2018-05-04
تنتهج الإبداع في اقتراح وتنفيذ المبادرات الخيرية غير المسبوقة، وتجتهد للوقوف على تنفيذها بدقة تضمن وصولها إلى الفئات المستهدفة على أكمل وجه .. إنها مديرة إدارة المعرفة والإبداع في بلدية دبي مريم بن فهد.
أوضحت في حوارها مع «الرؤية» أن مبادرة بنك العملات الخيرية ستستهدف قطاع الفنادق في المرحلة المقبلة، فضلاً عن وجود خطة لتنظيم أنشطة توعوية في المدارس، وإفساح المجال أمامها للمشاركة في عملية فرز العملات، والتعرف إلى تاريخ القطع النقدية ومنشئها.
وأكدت أن الإمارات هي أول دولة تطلق مثل هذه المبادرة لدعم مشاريع خيرية في أنحاء العالم كافة، مشيرة إلى أن العملات ترسل إلى مؤسسة طيران الإمارات الخيرية، لاستثمار إيراداتها في مشاريع خيرية في أنحاء العالم تتمحور حول قطاعي التعليم والصحة بشكل عام.
وأشارت إلى اعتزام البلدية تنظيم مزاد لهواة جمع العملات لبيع العملات القديمة، بالتعاون مع إحدى الجهات المتخصصة في هذا النشاط، يرسَل العائد منه إلى طيران الإمارات الخيرية لدعم مشاريع المبادرة.
وعن مشاريع البلدية الخيرية الأخرى، لفتت بن فهد إلى إطلاق مبادرة بلدية دبي تقرأ بالإشارة، التي تعنى بأصحاب الهمم من فئة الصم، علاوة على مبادرة «مسجد الأم»، التي جمعت 127 ألف درهم لبناء مسجد في دولة مالي يحمل أسماء أمهات جميع المتبرعين البالغ عددهم 300 كصدقة جارية لوالداتهم.
وأضافت أن البلدية أنهت أخيراً عمليات حفر 17 بئر ماء في 17 مدينة حول العالم يعاني سكانها الجفاف، وذلك على نفقة موظفيها الخاصة.
وتالياً نص الحوار:
أين وصلتم في تنفيذ مبادرة بنك العملات الخيرية؟
- نعمل على عدة صعد منها استهداف قطاع الفنادق في المرحلة المقبلة، فالسياح يتركون العملات المتبقية لديهم في غرف الفندق عادة. وفي المقابل، تعتبر ثقافة السفر إلى الخارج رائجة جداً في المجتمع الإماراتي، ونحن نشجّع على التبرع بالعملات المتبقية لدى المسافرين بعد العودة من رحلاتهم.
ولدينا خطة لتنظيم أنشطة توعوية في المدارس، وإفساح المجال أمام الطلبة للمشاركة في عملية فرز العملات، والتعرف إلى تاريخ القطع النقدية ومنشئها.
هل هناك تعاون بينكم والجهات الخيرية المحلية؟
- تفاوضنا مع الكثير من الهيئات الخيرية على مستوى الدولة، وأسفر ذلك عن قبول بعضها التعاون مباشرة.
فوجئنا بأن جمعيات خيرية تصرف العملات بشكل خاطئ عن طريق بيعها حسب الوزن، وبالتالي تضيع عملات تاريخية ونادرة. مثلاً، حصلنا على كميات كبيرة من أول درهم صدر رسمياً لدولة الإمارات عام 1973، كما وجدنا كميات كثيرة من عملة إمارة دبي قبل الاتحاد عام 1966.
ما هي الجمعيات الخيرية التي تتعاون معكم؟
- جمعية دبي الخيرية، هيئة الأعمال الخيرية في عجمان، هيئة الرحمة الخيرية في رأس الخيمة، والإحسان الخيرية في عجمان. نعمل حالياً على تعميم الفكرة قدر المستطاع، مع الإشارة إلى أن جميع الدوائر الحكومية في دبي أبدت موافقتها على المشاركة عبر تسويق الفكرة مع موظفيها داخلياً، ولكننا نحتاج إلى توفير صناديق للتبرعات في تلك الجهات.
وبالفعل نسقنا مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي لإقرار الحصول على الصناديق واعتماد مواقعها.
ماذا عن بقية الجمعيات الخيرية في الدولة؟
- للأسف بعضها عرض علينا بيع العملات لا التبرع بها، ونحن في بلدية دبي جهة محايدة، طرحنا الفكرة ونحن مسؤولون عن تنفيذها، وأناشدهم أن ينظروا إلى المبادرة نظرة تكاملية لكونها عملاً خيرياً.
والإمارات أول دولة في العالم تطلق مثل هذه المبادرة لدعم مشاريع خيرية في أنحاء العالم كافة، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير، ولا بد أن نتكاتف لتحقيقه.
ما الإجراءات المتبعة بعد عمليات فرز العملات؟
- تُرسل العملات بعد الفرز إلى مؤسسة طيران الإمارات الخيرية، فتتولى بدورها تصريفها في مصارف خارج الدولة، وتوافي البلدية بتقرير مالي عن قيمة المبلغ الناتج، وخطوات استثماره في مشاريع خيرية حول العالم، وتتمحور المشاريع حول قطاعي التعليم والصحة بشكل عام.
كيف تتصرفون إزاء العملات التاريخية؟
- من المقرر أن ننظم مزاداً لهواة جمع العملات لبيع القديم منها، بالتعاون مع إحدى الجهات المتخصصة في هذا النشاط، وسيرسَل العائد منه إلى مؤسسة طيران الإمارات الخيرية، لدعم مشاريع المبادرة الخيرية.
هل هناك جهة رقابية تتابع آلية تطبيق المبادرة؟
- تتولى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي الإشراف والتدقيق على آلية العمل في مراحله جميعها.
وجرى الاتفاق على الأمر منذ مُنحنا الموافقة على المبادرة، وذلك لتسير الإجراءات والخطوات بشكل واضح وصحيح ودقيق.
كم حصيلة العملات المجموعة؟
- جمعنا نحو ستة أطنان من العملات المعدنية، مقابل خمسة آلاف ورقة من العملات المختلفة، منها ما هو نادر وتاريخي.
ونعتزم إنشاء متحف لهذه العملات في المستقبل مع سرد قصة كل عملة.
بماذا تتميز العملات عن بعضها؟
- كل عملة تمثل بيئتها، فهناك عملات تحمل صور حيوانات، وأخرى تحمل صوراً تشجع على العطاء، وعملات تحكي عن شخصيات مهمة.
حصلنا على عملة صدرت في بريطانيا وأستراليا عليها صورة الملكة إليزابيث من جهة وصورة الأميرة ديانا والأمير تشارلز من الجهة الأخرى بمناسبة زواجهما عام 1981.
كما وجدنا عملة لمصر عليها صورة مسجد، وعملة لجزيرة سيشل عليها صورة أسماك، وقطعة نقدية بريطانية بقيمة خمسة باوند لم تعد متداولة اليوم.
أما عملة هونغ كونغ فهي مزينة بألوان، وعملات للسعودية وعمان والكويت عليها صور حكامها.
ما أبرز المبادرات الخيرية التي نفذتها البلدية العام الماضي؟
- أطلقنا مبادرة بلدية دبي تقرأ بالإشارة، وكانت فكرة جديدة سبّاقة تُعنى بأصحاب الهمم من فئة الصم.
وجمعت مبادرتنا مصحف وسجادة، العام الماضي، ما يناهز ثلاثة آلاف مصحف وسجادة، ذهب جزء منها إلى العمال والمحتاجين، والجزء الآخر أُرسل إلى الجمعيات الخيرية التي وزعته بدورها على الدول الإسلامية.
ومن المبادرات الفريدة «مسجد الأم»، التي جمعت 127 ألف درهم لبناء مسجد الأم في دولة مالي، حيث حمل المسجد أسماء أمهات جميع المتبرعين والبالغ عددهم 300 كصدقة جارية لوالداتهم.
وأنهت بلدية دبي أخيراً عمليات حفر 17 بئر ماء في 17 مدينة حول العالم يعاني سكانها الجفاف، وذلك على نفقة موظفيها الخاصة، إذ أطلقت هذه المبادرة نهاية العام الماضي ضمن مبادرات عام الخير، ونجحنا في تسجيل المشاركات وجمع التبرعات في زمن قياسي.