السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إكسبو 2020 دبي.. صفقات مليارية وشراكات دولية

يشكل إكسبو 2020 دبي ميدان تنافس عالمي بين 192 دولة مشاركة على استعراض الفرص الاستثمارية، وعقد صفقات وتوقيع شراكات جديدة تستهدف النهوض بمختلف القطاعات في هذه الدول، لا سيما القطاعات التقنية والرعاية الصحية والنقل والطاقة والاستزراع المائي وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي، في ظل تنظيم عدد كبير من منتديات الاستثمار وورش العمل والاجتماعات والفعاليات، التي تمنح الشركات فرصة لتعزيز علاقاتها وتوسيع أسواقها.

وكشفت العديد من الدول المشاركة في الحدث الدولي عن توقيعها صفقات استثمارية واتفاقيات وعقود شراكة سواء مع دولة الإمارات أو مع دول أخرى مشاركة، في إطار مساعيها لاستقطاب المزيد من الاستثمارات لدعم استراتيجياتها لتجاوز التحديات، التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» على مختلف القطاعات الاقتصادية.

وفي هذا الإطار، أظهرت الدول الأفريقية التي تشارك لأول مرة في تاريخ إكسبو بأجنحة مستقلة نشاطاً كبيراً، وتوقع الاتحاد الأفريقي أن تستقطب أفريقيا أكثر من 200 مليار دولار استثمارات جديدة من خلال مشاركتها في الحدث الدولي.

ومع بداية الحدث الدولي أعلنت أوغندا، عن توقيع صفقات استثمارية بقيمة 650 مليون دولار، وكشفت السنغال عن تخصيص 120 مشروعاً استثمارياً بقيمة 7 مليارات دولار بالقطاع الخاص في 5 مجالات، تشمل الصحة وصناعة الدواء، تقنيات الاتصال والتكنولوجيا، والسياحة والصناعة، ووقعت غرفة دبي خلال الحدث العالمي مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة والصناعة الأنغولية - الإماراتية، بهدف إرساء أسس متينة، تعزز من قوة العلاقات الاقتصادية الثنائية بين دبي من جهة وأنغولا من جهة أخرى.

وفيما يتعلق بالدول الأخرى فقد حصدت ماليزيا أكثر من 6.36 مليارات درهم من الاستثمارات والأعمال التجارية المحتملة خلال الأسبوعين الأولين من مشاركتها في الحدث العالمي، في حين تتوقع البرازيل أن تستقطب استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار من خلال مشاركتها في الحدث، فيما توقعت تايلاند أن يولد جناحها في الاقتصاد المحلي نحو 264.7 مليون درهم.

وقال مديرو ومفوضو أجنحة دول مشاركة في إكسبو 2020 دبي، إن العديد من الدول تسعى من خلال مشاركتها في الحدث الدولي إلى توقيع اتفاقيات وعقد شراكات جديدة لتعزيز التنمية الاقتصادية في هذه الدول والعودة إلى مسارات نمو ما قبل الجائحة.

تحول اقتصادي

من جهتها، قالت نائب المفوض العام لجناح غينيا في إكسبو، سيرياني كينيما، إن غينيا شهدت خلال السنوات الماضية تحولاً اقتصادياً كبيراً نتج عنه جذب مليارات الدولارات من الاستثمار الأجنبي المباشر، بما في ذلك مشروع تعدين كبير مع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ومن خلال مشاركتنا في هذا الحدث الدولي نسعى إلى تسريع هذا الاتجاه وتنويع الاقتصاد وتعريف شركائنا بالفرص الاستثمارية التي توفرها غينيا في مختلف المجالات.

وأضافت أن الجناح الغيني ينظم منتدى غينيا للاستثمار الذي سيتيح لرجال الأعمال من داخل الإمارات وخارجها معرفة المزيد عن مناخ الاستثمار في غينيا والوقوف على تسهيلات الاستثمار العديدة، التي نوفرها والحوافز المقدمة والقطاعات الرئيسة للاستثمار، الأمر الذي سيؤدي إلى توقيع صفقات استثمارية كبيرة.

وأوضحت أن إكسبو حدث عالمي يجمع بين الجهات الفاعلة البارزة في مجموعة متنوعة من المجالات، ويعتبر منصة مثالية لبلدان مثل غينيا لعرض فرصها الاستثمارية وإيجاد شركاء جدد، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية القائمة.

عالم أكثر استدامة

وقال المدير العام للمفوضية التجارية التشيلية «برو تشيلي» في جناح تشيلي بـ«إكسبو 2020 دبي»، خورخي أوريان شوتز، إن دولة الإمارات تعتبر بوابة لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان، وبالتالي يعد معرض إكسبو فرصة ممتازة وأرضية لإنشاء روابط تجارية جديدة في الخليج لتعزيز تحالفاتنا والبحث أيضاً عن شركاء يسمحون لنا بتحقيق أهدافنا لإنشاء عالم أكثر استدامة وخلق مستقبل أفضل.

وأضاف أن تشيلي طورت خبرة كبيرة في العديد من القطاعات مثل التعدين والزراعة وتربية الأحياء المائية والخدمات الهندسية وغيرها، مشيراً إلى أن خلفية تشيلي الزراعية تسمح لنا بإنتاج كميات كبيرة بشكل مستدام من الأطعمة، التي تتميز بخصائصها الغذائية، مع وجود مجموعة متنوعة من المناخات، التي تسمح للمنتجين بالوصول إلى الأسواق الأكثر تطلباً، كما أننا من خلال مشاركتنا في الحدث الدولي نسعى إلى النهوض بحجم التبادل التجاري.

توطيد العلاقات

وقالت السكرتيرة الدائمة لوزارة الاقتصاد الرقمي والمجتمع، والمفوض العام لجناح تايلاند في إكسبو 2020 دبي، أغارين باتانابانتشاي «نحرص من خلال المشاركة في الحدث الدولي على توليد فرص اقتصادية جديدة في منطقة الشرق الأوسط، التي تعد (بوابة أفريقيا) ومركزاً حيوياً ومهماً للاستيراد والتصدير وأنه من المتوقع أن يولد الجناح التايلاندي في الاقتصاد نحو 264.7 مليون درهم وأن يستقطب أكثر من 625 ألف زائر».

وقالت إن إكسبو يعد فرصة مثالية لتوسيع الشراكات وتوطيد شبكة العلاقات المتينة بين الحكومة التايلاندية ودولة الإمارات، مشيرة إلى أن الإمارات قامت ضمن نهج استباقي وغير مسبوق في تأمين بيئة آمنة للجميع خلال جائحة فيروس كورونا، وهناك ثقة كبيرة بأن هذه الجهود ستسهم في إنجاح الحدث.

الوصول لمختلف الأسواق

وقال نائب المفوض العام لجناح النمسا هيلموت دولر: «يمثل إكسبو فرصة لجميع البلدان المشاركة ولشركاتها للوصول إلى أسواق مختلفة، فهذا الحدث العالمي يجمع الوفود الاقتصادية من كل بلدان العالم وجهاً لوجه».

وأكد أن أهمية هذا الحدث تتعاظم حالياً، في الوقت الذي يخرج فيه العالم من جائحة كورونا، وبالتالي يمنح الدول وصفة التعافي في الوقت الراهن من آثار الوباء الاقتصادية.

وأشار إلى أن إكسبو يمثل البيئة المثالية من أجل قراءة المشهد الاستثماري الدولي والبحث عن الفرص في مختلف البلدان، وبالتالي يفتح آفاقاً جديدة للشركات النمساوية للتوسع في المنطقة وباقي دول العالم.

وحول أهمية السوق الإماراتي بالنسبة للنمسا وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أشار دولر، إلى أن النمسا تحظى بتمثيل اقتصادي رسمي في الإمارات منذ عام 1976، ولهذا فهي تعتبر الإمارات أهم شريك اقتصادي لها في الشرق الأوسط، مع استثمارات متبادلة تزيد على 12 مليار يورو، إذ تبلغ الاستثمارات النمساوية المباشرة في الإمارات 7.6 مليار يورو حتى عام 2020، ما يجعلها سابع أكبر وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم بالنسبة لنا، وفي الفترة نفسها، بلغ إجمالي استثمارات الإمارات في النمسا 4.49 مليار يورو.

وأفاد بأن عدد الشركات النمساوية التي تملك ترخيصاً في الإمارات بلغ 150 شركة، إضافة إلى 300 شركة نمساوية أخرى تعمل في السوق الإماراتية من خلال علاقات شراكة.

منصة تواصل

أكد المفوض العام للجناح الأيرلندي في إكسبو 2020 دبي، بات هينيسي، أهمية المعرض في جذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات مع الإمارات ومختلف الدول المشاركة فيه، مشيراً إلى أن الحدث يمثل منصة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز التواصل من أجل عقد صفقات وشراكات والتوسع في أسواق محتملة جديدة.

وأضاف أن هذا الحدث هو الأكبر منذ انطلاق جائحة «كوفيد-19» خلال الربع الأول من العام الماضي، لذا فإن المشاركة فيه تنطوي على أهمية كبيرة في دفع عجلة الاقتصاد العالمي وتعزيز فرص النمو.

122.6 ملياراً عائدات بعيدة المدى

أظهرت دراسة مستقلة نشرتها شركة إرنست آند يونغ أن استثمار الإمارات في إكسبو 2020 دبي سيعود عليها بعائد اقتصادي يصل إلى 122.6 مليار درهم على المدى البعيد، وسيسهم الحدث في توفير فرص أعمال جديدة ونمو الناتج الإجمالي المحلي وخلق فرص العمل على امتداد المنطقة لدعم اقتصاد متنوع ومستدام ضمن رؤية الإمارات 2021، التي تحدد الأهداف التي تسعى دولة الإمارات لتحقيقها عند احتفالها بيوبيلها الذهبي.