الأربعاء - 23 أبريل 2025
الأربعاء - 23 أبريل 2025

العراقيون ينشدون الاستقرار في أول انتخابات تشريعية بعد هزيمة داعش

من بغداد إلى كركوك، ومن أقصى غرب البلاد إلى آخر نقطة في الجنوب، اعتبر الناخبون العراقيون الانتخابات التشريعية التي تشهدها البلاد السبت فرصة لإقصاء حيتان الفساد، وضخ دماء جديدة في الطبقة السياسية التي لم تتغير منذ 15 عاماً. وأدلى الناخبون العراقيون بأصواتهم السبت في أول انتخابات برلمانية منذ هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، لكن لا يتوقع الكثيرون أن يفي الزعماء الجدد بوعود الاستقرار في بلد يعاني الصراع والمصاعب الاقتصادية والفساد منذ عام 2003. وإذا كان العراق قد حصل في مؤتمر المانحين في الكويت في فبراير الماضي على التزامات بقيمة 30 مليار دولار من حلفائه للنهوض مجدداً بالبنية التحتية التي تعاني من العجز، فإن تلك الأموال قد تذهب أدراج الرياح، لذا فقد تقع على عاتق البرلمان الجديد مهمة ضمان إعادة إعمار البلاد. وفي بغداد، أغلقت الشرطة الشوارع المؤدية إلى مراكز التصويت، لتجنب أي حادث، خصوصاً بعدما هدد تنظيم داعش الإرهابي أخيراً باستهداف الناخبين. ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أثناء الإدلاء بصوته في مركز انتخابي في حي الكرادة مسقط رأسه وسط بغداد، العراقيين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، وأضاف أن الانتخابات الحالية ستحدد مستقبل العراق، وأن المواطنين هم من يقررون مستقبلهم، وأدعوهم إلى المشاركة الفاعلة. وأدلى كبار المسؤولين العراقيين، بينهم الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري، بأصواتهم في مركز انتخابي في فندق الرشيد. كما أدلى الزعيم الديني مقتدى الصدر بصوته في مركز انتخابي قرب منزله في محافظة النجف ووصل إلى المركز مشياً على الأقدام حاملاً علم العراق. وتشهد المراكز الانتخابية في عموم البلاد تدفقاً كبيراً، خصوصاً في مناطق الفلوجة وتلعفر والموصل وكركوك في ظل إجراءات أمنية مشددة. وفتحت مراكز الاقتراع العراقية البالغ عددها 8959 أبوابها صباح السبت لاستقبال نحو 24.5 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية الرابعة منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، واختيار المرشحين من بين أكثر من سبعة آلاف مرشح وانتخاب برلمان جديد. وتتم عملية التصويت بحسب قانون نسبي على أساس قوائم مغلقة ومفتوحة، وتوزع الأصوات على المرشحين ضمن 87 لائحة في 18 محافظة وفقاً لتسلسلهم داخل كل قائمة، لنيل 329 مقعداً برلمانياً. وتشهد هذه الانتخابات سابقة، إذ إنه للمرة الأولى لا تشارك الأحزاب التي هيمنت على الحياة السياسية لـ 15 عاماً، في قائمة موحدة، بسبب صراع شرس على السلطة بين صقور الطائفة التي تشكل أغلبية في العراق.