الاحد - 16 مارس 2025
الاحد - 16 مارس 2025

بيروت إنستيتيوت من أبوظبي تدعو إلى منح الشباب مساحة للإبداع والابتكار

دعت قمة بيروت إنستيتيوت التي انطلقت السبت في أبوظبي صنّاع القرار في المنطقة العربية إلى العمل على تنمية مواهب وقدرات الشباب، ومنحهم المساحة الإبداعية اللازمة للابتكار، مؤكدة أن المنطقة في حاجة إلى رؤية استراتيجية تعمل على استدامة المستقبل وتمكين الشباب وتطويق الفكر الظلامي والقضاء على التنظيمات الإرهابية. وتأتي الدورة الثانية من القمة تحت عنوان «نحو هيكلة بناءة لاندماج المنطقة العربية في المستقبل العالمي النامي»، وبمشاركة أكثر من 200 شخصية عربية ودولية بارزة من مختلف أنحاء العالم. وتبحث القمة التي تستمر ليومين التحديات التي تواجه المنطقة العربية، سعياً إلى الخروج بتوصيات استراتيجية بناءة، تسهم في النهوض بالمجتمعات العربية وتؤسس لمستقبل أفضل للأجيال القادمة.   تحولات تاريخية متسارعة أكد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عضو مجلس الإدارة في «بيروت إنستيتيوت» في كلمته الافتتاحية أن هذه القمة تكتسب أهميتها من كونها تأتي في فترة حساسة تشهد فيها المنطقة تحولات تاريخية متسارعة على المستويات التقنية والجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى أن العالم يشهد تحولاً مستمراً، وبالتالي إن تمكن المشاركون في الحدث من تسليط الضوء على هذه التحولات ومتابعة أهدافها ربما نستطيع أن نصل إلى حلول لما نعانيه من تحديات ومشاكل في هذه المنطقة. وتوجه الأمير تركي الفيصل بالشكر إلى دولة الإمارات على استضافة هذه القمة، مؤكداً أن الإمارات رائدة التحول في المنطقة.   خريطة للمستقبل من جانبها، ثمّنت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة «بيروت إنستيتيوت» لدورها المحوري في استكشاف التحولات الإقليمية في العالم العربي، ومناقشة مختلف المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية، لوضع خريطة طريق ترسم المستقبل لهذه المنطقة. وأوضحت في كلمتها أثناء القمة أن دولة الإمارات تحتفي هذا العام بالذكرى المئوية للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس الإمارات على قيم التنوع والتسامح والخير، فرسم سياسات وخط نهجاً فريداً نحن أحوج ما نكون إليه في منطقتنا العربية، حتى نعيد الأمل إلى ملايين الشباب، ونرتقي بجودة حياة الشعوب بعد أن عانت المنطقة من الترهل والركود والضبابية خلال السنوات الماضية. وأضافت أن منطقتنا العربية تمر بظروف دقيقة تستوجب من المسؤولين وصانعي القرار وضع رؤية استراتيجية واضحة المعالم ترسم المستقبل وتمكن الشباب وتثقف المجتمع وتقضي على الفكر الظلامي المتطرف والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على اختلاف مسمّياتها. وأشارت إلى أن العالم يتقدم بوتيرة متسارعة في ظل تطور تكنولوجي هائل يحتم مواكبة ذلك والاستعداد للغد، لأن المستقبل لا ينتظر المترددين ولا المتباطئين، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لذا علينا العمل على تنمية مواهب وقدرات شبابنا ومنحهم المساحة الإبداعية اللازمة للابتكار. وشددت على أن الاندماج في المستقبل العالمي النامي لا يتوقف على الجانب الاقتصادي والتنموي، بل يتعداه إلى الجوانب الثقافية والإنسانية.   موقف عربي موحد أكد مسؤولون عرب أثناء جلسة حوارية على هامش القمة ضرورة توحيد الموقف العربي إزاء التدخلات الإيرانية في المنطقة، لافتين إلى أن الخطر الإيراني يتطلب استراتيجيتين أولاهما الوقوف بحزم لنزع السلاح النووي أو إبطال التسلح به، والثانية أن يكون هناك رفض عربي واضح للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية. وأوضحوا أن هناك لجنة عربية فنية مكلفة من الدول العربية تعنى بتوثيق تدخلات إيران في الدول العربية، مشيرين إلى أن تلك اللجنة في اجتماع دائم وتقدم توصياتها للقمم العربية. وأكدوا أن هناك ضرورة لاستخدام الضغط الدولي والتعاون مع المنظمات العالمية الفاعلة لكبح تدخل إيران في شؤون المنطقة ووقف مساندتها للميليشيات الحوثية المسلحة التي تهدد أمن واستقرار دول الجوار.   استراتيجية لمواجهة إيران طالب الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى بضرورة توحيد الموقف العربي إزاء التدخلات الإيرانية في المنطقة، لافتاً إلى أن الخطر الإيراني يتطلب استراتيجيتين أولاهما نزع السلاح النووي أو إبطال التسلح به. وأضاف «أننا لا نريد سلاحاً نووياً في المنطقة، سواء في إيران أو إسرائيل، وليس من مصلحة أي دولة أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً». وطالب موسى في الاستراتيجية الثانية بوجوب وجود موقف إقليمي ضد تحركات إيران العدوانية، كما يجب أن يكون هناك موقف واضح عربي ضد تدخلات إيران في المنطقة، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون رفضاً عربياً للصواريخ والأسلحة في اليمن المستمدة من إيران. من ناحيته، دعا الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون الخليجي عبدالله بشارة إلى استخدام الضغط الدولي والتعاون مع المنظمات العالمية الفاعلة لإثناء إيران عن تدخلاتها في شؤون المنطقة ووقف دعمها للميليشيات الحوثية المسلحة التي تهدد أمن دول الجوار.   لجنة عربية فنية أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن هناك لجنة عربية فنية مكلفة من الدول العربية تعنى بتوثيق تدخلات إيران في الدول العربية، موضحاً أن تلك اللجنة في اجتماع دائم وتقدم توصياتها للقمم العربية. من ناحيته، تطرّق الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى أن هناك أربعة مسارات لحل الأزمة اليمنية، أولها الحل السياسي والذي طرح من اليوم الأول والذي وصفه بالهدف، لافتاً إلى أن المسار الثاني هو استخدام القوة، وهو ما تعمل على إنجازه قوات دعم الشرعية في اليمن. ولفت الزياني إلى أن المسار الثالث هو الخدمات الإنسانية لدعم الشعب اليمني، وهو قائم فعلياً من دول نصرة الشرعية، في حين تجسد الرابع في ضرورة رصد وتوثيق المخالفات الحقوقية التي تصدر عن الجماعات المتطرفة في اليمن. وذكر الزياني أن اتفاقات الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في البند الثاني منها اعتبرت أن أي اعتداء على أي دولة يعتبر اعتداء على بقية الدول، وتتولى القيادة الموحدة البرية والجوية والبحرية التعامل معها.