه الصناديق لا تترك شاردة ولا واردة، إلا وتستثمر فيها، بدءاً من المشاريع الخضراء العصرية، وانتهاءً بشركات «الماريجوانا الطبية» المسموح بها قانوناً في بعض الدول، ما يؤكد أن مديري هذه الصناديق أصحاب طاقات ضخمة، تمكنهم من اقتناص الفرص بشكل مثير للدهشة.


لعل من المناسب هنا، أن نتناول تأثير الخمسة الكبار الذين يتصدرون صناديق المؤشرات النشطة حول العالم، ففي قمة الهرم يأتي صندوق «إس بي واي» الأقدم والأشهر عالمياً، ومؤسسه هو شركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز، ومقرها مدينة بوسطن الأمريكية، إذ يستثمر في أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة، وحجم أصوله يقارب 267 مليار دولار، وأسهمه المتداولة يومياً 128 مليون سهم بقيمة تلامس 38 مليار دولار، فيما تبلغ رسوم إدارة الصندوق 0.09%، ويوزع أرباحاً سنوية بنحو 1.91%.


ثاني الخمسة الكبار، هو صندوق «آي في في» وأسَّسته شركة «بلاك روك» ومقرها نيويورك، ويستثمر في أكبر 500 شركة، وتقدر أصوله بحوالي 189 مليار دولار وأسهمه المتداولة يومياً تلامس 4.5 مليون سهم بقيمة تداول يومي تبلغ 1.35 مليار دولار، ورسوم إدارة الصندوق تصل إلى 0.04% ويوزع أرباحاً سنوية تقدر بحوالي 2.04%.

أما الصندوق الثالث عالمياً، فهو «في أو أو» وأسَّسته مجموعة فانجارد، ومقرها مالفن بولاية بنسلفانيا، وهو يستثمر في أكبر 500 شركة بحجم أصول تقارب 145 مليار دولار، وأسهمه المتداولة يومياً 4.4 مليون سهم بقيم تداول يومي تصل إلى 1.2 مليار دولار، ورسوم إدارة الصندوق 0.03% ويوزع أرباحاً سنوية بـ2.02%.

ورابع أكبر صناديق المؤشرات هو «في تي آي»، ومؤسسه مجموعة فانجارد، ويستثمر في أكثر من ثلاثة آلاف شركة، ويتميز برسومه المنخفضة، وحجم أصوله تقارب 139 مليار دولار، وأسهمه المتداولة يومياً تبلغ 3.5 مليون سهم بقيم تداولات يومية تصل إلى 528 مليون دولار، ورسوم إدارة الصندوق تقدر بنحو 0.03% ويوزع أرباحاً سنوية بنحو 1.8%.

فيما يعد صندوق «كيو كيو كيو» خامس الكبار، وأسَّسته شركة «إنفسكو ليمتد»، ومقرها الرئيسي مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية، ويستثمر الصندوق الذي يهتم بالقطاع التقني والتكنولوجي، في أكبر 100 شركة تتداول في مؤشر ناسداك، بحجم أصول تصل إلى 111.5 مليار دولار، وأسهمه المتداولة يومياً تقارب 53 مليون سهم بقيمة تداول يومي تقارب 12.5 مليار دولار، أما رسوم إدارة الصندوق فتبلغ نحو 0.2%، ويوزع أرباحاً سنوية على مساهميه تقدر بحوالي 0.69%.