2018-05-01
ناهد حمود ـ دبي
يستعرض الفنان التشكيلي الباكستاني أسخات أخميدياروف عبر معرضه «وطن» تفاصيل الحياة الاجتماعية في القرى الباكستانية، محولاً التفاح البري إلى لوحات بصرية تناجي الوطن بطبيعته الغناء وشوارعه المزدحمة وسياراته القديمة وأحيائه الدافئة.
ويستدعي أخميدياروف عبر لوحاته العادات والتقاليد التراثية الباكستانية، كما يعبر عبر مجموعة من الصور الفوتوغرافية عن التفاح البري باعتباره جزءاً من الهوية الباكستانية، فضلاً عن مجسمات طينية وتكوينات صلصالية تحمل ذكريات الطفولة وطيش الشباب وحكمة الشياب.
ويحتضن غاليري «فرغام» في دبي المعرض حتى 30 مايو الجاري، ويحفل بأعمال متنوعة عدة منها صورة «مائدة الإفطار» التي التقطها من أعلى لطقوس الإفطار في شهر رمضان المبارك في باكستان.
وتظهر اللقطة تجتمع عائلة مكونة من سبعة أشخاص، يجلس الأب إلى جانب الأم والأبناء أمامهما على مائدة ويجلسون على الأرض لتناول الطعام في أطباق مزركشة بالزهور الوردية والبيضاء، مرتدين الأزياء الباكستانية التقليدية جالسين على وسائد وسجاد مطرز بنقوش هندسية في دلالة على البعد التراثي الذي لم يغيب للحظة عن المشهد.
ويجذب الفنان التشكيلي أخميدياروف عشاق الفن البصري في لوحة أخرى عبر استغلال ألوان التفاح البرية والذي يعد الثيمة الأساسية للمعرض، إذ يحول التفاح إلى نقوش وأشكال تشبه النقوش المطرزة على الملابس الشعبية التقليدية، جاعلاً من التفاح الأحمر إطاراً جمالياً يحتضنه من الداخل التفاح الأصفر والأخضر.
ويستغل الفنان زوايا المعرض عبر تحويل جدرانه إلى ساحة لسرد الحكايات وذكريات الطفولة في وطنه والتلاحم الأسري الذي كان سائداً قبل توغل التكنولوجيا في الحياة اليومية.
وحول أخميدياروف إحدى زوايا المعرض إلى جدارية تعبر عن ألمه وصرخته التي أطلقها في صوره ضد الحروب والصراعات من أجل المال، إذ أبدع عمل لشجرة في قلب الغابات معلق عليها مجموعة من المقاعد على الأغصان المهترئة، ويشير عبرها إلى حال الأوطان التي تعاني الفقر والظلم والجوع.
ويسرد الفنان الباكستاني عبر صورة «نيران» حالة التشكيلي الذي يعاني من الحروب الفكرية التي تقتل الفنون التشكيلية في ظل سيطرة التكنولوجيا التي تحاول سحب الجمهور إليها، ويظهر الفنان في الصورة واقفاً أمام لوحته التي أحرقها في وسط أرض قاحلة يسكنها مع سريره البالي.
وتلاحق عدسة أخميدياروف التغيرات المناخية وتعاقب الفصول الأربعة ليعبر عن فكره من وحي الطبيعة في صورة «فراغ» إذ تعتلي الغيوم الممتلئة بالأمطار سماء الأرض القاحلة ويقف خلفها وميض قوس قزح، ويرمز فيها إلى ندرة جمهور الفن التشكيلي.









