الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«مو».. الفكرة والفعل.. كما يرويها «أحمد خالد»

«مو».. الفكرة والفعل.. كما يرويها «أحمد خالد»
عمرو أبوالعطا كاتب ـ مصر

قرأت منذ أيام قليلة كتاباً بعنوان «مو» للكاتب أحمد خالد الصحفي بالأهرام عن اللاعب المصري «محمد صلاح» المحترف في صفوف نادي ليفربول الإنجليزي.

وقد تناول الكتاب رحلة احتراف اللاعب بداية من نادي «المقاولون العرب» إلى ليفربول والوصول إلى كأس العالم مع منتخب بلاده في روسيا 2018، وتضمّن 21 فصلاً: الشيخ الروسى، ألم الياسمين، ذئاب الجبل، تلك الليلة الباردة، الفرعون في إسرائيل، لست مَن باعه، أوه.. صلاح، شاب من ذهب، سأحكى عن توتى، لا تعرف من أين يبدأ، سنظل أصدقاء مدى الحياة، ما دام يحرز الأهداف، أم مكة، كلوب، الثمين، المندوب الشعبى، كسر الكراهية، السجدة، الهدف الأهم، أمة تبكي على كتف صلاح.


محمد صلاح نموذج مشرف وفخر لكل مسلم وعربي.. تغنى به العالم وعاشقو كرة القدم لما يتميز به من خلق رفيع وكاريزما خاصة.. ولد محمد صلاح الذي بلغ عامه الـ26 في مدينة بسيون عام 1992، وترعرع في ظل ظروف مادية صعبة اضطرته للتخلي عن حلمه في الدراسة الجامعية، ولكنه لم يستسلم ونجح في تحقيق نجاح ترددت أصداؤه في العالم أجمع.


بدأ حياته الكروية في نادي المقاولون العرب، وبعدها انتقل مباشرة إلى أوروبا للانضمام إلى فريق بازل السويسري. وبعدها تنقل صلاح بين عدة فرق إيطالية وإنجليزية، قبل أن يحط الرحال في فريق ليفربول الإنجليزي، حيث تألق في صفوفه خلال موسمه الأول، وحصل علي أفضل لاعب وهداف الدوري الإنجليزي.

يصف الكاتب أن الفرعون المصري وقف حائلاً ضد ثقافة الكراهية التي يزرعها الإسرائيليون ويشرّبونها لأطفالهم في بيوتهم من مناهجهم التعليمية ضد العرب، لكن محمد صلاح ـ المصري المسلم ـ أصبح مثلهم الأعلي، ففي عيد المساخر الذي يشهد تنكر الشعب اليهودي في أزياء مختلفة، ارتدى عدد من الأطفال قميص محمد صلاح إضافة للحية وشعر مستعار، وهو ما تعجب منه المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، فصلاح بموهبته وأخلاقه أسهم إلى حد كبير في تقليل العنصرية والعدائية ضد الإسلام والمسلمين في المدرجات.

محمد صلاح ليس رمزاً للإسلام، ولا ممثلاً له، ولا نموذجاً إسلامياً، فالإسلام لا يحتاج رمزاً، إنما الحق أن المسلمين في حاجة لأن يكون الإسلام رمزاً لهم، ولا يحتاج مسلمين كهؤلاء، إما قتلى أو قتلة، فالمسلمون هم من في حاجة إلى الإسلام، ولن تتحقق هذه الحاجة، بدون أن يتشرفوا بتفعيل أقدس مهمة أوكلهم رب العزة بها، وهى عمارة الأرض.. عمارة تستوجب منهم أن يستعينوا بما أوجب الله ـ عز وجل - لمن يريد التقدم وفى المقدمة بالطبع العلم والعمل.

ويؤكد الكاتب أن صلاح مسلم، وهذا شرف له، ومتدين، وهذه فضيلة مساندة له، لكنه لم ينجح لأنه مسلم ومتدين ابتداء، إنما نجح لنفس الأسباب التي أوجبت تفوق ميسي ورنالدو، ومنها الموهبة وإدراكها وصيانتها وتطويرها، وبالطبع العمل المتواصل مع تطبيق كل موجبات الاحتراف، التي يطبقها أي لاعب يريد أن ينتصر لموهبته.

وهنا أيضاً قيمة أوروبا، وقيمة ما تمثله من تقدير للتميز، فقد استوعبت صلاح، لأنه موهبة، ولم تتمنع عنه لأنه مسلم أو مصري أو عربي.. لقد استوعبت بريطانيا صلاح، كما استوعبت العبقرى مجدي يعقوب، وجعلته «سير» نظير ما قدمه للإنسانية من عمل عظيم، وهو عمل أعمق نفعاً للناس، وأجل منزلة عند الله ورسوله، من عمل صلاح.

ويرى أحمد خالد أن صلاح فكرة بدأت منذ نشأته، فأسرته كان لديها هدف هو أن يصبح محمد صلاح لاعب كرة قدم، وهذا غير تقليدي في المجتمع المصري، والذي يكون هدف كل أسرة «الشهادة» وإلحاق أبنائهم بإحدى كليات القمة، لكن أسرة صلاح علمت كيف تستثمر في موهبة ابنها.