الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هل يهرب ترامب إلى الأمام؟

صدمة الانتخابات الأمريكية الماضية، التي انتهت بفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعكس كافة التوقعات والآراء التي كانت سائدة آنذاك، قد لا تكون الصدمة الأخيرة الناتجة عن انتخابات رئاسية، فما يدور الآن في الولايات المتحدة يشير إلى أن انتخابات 2020 قد تحمل معها صدمات أخرى أكثر تأثيراً وأوسع انتشاراً.

خمسة أشهر تفصل الأمريكيين (ومعهم العالم) عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكرة الثلج مستمرة في التدحرج بشكل خرج عن كافة التوقعات والسيناريوهات التي وضعها العديد من المحللين والخبراء، فمن أزمة كورونا التي انفجرت بلا مقدمات ولا مؤشرات سابقة، إلى تراجع الاقتصاد الأمريكي، ومن ثم أسوأ اضطرابات تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود، مما يعني أن الانتخابات المقبلة ستجري على وقع البطالة وتفشي الجائحة والاضطرابات المدنية، فهل يلجأ دونالد إلى إعادة توجيه البوصلة إلى خارج الولايات المتحدة للهروب إلى الأمام والخروج من الوضع الداخلي المتأزم، عبر تسخين الأزمة مع الصين لصرف الأنظار؟

ترامب طوال السنوات الأربع الماضية عزز قوته بناء على السرد المتعلق بالنجاح الاقتصادي وجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، إلا أن هذا البناء تداعى في فترة زمنية قصيرة لم يتوقعها أحد، فمعدلات البطالة التي فرضتها أزمة كورونا غير مسبوقة، والشعور بعدم العدالة الاجتماعية الذي يغذي الاحتجاجات والاضطرابات أوصلا الأمريكيين إلى الانفجار، وهذه كلها عوامل تحرم ترامب من الاتكاء على نجاحاته السابقة نحو الناخب الأمريكي.


الطريق كانت معبدة أمام ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، وبفترة وجيزة انقلبت الأمور رأساً على عقب، الأمر الذي يعزز من فرضية اختلاق أزمات خارجية لتنفيس الضغط الداخلي الذي بات الرئيس يرزح تحته، خاصة أنه شخصية لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها التي قد تصل إلى أكثر المواقف تطرفاً، لتعزيز نفوذه قبل أول مناظرة رئاسية في نهاية سبتمبر، أي بعد أربعة أشهر من الآن فقط.


إن انتخابات 2020 لن تكون أقل غرابة من سابقتها، فقد تأتي بجو بايدن الذي لم يكن يتمتع بأي حظوظ رئاسية، وقد تضرم النار في العالم عبر صراع أمريكي ـ صيني، يخلط الأوراق مرة أخرى.

باختصار، 2020 ليس عاماً ككل الأعوام، وقد نشهد فيه تحولات في المسرح الدولي، تجعل من الواقع الذي نعيشه مجرد مسرحية هزلية، لا أحد يعرف من كتب نصها ولا من أخرج أحداثها.