2018-06-17
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور محمد قرقاش أن العملية العسكرية لتحرير الحديدة من سيطرة ميليشيات الحوثي من شأنه تقصير أمد الحرب، ويسهل مهمة الأمم المتحدة في المفاوضات لإقناع المتمردين بالانسحاب غير المشروط من المحافظة، مشدداً على التزام الإمارات بالتسوية السياسية للأزمة اليمنية.
وأوضح قرقاش أثناء إطلاع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة على تطورات العملية التي تضطلع بها قوات التحالف العربي والقوات اليمنية المشتركة حالياً لتحرير مدينة الحديدة ومينائها من سيطرة المليشيات الحوثية أن قوات التحالف العربي قد عمدت لاتباع نهج مدروس ومسؤول لحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن هذه العملية هدفت لمساعدة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتين غريفيث في مهمته الصعبة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من الحديدة وتسهيل عملية تسليمها للحكومية الشرعية اليمنية، موضحاً أن العمليات العسكرية والإنسانية تأتي بعد ثلاثة أعوام من الجمود لم يتمكن خلالها المبعوث الأممي السابق، للأسف، من إعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات «نعتقد أن الحديدة ستثمل تحولاً مهماً، إذ لطالما سيطر الحوثيون على الحديدة، سيواصلون عرقلة أي عملية سياسية».
وأكد أنه يتم اتخاذ إجراءات استثنائية لضمان عدم تأثر المدنيين عند التعامل مع العدو، والذي ينشر القناصة داخل الأحياء والقرى، ويستخدم الألغام بصورة عشوائية في إطار حملته العنيفة للتمسك بالسلطة، مشيراً إلى أن ميناء الحديدة يعمل بشكل طبيعي، حيث تفرغ عدد من السفن حالياً شحناتها من البضائع والإمدادات في الميناء، وفي غضون ذلك، تعمل دولة الإمارات وبعناية فائقة على زيادة كبيرة في الاستجابة الإنسانية لأي تأثير محتمل في السكان.
وذكر أنه في الوقت الحالي، هناك عشر سفن محملة بالأغذية والمواد الطبية قريبة أو في طريقها للحديدة، كما أن هناك عدداً من القوافل تتجه شمالاً من عدن عن طريق البر لتعزيز الإمدادات، مشيراً إلى إبقاء الطريق من الحديدة إلى صنعاء مفتوحاً لاستخدامه باعتباره ممراً للإخلاء الآمن للميليشيات الحوثية.
ولفت قرقاش إلى أن سكان محافظة الحديدة المدنيين يريدون أن يتحرروا، إذ إنهم ينظرون إلى الحوثيين باعتبارهم قوة احتلال، كما أنهم لا يريدون أن يحكمهم متطرفون مدعومون من إيران، بل يريدون أن يكونوا أحراراً، مؤكداً أن سكان الحديدة وقوات التحالف العربي مصممون على تحرير المحافظة لأن ذلك من شأنه تقصير أمد الحرب.
وتناول وزير الدولة للشؤون الخارجية أبرز المصالح الأمنية الاستراتيجية لدولة الإمارات والمجتمع الدولي في اليمن والتي تتضمن مواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي وإنهاء التهديدات غير المقبولة التي تشكلها الصواريخ البالستية التي تزود إيران بها الحوثيين، ودحر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وحماية خطوط الملاحة الدولية.
وأكد في ختام حديثه التزام دولة الإمارات بالتسوية السياسية بناء على مخرجات الحوار الوطني اليمني برعاية الأمم المتحدة ووفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة والتي تدعمها دولة الإمارات، مشدداً على أن الإمارات ليس لها مصلحة في التدخل في مخرجات العملية السياسية والتي يجب أن يحددها اليمنيون.