الخميس - 16 يناير 2025
الخميس - 16 يناير 2025

استراتيجية جديدة من التربية لمواجهة التنمر بين طلبة المدارس

تعكف وزارة التربية والتعليم على وضع استراتيجية خاصة لمكافحة التنمر بين الطلبة في مدارس الإمارات، والتعامل مع حالاته المختلفة بأسلوب تربوي فعال، وفقاً لاختصاصي سياسات صحية في الوزارة الدكتور عامر الكندي. وذكر الكندي لدى مشاركته الخميس في البرنامج الصيفي للأطفال واليافعين في مركز الابتكار والتطوير في الاتحاد النسائي العام، أن الوزارة تعتزم مكافحة ظاهرة التنمر بتدشين حملة مكثفة في نوفمبر المقبل تشمل جميع المدارس الحكومية والأجنبية، وتقدم باللغتين العربية والإنجليزية. واعتبر الكندي التنمر سلوكاً عدوانياً يحدث بين الأقران ويلحق الأذى بالآخر، ويتمثل في سلوكيات لفظية وجسدية واجتماعية، منها التنمر الإلكتروني، وينتج عن اختلافات في القوى أو القدرات بين الأقران، كما يتصف بالتكرار، وأطرافه ثلاث: المتنمر، والضحية، والمتفرج. وأكد أن التنمر ظاهرة عالمية تنتشر على وجه خاص بين طلبة المدارس والمراهقين على نحو خاص، وتشهد مدارس الدولة تزايداً ملحوظاً في معدلات تنمر الطلبة نتيجة انتشار الوسائل الإلكترونية من الهواتف الذكية وغيرها. وأشار إلى أن الوزارة نظمت أسبوعاً لحملة التوعية بمخاطر التنمر أبريل الماضي قدمت عبره تدريباً مكثفاً للمدارس حول كيفية التعامل الفوري والفعال مع حالات التنمر، مع الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها في المدارس لمنع حدوثه، والعمل على تعزيز البيئة المدرسية لتصبح إيجابية وجاذبة وداعمة للتعلم. وركزت الحملة على مفهوم التسامح الاجتماعي، وأهمية غرس هذه الصفة في نفوس الطلبة منذ الصغر، لأهميتها البالغة في تشكيل الهوية الوطنية الإماراتية، ممثلة بقيم إنسانية سامية. وحول صدى تلك الحملة اجتماعياً، أفاد الكندي بأنها شهدت تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي وصل إلى 40 مليون حالة تفاعل خلال أسبوع واحد، إلى جانب الترحيب الإيجابي من قبل الميدان التربوي، لجدية الموضوع، لكونه يطرح للمرة الأولى بمثل هذا التركيز على مستوى جميع مناطق الدولة من الفجيرة إلى السلع. وأسفرت الحملة عن مطالب تتعلق بالتدريب المكثف للاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس، وعن تطبيق لبرامج عالمية للوقاية من التنمر وتكييفها لتتوافق مع الثقافة المحلية، مع التأكيد على تعميق دور الأسرة والمجتمع المحلي والجهات الحكومية والخاصة بمحاربة هذه الظاهرة.