2018-05-06
يعبّر الفنان التشكيلي الأمريكي مايك أرنولد عن حبه للإمارات عبر معرضه الفني «طارد الضوء»، راسماً أبرز المناطق التراثية والتاريخية والسياحية، منها جامع الشيخ زايد الكبير، برج خليفة، منطقة الأبراج في الخليج التجاري، وغيرها من المعالم البارزة في الدولة.
ويحفل المعرض، الذي يحتضنه غاليري «العرض» للفن التشكيلي في دبي حتى 14 مايو الجاري، بعشر لوحات يوثق عبرها أرنولد عشقها للإمارات وشغفه بالهندسة المعمارية للمباني والأبراج والمساجد والقباب والمآذن.
وتتنوع اللوحات، التي يتنقل المشهد فيها بين دبي وأبوظبي، راصدة أجمل الأماكن التي رسمها الفنان بريشته الفنية التجريدية لتنضج جمالاً وتشدوا بمشاعر الحب والإعجاب والألق.
يمزج مايك أرنولد في لوحاته بين الألوان الأوروبية والحضارة الهندسية الإماراتية المحلية، إذ يحولها إلى ملحمة فنية تعكس دقة الألوان والمشاعر الإيجابية التي تختزنها الأبراج والمساجد.
ويرصد الفنان انتقال الضوء وانعكاسات شروق الشمس وسطوعها وغروبها، حتى في سكون الليل يسلط الضوء على جمالية الزخرفة الهندسية لبرج خليفة، ومتحف اللوفر أبوظبي، وأبراج الإمارات، وغيرها.
يرتكز أرنولد في لوحاته على تقديم كل طرق ومدارس الفن التشكيلي والألوان الجريئة الخافتة الممزوجة بلون الفحم الأسود والرصاص، كما يعبر عن إعجابه بمشهد غروب الشمس البرتقالية خلف الأبراج والمباني، فاندمجت بحرفية ومهارة تكنيكية إبداعية تداعب الأبعاد البصرية للمتلقي.
وتحفز اللوحات على الإبداع، إذ تحاكي الإرث التصميمي للبنيان المحلي بجميع أشكاله القديمة والمعاصرة.
كما يسلط الفنان الضوء على مدى ارتباط الحداثة والتقدم العلمي بخسارة الأبجدية الهندسية القديمة للكثير من الدول العالمية التي لم تكترث للتاريخ المعماري القديم الذي يعد وجهة تعليمية ثقافية للأجيال الجديدة.
وتستعرض اللوحات المعروضة المساحات الخضراء في حديقة زعبيل ـ دبي، وكأن الفنان الأمريكي يوجه دعوة إلى المتلقي للتمتع بمشهد الطيور الزائرة والمقيمة من حولهم عبر تفاعلهم الحركي مع زوايا الرسومات المتناثرة التي تحاكي الحداثة في ثوب تراثي عتيق.
يتمكن المطالع لأعمال مايك أرنولد من ملاحظة رؤيته التشكيلية عبر جعل اللوحة حقل لا يمكن فيه فصل الخامات عن الألوان مطلقاً، إذ لكل منهما سطوع وحكاية لا تنفصلان عن الوجود الشيئي للمعاني الواضحة في سرده المتسلسل للمدار الزمني والشكل الجمالي.
