2018-06-08
يلعب الضوء دوراً درامياً في لوحات التشكيلية الإيطالية ـ يونانية الأصل جيوفانا ماغولياني، يحاور الظلال ويجادل الأمكنة، يشعر ويحب ويصارع ويتسلل ويأبي الانصياع للظلام.
وفي أعمالها العشرين المعروضة حالياً في قاعة «إنترول» الجديدة في أبوظبي تمارس الفنانة لعبتها المفضلة في استغلال ثنائية الظل والضوء تستشف عبرهما بواطن الأمور والأشياء وتنسج عبرهما عوالم جديدة مبتكرة، وتسرد بريشتها أسرار وحكايات الصحراء.
تلفت ماغولياني أنظار المتلقي بأساليبها المتعددة، وغرابة موضوعاتها، بل حتى لطرق تلوينها، إذ لم تركن إلى ثيمة واحدة أو أسلوب موحد لمعرضها كما السائد، وكأنها تريد تقديم جل أفكارها دفعة واحدة، لكنها في كل مرة، تخلص للعبتها الأزلية بتناول تأثير الضوء وظلاله على الأشكال والأفكار معاً.
استدعت الفنانة حنينها لحديقتها المنزلية الإيطالية في عملين كبيرين تصدرا واجهة القاعة، رسمت فيهما أوراقاً خضراء متشعبة على أرضية رطبة تتخللها حزم ضوئية متشعبة ومتشتتة.
وكتبت إلى جانبهما قطعة صغيرة أعربت فيها عن شعورها بالحزن لافتقادها للرومانسية والروح بعد أن بتنا نعيش اليوم عالماً صناعياً ميكانيكياً بحتاً.
تشبعت الفنانة بالأجواء الخليجية الناجمة عن حياتها في دولة الإمارات منذ 17 عاماً، وقبلها لسنوات طوال في السعودية.
وألهمتها الصحراء السكينة والشعور بالأمان، فاستنبطت عوالمها الجمالية، برسم الطبيعة والوجوه على نحو خاص.
شغفت بالبحث عن الجمال الداخلي للروح، ولم تكتف برسم السمات الشخصية في رسم البورتريه، وعمدت إلى التغلغل في أعماق النفس البشرية وانفعالاتها لتستكشف مشاعرها الحقيقية.
ورسمت لوحة «سيدة من الصحراء» بأقلام الباستيل على قماش اللينون المصري الخفيف، مكتفية بعين واحدة لوجه مغطى بألوان متدرجة، ووجه يقص ألف حكاية وحكاية عن توجس، وأمل، ورغبة.
وفي لوحة أخرى رسمت بأسلوب واقعي ظهرت سيدة بوجه خجول تنظر للأسفل وكأنها خجلى من جمال الباذخ يحيطها ديكور بزخرفة وزهور.
واستفادت الفنانة من عملها بالتصميم مدة من الزمن متجهة إلى التجريد والرمز، فرسمت تشكيلات من ثياب مختلفة بالألوان الأخضر الفاتح والبيجي بما يعكس طيات الثياب بطريقة مذهلة مستخدمة تقنية الظل والضياء أيضا وكأنها تشي بالفرح والأمل.
في حين لجأت الفنانة للخطوط الهندسية والألوان الغامقة في لوحة «ستاند الرسم»، ثم بانطباعية رقيقة رسمت القمر بمرحلة الهلال، وشبهته ب «طير القمر» عبر عملين صغيرين، وكأنه طائر يحلق في السماء بين النجوم.
وفي لوحة المكعب الكبير ركزت على سطوع أشعة الشمس وهي تخترقه، فيشتت أشعتها بما يعكس الأوجه المختلفة للحياة، حسب رأيها.







