2018-05-13
تعكس مواقف الإمارات التاريخية للأشقاء في اليمن عموماً وسقطرى تحديداً، التزام الإمارات الإنساني بوحدة اليمن وشعبه، والعمل على توفير الدعم اللازم للارتقاء بالمستوى المعيشي في جميع المحافظات والمدن، وهو ما يأتي ترجمة لتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
ويزخر التاريخ بالكثير من المواقف والأحداث التي تحركت فيها الإمارات عبر مؤسساتها الإنمائية والإغاثية، للوقوف إلى جانب أهالي الأرخبيل، بعد أن اجتمعت الظروف السياسية والإهمال إضافة لتأثير الكوارث الطبيعية.
وأرسلت الإمارات في مارس 2000 فريق من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى أرخبيل سقطرى، لتقديم المعونات والمواد الإغاثية من الخيام والاحتياجات الأساسية للسكان، بعد الفيضانات والسيول التي تعرضت لها المنطقة، وخلفت أضراراً فادحة في المباني والأراضي الزراعية.
وخلال إعصار تشابالا المدمر الذي تعرض له الأرخبيل في مايو 2015، هبت الإمارات بكل مؤسساتها الإنسانية والإغاثية لنجدة الأهالي هناك، حيث أقامت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية جسراً جوياً سيرت عبره 16 طائرة شحن وأربع بواخر شحن، حملت جميعها نحو 12 ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية من خيام وأغطية للمتضررين من سكان الأرخبيل.
وسارعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين، حيث وزعت في الأيام الأولى التي أعقبت الإعصار نحو 35 طناً من المساعدات الإغاثية العاجلة على الأهالي، أعقبتها بإرسال طائرتين تحمل على متنهما عشرات الأطنان من المواد الإغاثية المخصصة.
وقدمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية والإنسانية تبرعاً بقيمة مليوني درهم لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، للمشاركة في أعمال الإغاثة في اليمن، ودعم مشاريع إعادة البُنى التحتية.
وعلى صعيد القطاع الصحي، شكلت المساعدات الطبية الإماراتية التي تدفقت على أرخبيل سقطرى في عام 2005، سداً منيعاً لوقف اجتياح وباء الملاريا وتخفيض نسبة الإصابة به إلى الحد الأدنى، كما أسهمت الإمارات في تقديم العلاجات الفعالة والعمليات الجراحية لأمراض العيون التي عانى منها سكان سقطرى لفترة طويلة.
وحرصت الإمارات على مواكبة متطلبات وحاجات أرخبيل سقطرى، بعدما تعرض له من تدمير بفعل العواصف والفيضانات، ونفذت عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية عشرات المشاريع الصحية والتعليمية والخدمية.
ونفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مدينة الشيخ زايد التي تتكون من 356 منزلاً بمرافقها الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى، إلى جانب إنشاء وصيانة 42 فصلاً دراسياً في 14 مدرسة، وإنشاء روضة وصيانة وتأهيل 44 مسجداً، وإنشاء شبكة مياه بطول 75 كيلومتراً، وتوفير 100 قارب للأهالي الذين يمتهنون صيد الأسماك باعتبارها مصدر الدخل الرئيس لسكان الأرخبيل.
ولم تغفل الهيئة الجانب الترفيهي للسكان وأسرهم، فقد أنشأت حديقتين عامتين وملعبين لكرة القدم، وفي محور آخر أفردت الهيئة حيزاً كبيراً لدعم استقرار الشباب في الجزيرة، وتحقيق حلمهم في الاستقرار الأسري والاجتماعي، وتيسير الزواج لهم بإقامة عرسين جماعيين تضمن الأول 40 حالة زواج، فيما استفاد من العرس الثاني الذي أقيم نهاية أبريل الماضي 400 شاب وفتاة مع توفير كل مستلزمات الزواج لهم.





