الخميس - 15 مايو 2025
الخميس - 15 مايو 2025

الانتخابات التشريعية.. انهيار التحالفات القديمة ولا تغيير جوهرياً في بغداد

وضع الناخبون العراقيون الكتل والتحالفات الانتخابية المتنافسة على مقاعد البرلمان المقبل في موقف هو الأكثر إحراجاً منذ أول انتخابات جرت في 2005 مروراً بانتخابات 2009 ثم 2013، وذلك بمقاطعة نسبة كبيرة منهم التصويت الذي جرى السبت الماضي. وبينما تصر المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على أن نسبة مشاركة العراقيين في التصويت تزيد على 44 في المئة تؤكد منظمات المجتمع المدني التي راقبت سير عمليات الانتخابات في مراكز التصويت، ومنها مؤسستا عيون الرقابية، ورقابة، أن نسبة المشاركة لم تتجاوز 29 في المئة إن لم تكن أدنى من ذلك وهذا ما أشارت إليه أغلب وكالات الأنباء العالمية، وأيضاً حسب مفوضية الانتخابات فإن نحو عشرة ملايين عراقي شاركوا في التصويت من أصل 24 مليون ناخب في 18 محافظة عراقية، بضمنها محافظات إقليم كردستان العراق، لانتخاب 329 مشرعاً من بين أكثر من سبعة آلاف مرشح. وعزا الأكاديمي العراقي الدكتور نصير غدير، والذي شكل مع مجموعة كبيرة من العراقيين حركة «مقاطعون»، أسباب مقاطعة التصويت إلى سوء قوانين الانتخابات والأحزاب وتشكيل المفوضية العليا للانتخابات غير المستقلة والتي تألفت من مرشحين عن الأحزاب الكبيرة المشاركة أصلاً في الانتخابات. نتائج التصويت شبه النهائية كشفت عن تقدم «تحالف سائرون» بزعامة مقتدى الصدر والمؤتلف مع الحزب الشيوعي العراقي، يليه «تحالف الفتح» الذي يضم تجمع للميلشيات المسلحة الموالية لإيران، ويتزعمه هادي العامري زعيم ميليشيات «فيلق بدر». ويأتي «تحالف النصر» بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي في المركز الثالث، بينما لم يتضح موقع التحالف الذي سيحتل المركز الرابع. الموقف المحرج الذي ستعاني منه التحالفات الفائزة هو عدم تمكن أي منها من تشكيل الحكومة ما لم تتحالف مع بعضها للوصول إلى نسبة النصف زائد واحد داخل البرلمان العراقي. ويتوقع أن يحصل تحالف سائرون على ما بين 60 الى 65 مقعداً، فيما سيحصل تحالف الفتح على 50 مقعداً، ويليه تحالف النصر على 47 إلى 50 مقعداً، والحزب الديمقراطي الكردستاني 23 إلى 25 مقعداً وتحالف الوطنية 25 إلى 27 مقعداً، وتحالف دولة القانون 23 إلى 25 مقعداً، وتحالف تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم على نحو 20 مقعداً وتحالف الأنبار هويتنا بحدود 13 مقعداً، ثم رجال العراق (البصرة) بحدود 11 مقعداً. وأوضح السياسي العراقي عزت الشابندر لـ «الروية» أن السيناريوهات المتوقعة هي أن «يتحالف سائرون مع النصر والوطنية والقرار العراقي والديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني». أما السيناريو الثاني، وحسب توقعات الشابندر فهو «أن تضغط إيران وبقوة على حلفائها لتشكيل تحالف فيما بين الفتح ودولة القانون والنصر والحكمة بزعامة عمار الحكيم، وإذا ما تشكل مثل هذا التحالف فإن القرار في العراق سيكون إيرانياً بحتاً»، مستدركاً «لكننا نعتقد أن التأثيرات الأمريكية والعربية سترجح كفة السيناريو الأول والذي سيقود إلى تشكيل حكومة عراقية تمتلك قرارها».