الأربعاء - 15 يناير 2025
الأربعاء - 15 يناير 2025

تقليد يطمس الهوية

تعاني روايات المانغا الإماراتية من تقليد غير مدروس وتكرار ممل للفن الياباني، كما أنها لا تلقى اهتماماً كافياً من دور النشر المحلية. وأكد كتاب مختصون في أدب ورسومات الطفل أن اللمسة الفنية والصبغة المحلية لرسومات المانغا تفتقر إلى الخصوصية الإماراتية التي تطمس الهوية، في الوقت الذي يمكن أن يتفرد فيه هذا الفن ويسهم في نقل الثقافة الإماراتية إلى العالم. وانتقدوا تقليد بعض الرسامين لرسومات الأطفال المصورة الطويلة (المانغا) اليابانية التي تعتمد على الأبطال العمالقة الخارقين وتتميز بالرسوم التفصيلية والنواحي الجمالية التي تجعلها فريدة من نوعها. وأوضحت رسامة الكاريكاتير الإماراتية زبيدة الجابري أن التحدي الذي يواجه المبدعين الشباب الإماراتيين انبهارهم بكل ما هو جديد ومستورد من الخارج، من دون سعيهم إلى إضفاء أي لمسة محلية ترفع من قيمة هذا المنتج الإبداعي المقدم للطفل. وذكرت أنها اطلعت على نتاج الأعمال الفنية التي أبدعها رسامي كاريكاتير في هذا المجال ورصدت تقليداً مملاً ومكرراً للفن الياباني من دون إضفاء أي لمسة إماراتية على الرسومات، وربما هذا هو السبب الذي دفع دور النشر المحلية إلى الابتعاد عن دعم فن المانغا. وطالبت الجابري بإفساح المجال لهذا الشكل الجديد من الفن ودعمه لدخول السوق بقوة مقارنة بالكوميكس الأمريكي، فضلاً عن تنفيذ ورش عمل تفسح المجال لأكثر من كاتب ورسام لإنتاج رواية مانغا واحدة مؤثرة. بدورها، أشارت رسامة الكوميكس الإماراتية أسماء الرميثي إلى أن دور النشر المحلية لا تغامر بنشر روايات المانغا للمؤلفين الشباب الجدد، خوفاً من الخسارة المادية التي قد يتكبدوها في حالة عدم نجاح هذا النوع من القصص المصورة مقارنة بالكوميكس الأمريكي. وأرجعت السبب إلى أن دور النشر والقراء بشكل عام معتادين على ثقافة القصص المصورة الكرتونية (الكوميكس) التي تعتمد على الحلقات المنفصلة، أما المانغا فتعد شكلاً جديداً مغاير قد لا ينسجم وأي قارئ. إلى ذلك، أكدت مديرة مهرجان الرسوم المتحركة «حرك دبي» لينا يونس أن الأنمي نجح بشكل لافت محلياً مستشهدة بمسلسل فريج، ما يعني أن روايات المانغا بإمكانها اكتساح السوق إذا ما كان هناك تركيز جاد على إنتاج كتب متخصصة في هذا النوع من الكتابة للطفل. وترى أن قصص المانغا تتميز بالرسوم التفصيلية التي تجعلها فريدة من نوعها فترسم الشخصيات بعيون واسعة مستديرة تحدق بشدة، ما تؤثر في الطفل القارئ أكثر من الرسوم الكرتونية الأخرى. من جانبه، أفاد الكاتب المختص في أدب الطفل ياسر الحمراوي بأن ثقافة الاهتمام بالطفل عموماً لا تزال في المرتبة الثانية ولا يوجد وعي كافٍ بأهميته، وإذا ما كانت هناك رغبة ملحة في صياغة شكل جديد للكتابة يجمع بين المانغا والخصوصية المحلية يجب التركيز بشكل جاد على تأهيل جيل متخصص في مجال كتابة المانغا.