الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

سفير الدولة لدى الصين: «إكسبو 2020» يحفز العمل الدولي الجماعي

سفير الدولة لدى الصين: «إكسبو 2020» يحفز العمل الدولي الجماعي

أكد علي عبيد علي الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، أن معرض «إكسبو 2020 دبي» يجسد تطلعات الشعوب كافة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، ويحفز العمل الدولي الجماعي من أجل التصدي للتحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات، كما يشكل منصة عالمية جامعة للبشرية على أسس من المحبة والسلام والتعايش.



وقال الظاهري، في حوار خاص لوكالة أنباء الإمارات «وام» بمناسبة معرض إكسبو 2020 دبي الذي تنطلق أعماله في الأول من أكتوبر المقبل.. إن استضافة الدولة لإكسبو يعكس المكانة الرائدة التي وصلت لها على الصعيدين الإقليمي والدولي وحجم الثقة التي تحظى بها، وما تتمتع به البلاد من مقومات لوجيستية وبنى تحتية وبشرية رائدة، وما حققته من تطور وتقدم، أّهلها لاحتضان هذا الحدث الضخم كأول دولة تحظى بهذا الشرف في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.



وبيّن أن دولة الإمارات ستقود خلال هذا الحدث العالمي قاطرة العالم للتحفيز على الإبداع والابتكار، كما يسهم «إكسبو 2020 دبي» في تحفيز النمو الاقتصادي العالمي وتنشيط معدلات السياحة وخلق فرص العمل واستقطاب الشركات والاستثمارات الجديدة.



وأضاف أن دولة الإمارات باستضافتها لإكسبو تفتح الطريق أمام العالم للتعافي من جائحة كورونا على مختلف الأصعدة، فـإكسبو هو أكبر تظاهرة عالمية تقام حضورياً منذ الجائحة ورغم التحديات، فإن دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة وكفاءاتها المتميزة قادرة على خوض غمار هذه التجربة بنجاح وتميز، لتكون مثالاً كما كانت دائماً في تحفيز العمل الدولي الجماعي من أجل التصدي المشترك للتحديات وتحقيق التنمية المستدامة للبشرية جمعاء.



وأوضح علي عبيد علي الظاهري، أن دورات إكسبو السابقة على مدار 170 عاماً شكلت مهداً للابتكارات التي رسمت ملامح العالم الذي نعيشه اليوم وسيحافظ إكسبو دبي هذا العام على هذا الهدف، كما سيشكل محطة فارقة بين عالم تأثر بالجائحة وعالم يتطلع إلى التعافي من «كوفيد-19».. مؤكداً أن إكسبو 2020 دبي يشكل منصة انطلاق نحو توسيع آفاق المعارف وتبادل الأفكار والتركيز على الابتكار والتعاون والإلهام وسيجسد الالتزام التام لدولة الإمارات ببناء مستقبل واعد للجميع.



وأكد أن إكسبو 2020 دبي سيترك بصمة رائدة في رسم ملامح التوجهات الاقتصادية والتنموية والثقافية لمرحلة ما بعد «كوفيد-19» ووضع حلول للتحديات التي يمر بها العالم بسبب الجائحة.. مشيراً إلى أن المعرض العالمي يطرح أفكاراً متنوعة ومختلفة لآليات التعافي من الجائحة وتجاوز آثاره المتوسطة وبعيدة المدى، والتي من المرجح أن ترتكز عليها دول العالم في مواجهة التحديات الجديدة.



وعن دور هذا المعرض العالمي كمنصة جامعة للبشرية على أسس من المحبة والسلام والتعايش، قال علي عبيد علي الظاهري: «طالما كانت أرض الإمارات جامعة لمختلف ثقافات وديانات وأعراق هذا العالم جمعاً قائماً على أسس من التعايش السلمي والانفتاح على الآخر والتسامح، وتلاقت على أرضها الحضارات والثقافات المتنوعة بتناغم وانسجام».



وأكد أن «إكسبو 2020 خير مثال على هذه الثقافة المتأصلة في بلادنا التي ستجمع أكثر من 200 جنسية من مختلف أقطار العالم مع توقعات بنحو 25 مليون زيارة للمعرض 75% منها خارج الدولة».



وأضاف أن الأطراف التي صوتت لصالح دبي في سعيها إلى استضافة إكسبو 2020 لم تنظر في تقييمها إلى الإمكانات البشرية واللوجستية والبنى التحتية التي تنعم بها البلاد فحسب، بل كانت توقن أيضاً أن حدثاً بهذا الحجم يتطلب بيئة جامعة ترتكز على أسس من المحبة والسلام والتعايش.



وعن دور معرض إكسبو 2020 دبي في تمكين الشباب، قال الظاهري إن الشباب هم حملة مشعل الابتكارات الجديدة والأفكار الإبداعية، والرهان دائماً على قدراتهم وإبداعاتهم.. مؤكداً أن قيادتنا الحكيمة آمنت بقدراتهم وبكونهم أهم ركائز تطور وتقدم الدولة.



وذكر أن إكسبو 2020 سيدعم دون شك هذه الرؤية الرشيدة، وله دور كبير في ترسيخ عقلية إطلاق العنان للإبداع والخروج عن السائد في ما ينفع المجتمع البشري.



وأشار إلى أن هذا الملتقي العالمي قائم على طرح الأفكار الجديدة وعرض الابتكارات المستقبلية التي تترجم تطور الذكاء البشري وهذا أمر يجيده الشباب ويتفوقون به، فالشباب في الصف الأول خلال إكسبو 2020 ليقدموا ما جادت به عقولهم من إبداعات وابتكارات.



ولفت إلى أن إكسبو دبي بمثابة مصنع للثقة والتحفيز وصقل المواهب الابتكارية الإبداعية وتوجيهها عبر المسار الصحيح من خلال الاطلاع على تجارب وأفكار الغير، والتعلم منها والتبادل بين مختلف التوجهات والأفكار.



وعن قضية التغير المناخي التي تشكل أحد المحاور الرئيسية لمعرض إكسبو 2020 دبي، قال الظاهري إن دولة الإمارات تلعب دوراً عالمياً رائداً وإيجابياً في قضايا المناخ وحفزت على اعتماد التكنولوجيات والآليات التي من شأنها أن تحد من التغير المناخي، كما أكدت ضرورة تكثيف الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي لقناعتنا بأن قضية المناخ قضية جامعة تشترك بمقتضاها جميع الدول في المصير، وإن اختلفت الدرجات من منطقة إلى أخرى.



وذكر أن دولة الإمارات تستغل كل منبر عالمي وحدث دولي لطرح قضية التغير المناخي كأوليات القضايا الدولية التي وجب التركيز عليها، ولذلك سيكون هذا الملف حاضراً بقوة خلال فعاليات إكسبو، كما ستستضيف الدولة قمة عالمية حول قضايا المناخ خلال هذا الحدث العالمي، وهو أيضاً ما يفسر حرص الإمارات على استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 28» في أبوظبي عام 2023.



وأكد أن الدبلوماسية الإماراتية لعبت دوراً رائداً في استضافة الدولة لهذا الحدث العالمي.. مشيراً إلى أن هذه الاستضافة لم تكن وليد تحركات دبلوماسية وقتية، بل جاء ثمرة جهود كبيرة بذلتها الدولة طيلة عقود في إرساء دبلوماسية قائمة على التسامح والتعايش وعلى دبلوماسية أسست سمعة عالمية للبلاد كواحدة من أبرز الدول انفتاحاً واستيعاباً للثقافات واللغات والأعراق المختلفة.



ولفت إلى أن دولة الإمارات تستضيف بالتزامن مع فعاليات إكسبو الاجتماع السنوي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لتكون أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا تستضيف هذا الاجتماع.



وعن مشاركة جمهورية الصين الشعبية في هذا المعرض العالمي، أكد علي عبيد علي الظاهري، أن جمهورية الصين الشعبية الصديقة تمثل قطباً من أقطاب التقدم التكنولوجي العالمية وتلعب دوراً رئيسياً في إكسبو، إذ يعد الجناح الصيني أحد أكبر الأجنحة المشاركة على مساحة تتجاوز الـ4600 متر مربع، ويسلط الضوء على الدور المتطور للصين وعلى مشاريع تشكيل المستقبل والبنية التحتية الضخمة بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق وتقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي ومنها المركبات المستقلة التي يمكنها مشاركة البيانات واتخاذ القرارات الصعبة، إضافة إلى أكبر قمر صناعي للاتصالات اللاسلكية في العالم للكشف عن علامات الحياة خارج الأرض.



وذكر أن هذه المشاركة تشكل فرصة كبيرة للقطاعين العام والخاص في الإمارات للاطلاع على التكنولوجيات والحلول الصينية المستقبلية واستشراف الخطط المستقبلية لأوجه فرص التعاون بين البلدين ومن جهة أخرى سيطلع الأصدقاء الصينيون من كثب على فرص الاستثمار المتاحة في الدولة ويساعدهم ذلك على رسم ملامح خططهم المستقبلية للمجالات الواعدة التي تتيحها دولة الإمارات، كما من المنتظر أن تكون الابتكارات الإماراتية محل اهتمام الشركاء الصينيين بالنظر إلى خصوصيتها وملاءمتها للسوق المحلية والخليجية، مؤكداً أن كل هذه الفرص وغيرها تساهم في رسم ملامح جديدة وواعدة للتعاون الثنائي.