2018-07-13
راهن مثقفون على قدرة مجلات الأطفال الورقية على الصمود أمام التيار الجارف الصادر عن العالم الرقمي، مشيرين إلى أن هذه المطبوعات تحتاج إلى تطوير لتكون أكثر جاذبية، مع الاهتمام بالترويج المباشر لها بين الأطفال داخل المؤسسات التعليمية وفي المناشط المختلفة.
واستحوذت مجلات مثل ماجد، سندباد، الطفل اليوم، ميكي ماوس، العربي الصغير، باسم، وغيرها على جانب كبير من ذاكرة أجيال عدة تربت على قراءتها بعد أن وقعت أسيرة سحرها، حيث قدمت لهم خيالات ومغامرات حبلى بالألغاز أشبعت لديهم نهم الاستكشاف.
لكن في الوقت الحالي تواجه هذه المطبوعات التي جابت شهرة بعضها الآفاق مشاكل كثيرة نتيجة رقمنة العصر، من ضمنها ارتفاع تكلفة الطباعة وضعف الترويج والتوزيع، الأمر الذي أفقدها القدرة على منافسة الوسائط الرقمية.
وأدى الغزو الرقمي إلى اتجاه مؤسسات صحافية إلى الدخول في هذا العالم من أجل مواصلة شحذ خيال الأطفال بما يناسب مفردات العصر، فمجلة ماجد التي بلغت أخيراً عامها الأربعين اتجهت إلى العالم الرقمي والتلفزيوني للإبقاء على رسالتها التثقيفية والتربوية.
وتعتقد رئيس تحرير مجلة ماجد السعد المنهالي أن المطبوعات الورقية المتخصصة للأطفال ستبقى، مشيرة إلى أنها بنت هذا الاعتقاد على زيادة الوعي الصحي والمعرفي لدى أولياء الأمور وارتفاع صوت نواقيس الخطر التي تدقها الألواح الإلكترونية على صحة الطفل من الناحية الذهنية والعضوية، مؤكدة أنها ستبقى لكن بدرجات أقل مما اعتدنا عليه.
وأشارت إلى أن الطفل سيظل في حاجة للمعلومة المقدمة بقالب جاذب وممتع، ولن يكون التحدي الأساسي في تقديم المعلومة، وهي متوفرة أساساً، بل في تقديمها بشكل جاذب.
وترى المنهالي أن الفئات الميسورة والتي تمتلك تعليماً عالياً ستحرص على مواصلة الأبناء تعاملهم مع الورق وهو أمر خلاف السائد، مؤكدة أن مجلات الأطفال ستبقى ولكن حسب قدرة كل مطبوعة على التعامل مع معطيات الواقع الجديد ومواكبة التطورات الحديثة وتسخيرها للطفل بُغية جذبه ولفت اهتمامه.
وقالت إن مجلة ماجد طوّعت إرثها وفق معطيات العصر، فدشنت قناة رقمية وأخرى تلفزيونية، لافتة إلى أن كثيراً من الأطفال عرفوا المجلة عبر القناة التلفزيونية وبدؤوا الاطلاع عليها بعدما تعرفوا إلى أصدقاء ماجد من مسلسلات القناة.
بدورها، تؤكد الباحثة الاجتماعية الدكتورة خولة حديد دور مجلات الأطفال تربوياً، مشيرة إلى أهمية القصص المصورة باعتبارها وسيلة تعليمية مفضلة للطلاب في المراحل العمرية الأولى.
واعتبرت حديد المجلات الورقية من أهم الوسائل التعليمية التي تساعد على تطوير بنية الطفل الفكرية وانتقالها من المرحلة الحسية إلى المجردة.
وتشدد حديد على أهميتها في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على التقدم في التعلم بسرعة أكبر، فالمجلات والكتب والقصص المصورة من دون كلمات تناسب ذوي الإعاقة اللغوية والسمعية، ولها دور علاجي كبير لأصحاب الاضطرابات العميقة الأثر مثل التوحد ونقص التركيز وتشتت الانتباه وفرط النشاط الحركي.
وذكرت أن هناك معالجين يعتمدون عليها كأدوات لنقل مفاهيم معينة للطفل، فضلاً عن مساعدتها في دعم طرق التعلم، وتطوير المهارات الشخصية، وعلاج اضطرابات النمو مثل بطء النمو العام وضعف التناسق في النمو العقلي والحركي.
من جانبها، ترى رسامة الأطفال انطلاق محمد أن القادم سيشهد قفزات تقنية مفاجئة، ولكن مجلات الأطفال الورقية ستكون موجودة بدرجات محدودة وضيقة بسبب كلفة إنتاجها، وتطور درجات التعامل مع الأجهزة الإلكترونية بذكاء ومثابرة من قبل الجيل القادم.
أما رسام الأطفال فاخر حسين فيؤكد غلبة الصحافة الإلكترونية على الورقية وأنها ستحل محلها تماماً عاجلاً أو آجلاً، نتيجة ميزات الكلفة وطرق التوزيع وإمكانية وصولها للمتلقي في كل مكان.