2018-05-15
يسرد الفنان التشكيلي الإيطالي مارشللو لو جوديس عبر معرضه «صدمة» أوجاع البشرية وآلامها ومعاناتها باللونين الأسود والأزرق، مسخراً قدراته الفنية للتعبير عن آثار الصدمات النفسية للإنسان بسريالية لونية دقيقة تشبه لحظات شروق الشمس وغروبها.
ويحفل المعرض، الذي يستمر حتى الثالث من يونيو المقبل في غاليري «أوبرا» دبي، بمجموعة واسعة من اللوحات المرتكزة على اللون الواحد لكل حكاية يسردها جوديس بتفاصيلها الإنسانية وأوجاعها الداخلية.
يناجي جوديس في لوحة «المساء الأزرق» حالة السكون والصمت الذي يخيم على القلوب المتألمة للحظات غروب الشمس واكتساء السماء تدريجياً باللون الأسود، معتبراً الليل الصندوق الأسود الذي يحفظ الأسرار والأوجاع التي يشعر بها البشر في الحياة.
واستخدم الفنان في اللوحة التشفير الحاد وتفرد اللون الزيتي محولاً سطح اللوحة إلى مشهد ملموس، وكأنه يطلب من المتلقي أن يلمس العمل كي يشعر بحقيقة المشهد وتفاصيل الحكاية.
وتستكمل لوحة «سطوع» سرد حكاية المساء الأزرق، إذ يتدرج جوديس في تفاصيل الدقائق التي يودع فيها الليل ظلمته ليسمح لأشعة الشمس بأن تضيء الكون وتنشر الإيجابية والتفاؤل.
وتتميز اللوحة بألوانها الزاهية القريبة إلى الواقعية من لون شروق الشمس، مستخدماً الطريق نفسها في إبراز الألوان على هيئة ملموسة خارجة من رحم اللوحة.
وتأخذ لوحة «طريق» منحى آخر يختلف عن اللوحتين السابقتين، إذ يتلاعب بمهارة بريشته عبر مزج الألوان المخملية وتحويلها إلى لوحة بصرية تخطف الأنظار لتبدوا كلاسيكية على الرغم من صخبها، وتظهر منهجية الفنان السريالية المحترفة في مزج الألوان ووضعها على سطح واحد رغم تفاوت الدرجات اللونية.
أما لوحة «رمال» فتدخل المتلقين في حالة من التأني لفهم معانيها، فهي الطريق نفسه الذي تراقصت فيه الألوان المخملية ذات التقاطعات، ولكنه يتجول بفرشاته من دون مقدمات ليسرد رؤيته، مظهراً الطريق بلون الرمال التي غطت تضاريس التقاطعات، وكأنه ضل طريقه بعد أن قرر الفرار من صخب الحياة.
ويتمرد الفنان التشكيلي الإيطالي مارشللو لو جوديس في معرضه على الحالة واللون والإتيكيت التشكيلي في التسلسل التدريجي للحبكة السردية، إذ يمنح نفسه الحرية المطلقة في التباهي بمهارته الفنية ويكشف رموز لوحاته من دون الحاجة إلى تشفيرها.









