2018-06-04
تتزين جدران غاليري «أوبرا» للفن التشكيلي في دبي بلوحات إبداعية للفنان التشكيلي الإسباني جون ماريو، يسرد عبرها نظرته الخاصة للحياة والألاعيب الاقتصادية والسياسية، واغتيال التكنولوجيا والرقمنة الحديثة الطفولة وأفقدت البراءة بريقها، وذلك ضمن معرض «خرابيش حياة».
ويطلق المعرض نداء استغاثة لإنقاذ الطفولة البريئة التي لوثتها التكنولوجيا الشائكة، وذلك عبر لوحات تشكيلية أبطالها شخصيات كرتونية صممها ماريو بألوان زيتية لشخوص من وحي الرسوم المتحركة التي كانت تبث المعاني الإنسانية والتربوية الهادفة في نفوس الصغار، قبل أن تهيمن الرقمنة على عقول الصغار والكبار وتسلبهم العفوية والحرية والبراءة.
وتحمل اللوحات تشكيلات من الدوائر ذات الألوان الصيفية، وفي منتصفها فراغ مضاء باللون الأبيض، ويرمز فيها الفنان إلى وجود الأمل في حياة الشخصيات الإيجابية رغم المصاعب والأزمات، كما شكل مجموعة من الأواني التي صممها يدوياً وصبغها بألوان اللوحات.
وتسلط لوحة «دائرة الطاقة» الضوء على الحالة التي وصلت إليها البشرية في خضم الطفرة التكنولوجية التي شكلت سياجاً قطع أواصر الترابط الاجتماعي، وترمز الدائرة الحمراء الموجودة فوق بطل اللوحة إلى حالة من الخطر وكأنه محتجز فيها لا يستطيع الخروج.
وتصور لوحة «العائلة» مشهداً تراجيدياً لعائلة تشبه نبات الصبار لكنها ليست خضراء تستند على خلفية سوداء مملوءة بالشوك الحاد، وتحتضن العائلة طفلاً ليس له جسد بل وجه حزين يتألم من الشوك، ويدلل جون ماريو فيها على الأحوال الاجتماعية البائسة التي تسببت التكنولوجيا فيها، إذ فرقت الآباء عن الأبناء.
بينما تستعرض لوحة «طائر الحياة» معاناة طائر قتل ووقع أرضاً ولا يزال على قيد الحياة لكن جسده توشح بالسواد، في رمزية لانعدام الإنسانية في التعامل مع الحيوانات البرية الأليفة.
وتداعب اللوحة عيون المتلقي لجمال وجه الطائر المزين بألوان زاهية ذات تفاصيل هندسية يظهر فيه جمال وجهه وعيناه الملونة، ناظراً إلى السماء وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وتصور لوحة «أطفال الفضاء» الحال الذي وصل إليه الصغار مع التكنولوجيا والذين تحولوا إلى أجهزة إلكترونية، وشبههم الفنان بالفضائيين عبر رسم ملامحهم كملامح المخلوقات الفضائية بأرجل كثيرة وعيون مفزعة، يهاجمون بعضهم بعضاً وكأنهم في معركة.









