الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

فنانون: «إكسبو».. منصة المواهب والمبدعين

فنانون: «إكسبو».. منصة المواهب والمبدعين

يوثق بعدسة هاتفه لوحة فنية في جناح بيلاروسيا. (تصوير: عيسى البلوشي)

"تواصل العقول وصنع المستقبل".. شعار المعرض العالمي المقام على أرض الإمارات، «إكسبو 2020 دبي»، والذي تحوّل إلى منصة لعرض إنجازات في الإبداع والابتكار، وتبادل المعارف والخبرات والتقنيات والاختراعات، وإشراك وتمكين الشباب في العالم والاحتفاء بمواهبهم، وعرض تجاربهم وتسليط الضوء على مساهماتهم، ويتيح للمشاركين عرض ثقافتهم وفنونهم وما يميز كل دولة من عادات وتقاليد، كل ذلك على أرض الإمارات.

وأكد عدد من الفنانين أن «إكسبو» منصة للمبدعين والمواهب الشبابية في شتى المجالات لا سيما الثقافية والفنية، بما يجسده من قمة الانفتاح على الآخر وعلومه ومعارفه المختلفة، وما يمنحه من فرصة لتنمية المواهب الإماراتية والعربية في الأدب والفن.



ثقافات الشعوب

وقال المخرج عبدالله الجنيبي، إن «إكسبو» ليس مجرد تجمع اقتصادي بل هو أكبر من ذلك، ويتيح فرصة للدول للتعبير عن ثقافتها الفنية، لذلك نجد أن أجنحة الدول المشاركة أكدت تلك الرغبة في أن تعرّف كل دولة العالم على حضارتها وثقافاتها وعاداتها، وتقاليدها، وبالتالي كان هنالك العديد من الأنشطة الفنية والثقافية.

وأضاف أن الدول المشاركة في المعرض ركزت على إبراز حضارتها وهويتها حتى من خلال تصميم الأجنحة نفسها، حيث جعلت من الفنون والأدب والإبداع ركيزة أساسية لتعريف الزوار بثقافتها وتاريخها وتراثها، فكانت الأنشطة في كل جناح من الأجنحة تقوم على فعاليات فكرية وثقافية، كما أنه يتبنى المواهب بالاطلاع على تجارب الآخر، والتواصل مع الآخر وتبادل الثقافات بين الشعوب تنير العقل و تثير الحواس.

وذكر أن «إكسبو» سهل وصول الفن الإماراتي سواء المعاصر أو التراثي لجميع دول العالم، فهذه المعرفة تساهم في الاقتراب والتقارب بين الشعوب والثقافات المختلفة، فالمعرض مجال ثري لكل باحث عن التميز والتألق إذا ما توفرت الإرادة.



مقر المبدعين

وأكدت عازفة البيانو الفنانة إيمان الهاشمي، أن العالم بعد «إكسبو» ليس كقبله حيث يعتبر هذا الحدث الضخم عاملاً فعالاً لاستقطاب وتوطين التكنولوجيا، وتصدير أنماط مختلفة ومبتكرة جديدة، كما أنَّه مقر المبدعين الأمثل على كوكب الأرض، خاصة خيال الأديب الذي يجده أرضاً خصبة وقابلة لزراعة الأفكار الجديدة والمثمرة، باعتبار الإمارات بيئة مناسبة جداً ومستدامة للإبداع البشري والإنساني على حد سواء.

وأوضحت أنَّ المعرض منصة نشيطة وفعلية لتنمية التفكير الإبداعي والاستدامة، وتعزيز المهارات الفردية والقدرات البشرية والطاقات الاستيعابية، خاصة في فئة الشباب والأجيال القادمة في سبيل مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً، من خلال التعرف على مهن المستقبل، وربما اكتشاف مهن أخرى لم ندركها بعد، إضافة إلى تعزيز القطاع السياحي بشكلٍ خاص نتيجة الأعداد الكبيرة من الزوار، والمتوقع حضورها لهذا المعرض.

وتابعت بأنّه يجب ألا ننسى أهمية تعزيز الشراكات الدولية، ما سيعزز العلاقات الطيبة المشتركة مع جميع دول العالم، باختصار أرى أن إكسبو بداية انطلاقة قوية ومتمكنة لما هو أبعد من مجرد إقامة مميزة لمعرض عالمي، مؤكدة أنّ دبي دانة الدنيا وهي بحد ذاتها مهبط للفنون العالمية والمحلية والشعبية بشتى أنواعها.

وأضافت الهاشمي: "كوني ملحنة إماراتية أرى أن الموسيقى التي تقدمها دبي للعالم باتت واضحة، وصريحة وتثري الحضارة الموسيقية والموسيقيين ككل، ولا أرى فرقاً بين وجوه جديدة أو قديمة أو مشهورة أو غير مشهورة فالفن يبقى فناً والإمارات وطن الفن الذي يحتضن جميع أبنائه الفنانين دون تفريق، فمن لديه مادة فنية جميلة تدعمه إلى أن يصل ومن وصل فعلياً تدعمه ليتطور أكثر وأكثر".

وأشارت إلى أنها ترى أن الإمارات بالفعل الأول والأفضل في جميع المجالات، تتحدى كل الصعوبات، وتتغلب على كل التحديات، وتثبت أنّ «كوكب الإمارات» لا نظير له، وبالتالي أصبحت دولة الإمارات بصمة قوية في الإنسانية ونموذجاً يحتذى ويسعى العالم لمواكبته.



منصة لمواهب المستقبل

من جهتها، أكدت هاجر العيسى، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنار المعرفة للاستشارات الإدارية والتدريب، أنَّ «إكسبو» جهة عالمية للجميع، ومنصة لمواهب المستقبل بالنسبة للجهات المشاركة فيه، والتي تهدف إلى جذب الطاقات الشابة المبدعة، كما أنّها منصة لتبادل الأعمال، وتكوين فرص تجارية ووجهة للتشبيك.

وقالت إنَّه بالنسبة للدول المشاركة، فإنّ إكسبو يلخص تاريخ هذه الدول وينقل إلينا حضارتها في زمن مختصر، فنستطيع من خلال هذه التجربة الفريدة السفر إلى بلدان لم تخطر بالبال ونحن في مكاننا، مؤكدة أنَّ المعرض إضافة قيمة لنهضة الإمارات، ويُضاف إلى رصيد إنجازات الدولة من قيام الاتحاد إلى يومنا هذا، فإننا حققنا قفزات متسارعة وتغلبنا على جائحة كورونا فكثير من الدول لا تزال تعاني من القيود التي فرضتها الجائحة.

وشددت على أنه من خلال «إكسبو 2020 دبي» بإمكان الإمارات تسليط الضوء على الوجوه الفنية الجديدة الشابة الموهوبة، من الوجوه المألوفة والتي اعتدنا رؤيتها، وبالنسبة للمشاهير المعروفين فهم لا يحتاجون إلى الظهور في إكسبو أما الوجوه الجديدة، فلها فرصة لإثبات الذات ونجوميتهم واختصار الزمن في خطوات.





حاضنة للجميع

ونوّه المخرج إبراهيم سالم، بنجاح المعرض لدرجة كبيرة في توظيف الفن والأدب ومختلف أشكال الإبداع في خدمة المجتمعات، والتعبير عن أهميته في الحياة اليومية، وبالتالي خلق فرصة عظيمة للتعرف إلى البلدان من خلال فنونها وآدابها، مؤكداً أن ذلك يبرز أهميته في أن زوار المعرض ليسوا في حاجة للسفر لمشاهدة تلك الخصوصيات الثقافية في كل بلد.

وقال إن المعرض وفّر فرصة ليجتمع كل العالم تحت سقف واحد؛ ليتيح التعرف عن قرب ودون حواجز إلى المجهودات التي تقوم بها كل دولة في مجالات التنمية والتطور الاقتصادي برافعة المعرفة والفكر والأدب والثقافة والفنون، إضافة إلى أنشطة تعكس تطورها وتقدمها في مجال الفنون ارتكازاً على تراث عريق، حيث عملت بعض البلدان على إحياء ممارسات ثقافية قديمة، كادت أن تنقرض، مثل طقوس الحكايات الشفاهية، والموسيقى، والأزياء الوطنية.

وأوضح سالم أن إكسبو ليس مخصصاً للمشاهير والنجوم فقط أو أصحاب المواهب، لكنه مخصص وحاضنة للجميع، فهو عمل شامل فالمسألة عامة وليست تخصصية، فالموهبة ليس محدودة في مكان واحد أو عمل واحد، لذا نجد مشاركة النجوم ومشاركة من المواهب الشابة، مضيفاً أنَّ الفن الإماراتي في جميع مجالاته يستغل هذا الحدث الكبير والتجمع الدولي للتعريق بالفنون الإماراتية.





الكل مدعو

من جهته، أكدت عائشة يوسف الشميلي، كاتبة ورسامة وباحثة ومتخصصة بالتخطيط الاستراتيجي، أنّ الكل مدعو من جميع الأعمار والأجناس ومن أي مكان، مشيرة إلى أنها فرحة كبيرة للإمارات أن يلتقي العالم على أرضها، لا سيما أن الحدث جاء مصادفاً لاحتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي للاتحاد.

ونوهت بأن كل دولة مشاركة في «إكسبو» ستعرض جميع اختراعاتها القائمة والابتكارات والمرتبطة بالتقدم التكنولوجي، والذي سيخدم محاور التنمية المستهدفة في الزمن الحاضر وفي المستقبل والمقدرة لـ50 عاماً لا حقة، مشيرة إلى أن الطلبة والباحثين العلميين والشركات التمويلية هم أكثر المستفيدين؛ لأن التعرف لتلك التجارب فيه تنمية للمواهب وتوليد لأفكار بحثية للطلبة والباحثين العلميين، كما أن الشركات التمويلية أو التي لها علاقة يمكن أن تتبنى تلك الابتكارات تجارياً.

وذكرت أن الثقافات لا تترابط إلا بالعادات والفنون والإبداعات الروحية، فجميع الشعوب تتآلف بالأشياء المشتركة فالكل لديه موسيقى، والكل لديه ترنيمات وأغاني، والكل يعرف الهندسيات والألوان، وكل الشعوب لديها تراث وفن.





انفتاح فني

أكدت الشاعرة حمدة المر، أن النجمة الإماراتية الصاعدة ألماس أبهرت الجميع بأدائها الجميل في حفل افتتاح «إكسبو 2020 دبي»، فهذه كانت البداية مع إكسبو، فالمعرض محطة ونقطة إنتاج الكثير من المواهب الشبابية سواء في المجال الثقافي أو الفني.

وقالت إننا سنجد خلال الأيام المقبلة الكثير من الوجوه الجديدة، التي ستظهر على الشاشة وسيكون الفضل إلى إكسبو، مشيرة إلى أن المعرض سيلعب دوراً كبيراً في تلاقي الأفكار والرؤى الثقافية المختلفة عبر فضاءات جمالية تعزز تبادل المعرفة والخبرات، وتسهم في تنمية الكفاءات والمهارات الإماراتية، خصوصاً بما ينسجم مع أولويات المرحلة الجديدة ورؤية الخمسين عاماً المقبلة.

وأضافت: «بتقديري أن المعرض سينجح في توظيف الفن في خدمة المجتمع... كما أعتقد أنه يمكن الاستفادة من كل زاوية في المعرض، لعرض أعمال فنية مختلفة لفنانين مواطنين ومقيمين، وهذا بلا شك يعطي جمالية أكبر للموقع، ويعبر عن الانفتاح الكامل على الثقافة والفن، فضلاً عن كونه يمثل إضافة إلى المشهد الثقافي والفني المحلي والعربي على حد سواء».