السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحوثي.. في بغداد

أنا على يقين أن عبد الملك الحوثي زعيم الانقلابين في اليمن، والموالين لإيران، لم ير بغداد، أو أية مدينة عراقية في حياته، والأهم من هذا هو أن غالبية العراقيين، بما فيهم أنصار الميلشيات والأحزاب الشيعية التابعة لإيران، لا يعرفون اسمه الكامل ولا شكله ولا من يكون، ومع ذلك فوجئ العراقيون بوجود صورة شخص يمني غريب تحملها لافتات في بغداد وديالى (شرق العراق) وكركوك (شمال)، إلى جانب صور المرشد الإيراني علي خامنئي وخميني، وقاسم سليماني الذي قتل من قبل القوات الأميركية مع أبو مهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي العراقي قرب مطار بغداد في الثالث من يناير الماضي.

المناسبة كانت بما يسمى (يوم القدس) الذي تحتفل به إيران وميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، حيث علقت صور الزعماء الإيرانيين ومعها صورة الحوثي، بل إن لافتات كبيرة في مناطق مزدحمة من بغداد خُصصت لصور زعيم الانقلابيين الحوثيين، وما زالت حتى اليوم.

غالبية من العراقيين استغربوا بل استاءوا من وضع صورة الحوثي للمرة الأولى في بغداد، باعتباره رمزا إيرانيا مضافا من أجل فرضه على العراقيين الرافضين لنفوذ طهران في العراق، وفي وقت تتجه فيه الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي وبدعم أمريكي واضح للتخلص من هذا النفوذ الثقيل على السياسة والاقتصاد والأمن العراقيين.


وطالب العراقيون بحذف صورة عبد الملك الحوثي الذي يشكل تهديدا أمنيا على دول الخليج العربي بتنفيذ الأجندات الإيرانية، بينما تسعى الحكومة الحالية لبناء أقوى العلاقات الأخوية مع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات وبقية دول الخليج.


ويلاحظ العراقيون ومراقبون سياسيون أن النفوذ الإيراني بدأ بالانحسار عمليا من العراق بعد مقتل سليماني، حيث لم يكن لتدخل طهران الأثر الكبير في تكليف الكاظمي لرئاسة الحكومة وتشكيلها، كما ساهمت العقوبات الأمريكية عليها في تجميد النفوذ الإيراني رسميا، وهذا ما دفع طهران إلى تفعيل دور الأحزاب والميلشيات العراقية الموالية لها للقيام بدور السفارة الإيرانية ببغداد، وإحياء ما يُعرف بيوم القدس ورفع «الصور المشوهة لوجه بغداد العربي، ولاستفزاز المواطن العراقي»، حسب ما كتب أحد المدونين العراقيين، مضيفا أن «طريق تحرير القدس لا يمر عبر العراق، فالخرائط واضحة، وعلى إيران أن تعرف الطريق الصحيح للقدس، إذا كانت جادة بتحريرها».