الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«إكسبو 2020 دبي».. دعوة عالمية لإعادة ضبط الاستهلاك

دعا مسؤولون محليون وعالميون مشاركون في الاحتفال بـ«يوم الأغذية العالمي» في «إكسبو 2020 دبي»، العالم إلى اتخاذ خطوات جريئة وسريعة من أجل التصدي لشح الغذاء عالمياً، وإيجاد الحلول التي تقضي على الجوع بأسرع وقت، لافتين إلى أن تحقيق مستهدفات القضاء على الجوع في 2030 لن يكون قابلاً للتحقيق ما لم يتم اتخاذ خطوات جريئة وسريعة في التحول إلى نظام غذائي أكثر استدامة.



وفي الوقت ذاته، أكدوا أن الالتزام بالخطط والسياسات يمكن أن تجعلنا قريبين جداً من الوصول إلى مستهدفات الأمم المتحدة التي وقعت عليها 156 دولة.



وشهد إكسبو 2020 دبي الاحتفال بيوم الأغذية العالمي تحت شعار «إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل» وهو أول يوم دولي للتوعية يقام ضمن فعاليات المعرض الدولي منذ انطلاقه مطلع الشهر الجاري بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة وإكسبو 2020 دبي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وتضمن برنامجُ الفعاليات حفلَ افتتاح، وسلسلة من الأنشطة لتعزيز الوعي حول الغذاء، وغيرها من فعاليات التي سعت إلى إشراك الجمهور والمتخصصين في الحوارات التفاعلية لرفع الوعي تجاه أهمية ملف الغذاء ودوره في مستقبل البشرية.



وبدأت بعد حفل الافتتاح الفعاليات عبر سلسلة من الأنشطة الموجَّهة إلى الجمهور، بمشاركة مجموعة من خبراء الأغذية من مختلف دول العالم، حيث شهدت تلك الأنشطة توجيه دعوة من أجل التضامن العالمي لإعادة التفكير في النظم الغذائية، وإعادة تصميمها بما يتناسب مع أهداف التنمية المستدامة، وذلك من أجل ضمان حياة صحية وكوكب صحي.



وقالت وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري: «يسعدنا أن نتخذ من إكسبو 2020 دبي منصة من أجل إيصال رسالتنا إلى الجمهور العالمي المشارك في الحدث، تعمل القيادة الرشيدة في الدولة على تنفيذ جهود رائدة وحلول مبتكرة لضمان الأمن الغذائي للجميع إدراكاً منها بما يمثله من ركيزة أساسية للتنمية المستدامة».



وأشارت إلى أن الإمارات تسعى لأن تكون منصة عالمية للابتكارات في قطاع الأمن الغذائي، لافتة إلى أن الإمارات تعمل من أجل أن تكون مصدرة للمعرفة في قطاع الأمن الغذائي.



ودعت المهيري إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالأنظمة الغذائية وبضرورة مكافحة السلوكيات السلبية كالهدر، كما دعت إلى تشجيع الزراعة الحضرية في المنازل.



وقالت: «هناك بعض الحقائق القاسية المرتبطة بالأمن الغذائي في العالم وذلك مع زيادة معدلات الجوع لا سيما مع وباء كورونا، لافتة إلى أننا لن نستطيع القضاء على الجوع حول العالم حتى عام 2030 ما لم نتخذ خطوات أكبر وأكثر جرأة لتعظيم عمليات التحول في النظام الغذائي العالمي».

أزمة غذاء

وبدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمة مسجلة عبر الفيديو: «ما يقارب 3 مليارات إنسان على كوكب الأرض، لا يستطيعون الحصول على نظام غذائي صحي بسبب ارتفاع الكلف».



كما أشار إلى أن ما يقارب الـ140 مليون شخص حول العالم يعانون من نقص الغذاء نتيجة جائحة كورونا.



وبين أن الطرق التي نستخدمها لزراعة وتناول وإزالة الغذاء تضع عبئا ثقيلا على كوكبنا، وتخلق عبئاً غير مسبوق على مواردنا ومناخنا وبيئتنا، وتكلفنا تريليونات الدولارات.



فرصة كبيرة

من جانبه أفاد مدير عام المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) علي أبوالسبع، في حديثه للرؤية، بأن إكسبو فرصة كبيرة من حيث جمع عدد كبير من القيادات الدولية والتي ترسم سياسات الغذاء العالمي، كما يتيح فرصة من أجل إطلاع العالم الخارجي على ما يحدث من تطورات في الإمارات والمنطقة بصفة عامة، ويسهم في وضع دول المنطقة على الخارطة العالمية للأحداث والتي تتضمن مستجدات استراتيجيات الأمن الغذائي وأجندة المناخ.



وقال علي أبوالسبع: «بالنسبة لنا كمؤسسة بحثية يشكل إكسبو منصة مهمة لنا لعرض آخر ما توصلت إليه البحوث العلمية في أنظمة الإنتاج الغذائي والذي يضع تحت تصرف الدول عدد من الخيارات».



وأشار إلى أن البحوث التي يجرونها يتم تطبيقها في الكثير من دول العالم ومنها الإمارات ودول الخليج، ومن تلك البحوث ما يتعلق بنخيل التمر وأنظمة الري المقتصدة للمياه وأنظمة تطعيم حديثة لزيادة وتحسين الإنتاج وبكلف أقل.



وحول سعي الأمم المتحدة والعالم إلى التخلص من الجوع في عام 2030 وما إن كان الوضع يسمح بتحقيق المستهدفات، أفاد أبو السبع، بأن الوضع اليوم كما هو يسير من سيئ إلى أسوأ، ولكن القرارات التي اتخذت مؤخراً فيما يخص حث كافة الدول على وضع خطط واضحة المعالم وإجراءات محددة وتوقيع 156 دولة على ذلك ينبئ بالخير، معبراً عن تفاؤله بإمكانية الاقتراب من الهدف بالقضاء على الجوع في حال تم الالتزام بالخطط.



وأكد على دور الإمارات البارز على المستوى الإقليمي والعالمي في محاربة الجوع وفي تطوير الإنتاج الغذائي وسبله بالشكل الذي يدعم الجهود العالمية في هذا الإطار، لافتاً إلى امتلاكها العزيمة السياسية والقدرة على اتخاذ القرار وتمكنت من تحويل التحديات الخاصة بتدهور نوع الأراضي وشح المياه إلى فرصة للاستثمار في البحث العلمي وتطوير تكنولوجيات لن يقتصر نفعها على الإمارات والخليج بل سينفع العالم.

أغذية ميسورة الكلفة

وقال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبدالحكيم الواعر: «يتم الاحتفال بيوم الأغذية العالمي 2021 للمرة الثانية خلال جائحة كوفيد-19 التي تسببت تداعياتها في تعطل النظم الزراعية - الغذائية، وفي ركود اقتصادي غير مسبوق نتج عنه خسارة كبيرة في سبل العيش ومصادر الدخل، وزيادة انعدام الأمن الغذائي وعدم المساواة»
.


وأكد أن النظم الغذائية الزراعية الحالية تخفق في توفير أغذية ميسورة الكلفة ومتنوعة ومغذية وآمنة للجميع ما يزيد من تفاقم الوضع، لهذا السبب تسلط «الفاو» الضوء خلال يوم الأغذية العالمي الذي تجري فعالياته في إكسبو 2020 دبي، على ضرورة إيجاد طرق ونماذج مبتكرة للتعاون الإنمائي الدولي تتخطى نهج المعاملات، لتحقيق التحول إلى أنظمة غذائية زراعية أكثر كفاءة وشمولية وصمود، وتحقيق نظم زراعية غذائية مستدامة من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل.