الجمعة - 16 مايو 2025
الجمعة - 16 مايو 2025

صخب يهوي بذائقة الصغار

طالب كتاب مختصون في أدب الطفل بإطلاق مبادرات تربوية وتشكيل لجان وطنية تراقب مضامين الأغاني التي تستهدف الصغار، إذ خرجت من إطارها التربوي والتوجيهي وغلب عليها الطابع الاستهلاكي والتجاري طلباً للربح المادي، ما يؤثر سلباً في فكر وتوجهات المتلقين الصغار. وأوضحت الكاتبة الإماراتية شيخة المطيري أن الأغاني التي تنتج حالياً لا تعبر عما يريده الطفل، إذ إنها أصبغت بطابع تجاري استهلاكي بحت يميل إلى استهداف الفئة العمرية الكبيرة وتحديداً المراهقين. وأكدت أن الكتابة لأغاني الأطفال أو التلحين بحاجة إلى موهبة فذة وعقلاً نيراً بعيداً عن الصخب الموسيقي، كما يتطلب الأمر التركيز على المضمون المناسب لخيال وفكر الطفل. وذكرت أن موضة أغاني الأطفال برزت باعتبارها محاولات عشوائية بحثاً عن الشهرة من دون مراعاة لذوق الأطفال، وأصبحت الفئة العمرية الممتدة من ثلاثة إلى سبعة أعوام مستهدفة من قبل المغنيات الباحثات عن الشهرة فقط، فصدرت الأغاني التسويقية الصاخبة من دون أي مضمون، مع تصويرها بطريقة الفيديو كليب لأغراض دعائية وهو ما لا يتماشى وفطرة الطفل وبرائته. وطالبت المطيري باستحداث لجان وطنية تقف على متابعة مضامين أغاني الأطفال التي تنتج وتراقب الكليبات التي تقدمها الفنانات، لتتقيد بالمعايير الفنية التي توضع لها بما ينسجم وثقافة الطفل المستهدف. بدوره، أفاد الكاتب المسرحي المغربي المختص في أدب الطفل صفوان لقاح بأن أغنية الطفل الحديثة ابتعدت عن الرسالة التربوية التي صممت من أجلها، ففي زمن الفن التجاري احتدم التنافس بين الفنانين الذين استخدموا قوة الصورة. وأكد أن أغنية الطفل يجب أن تجمع بين التسلية والفكرة ذات المعنى المناسبة للطفل، على اعتبار أنه يولد بحاسة التذوق لذلك يجب أن يمتلك المختص في هذا المجال مهارات نوعية عالية تمكنه من احترام عقل الطفل وينجح في مخاطبته بشكل ذكي وجداني من دون أن تكون مؤدلجة. وذكر أن اللافت للانتباه إصرار بعض المغنيات على إصدار أغاني للأطفال كلما رزقت إحداهن مولوداً، ما يعطي انطباع بأن ابن النجم بدوره منذ الولادة هو نجم. وحول معوقات إنتاج أغاني أطفال تربوية هادفة، بين أن هناك قيوداً يضعها المنتجون وفي الكثير من الأحيان تطلب بعض شركات الإنتاج التركيز على إنتاج أغانٍ من دون موسيقى، وهذه المعوقات تسهم في فقدان الأغنية بريقها وجاذبيتها فتكون جافة وضعيفة وغير هادفة. وتابع «عناصر الأغنية الهادفة تتمثل في اللحن الجذاب، الكلمات الطيبة، والتسويق الذكي»، معتبراً تلك العوامل ستساعد على إيجاد بدائل ملائمة للبراعم بعيداً عن الأعمال الترويجية الصاخبة. أما الكاتبة المختصة في أدب الطفل رميساء الجابر فأبانت أن لأغاني الأطفال أهمية كبيرة بما فيها من موسيقى وإيقاع وصور تخاطب الوجدان وتثير في النفس الفن والجمال، لذلك تأتي أهمية الاهتمام والاعتناء بها بشكل يقدمها في إطار تربوي محترم. وطالبت الجهات الرقابية والمعنية، خصوصاً وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بمراقبة صناعة المنتج الذي يستهدف الطفل مع التركيز على إنتاج أغانٍ تمثل قيمة مضافة إلى مكتبة أغاني الطفل لسد ثغرة هذا الفراغ الذي بسببه برزت الأغاني الاستهلاكية والتجارية.