الجمعة - 17 يناير 2025
الجمعة - 17 يناير 2025

غلاء الأسعار يرهق التشكيل

دعا فنانون وتشكيليون وخطاطون الجهات المعنية بالفنون والإبداع إلى إطلاق صناديق مالية تدعم إنتاجية الفنانين وتصون الإبداع الذي يواجه هجمة شرسة، تتمثل في غلاء أسعار صالات العرض وارتفاع القيمة المالية للمواد الخام المستخدمة في تكوين أعمالهم. وأشاروا إلى أن هذه العوامل تعرقل الإبداع وتقلل من الإنتاجية المتقنة وتحول دون قدرتهم على الاشتغال بإبداع على اللوحات التي ينتجونها، مطالبين بإيجاد أساليب جديدة ومبتكرة تساعد على دعم الفنانين وتمكنهم من تجاوز عقبة التعثر المالي. بدورها، أفادت الخطاطة سميرة الزين بأن أسعار المواد الخام التي تحتاج إليها لتنفيذ لوحاتها الحروفية الفنية تتطلب مبالغ مالية كبيرة، إذ يصل سعر الورقة الواحدة من النوع المقوى إلى 100 درهم. وأشارت إلى شح المواد في الأسواق وارتفاع أسعارها مقارنة الأعوام الماضية بنسبة تجاوزت الـ 40 في المئة، ما يؤدي إلى تقليص المبدع مصروفاته لمصلحة تنفيذ لوحات فنية زهيدة السعر ليست بالجودة العالية، ما ينحدر بالذائقة الفنية ويهدر من القيمة الفنية للوحات. وذكرت أن أغلى لوحة نفذتها بالخط الديواني لم يتعدى سعرها ألفي درهم، على الرغم من أنها أمضت أكثر من ثمانية أشهر متواصلة في تنفيذها، إلا أن المواد زهيدة التكاليف أسهمت في تخفيض قيمتها السعرية، على الرغم من قيمتها الفنية العالية. واتفقت الفنانة التشكيلية سمية علمة مع رأي الزين، مبينة أن موجة الغلاء طالت جميع المنتجات الداخلة في تكوين اللوحات التشكيلية والخطية، ولم تعد تقتصر على السلع الأساسية والملبوسات، بل امتدت إلى الفنون الإبداعية التي لم تعد متوافرة كالسابق في أي مكان، ما يضطر الفنانون إلى استيرادها من الخارج بأسعار باهظة. وأوضحت أن هناك بعض الأثرياء يلجؤون إلى الاستثمار في اللوحات الفنية، على الرغم من أنهم دلفوا إلى هذا المجال متأخراً إلا أنهم تركوا بصمة واضحة في هذا المجال ويحرصون على شراء الأعمال الغالية التي تفوق قيمتها المليون درهم، لكن اللوحات الأقل قيمة لا تجد من يقتنيها ولا تلقى اهتمام وترويج. واستشهدت سمية علمة بتجربة الفنان مطر بن لاحج الذي باع أغلى عمل فني إماراتي بمليون درهم، والسبب يرجع إلى المواد الخام الداخلة في تكوين أعماله الفنية الغالية والمجسمات التشكيلية العملاقة. من جانبه، يرى الخطاط أحمد صقر أن أسعار المواد الخام كغيرها من المنتجات والسلع التي طالتها موجة الغلاء على مستوى الوطن العربي، ما أثر سلباً في حجم الإنتاج الفني للمبدعين. وطالب بإطلاق صناديق مالية لدعم المبدعين ومساعدتهم على تنفيذ أعمالهم في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام، ما يسهم في صون الإبداع ونشاط الحراك الفني.