ينظم «بيت الهامور» في إكسبو 2020 دبي، حالياً، ورشة فنون «الحياكة والغزل» التي تنعقد بمشاركة عدد من المختصين في هذا النوع من العمل الحرفي، وبحضور زوار الحدث الدولي الذين يتعلمون طريقة الحياكة بالأصابع والكروشيه، وتنفيذ مجموعة من الأشكال الجميلة المستوحاة من الشعاب المرجانية والبيئة البحرية.
يحضر الورشة عدد من رواد بيت الهامور في إكسبو 2020، من مختلف الفئات والأعمار، ليستمتعوا خلالها بتجربة حياكة شيقة باستخدام خيوط «أليزا بافي» التي تتميز بنعومتها وسهولة استخدامها، وسهولة تشكيلها للوحات حياكة تمثل كائنات بحرية؛ مثل نجمة البحر، وفرس البحر، وسمك الهامور، وقناديل البحر، والثعابين البحرية، والأخطبوط، وغيرها من الكائنات البحرية.
طاقة إيجابية
وتمثل الصفوف التدريبية التي تقام في هذه الورشة، التي يتم تنظيمها في الهواء الطلق؛ الجزء الثالث من فعاليات «بيت الهامور» في ساحة الفرص، وهي تأتي ضمن سلسة ورش عمل متنوعة ينظمها استديو «ذا جامجار» بتكليف من إكسبو 2020 دبي.
وتعقد ورشة فنون الحياكة والغزل بمشاركة 6 حرفيات في فن الحياكة والكروشيه؛ من بينهن ماجدة كباريتي، ومي رياض من الأردن، وآفتون ريجينا، وجانكي بانديا من الهند، وغيرهن.
وقالت خبيرة ومعلمة الحياكة من الأردن والمشاركة في الورشة، مي رياض، التي تعلمت هذا الفن عبر موقع «يوتيوب» منذ خمس سنوات، إنها شغوفة بفن الحياكة الذي يمدها بطاقة إيجابية كبيرة، ويشكل العالم الذي تحب أن تنتمي إليه، كونه يحقق لها الراحة والتصالح مع الذات، فهو عالم من الجمال والمتعة والإيجابية.
وأكدت أن هذه الورشة تساعد الناس على الاسترخاء والاستمتاع وتحفيز خيالهم وإبداعهم، فضلاً عن تنمية حسهم الفني في أجواء من الحيوية والمرح، بعيداً عن السلبيات وأجواء التوتر والضغط التي يسببها الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، والجلوس لأوقات طويلة أمام شاشات الهواتف المحمولة.
رسالة تحذير
وعبرت دانشور سينيفارسين، خبيرة ومعلمة فنون الحياكة من الهند والمشاركة في الورشة، عن سعادتها الغامرة وحماسها للمشاركة في إكسبو 2020 دبي، وقالت: «تتميز الحياكة بالأصابع بسهولتها الكبيرة، ما يجعلها مناسبة للزوار من مختلف الفئات والأعمار، كما أنها توفر التسلية والترفيه للمشاركين وتتيح لهم الاحتفاظ بأعمالهم التي ينجزونها خلال الورشة».
وعن الرسالة التي توجهها ورشة فنون الحياكة والغزل، قالت دانشور: «تهدف ورشتنا التي تدور حول الحياة البحرية، إلى توجيه رسالة تحذير تدعو إلى حماية البيئة البحرية والكائنات فيها من المخاطر التي تهدد حياتها، خاصة سمك الهامور الشهير الذي يعد من أهم عناصر الثروة السمكية الإماراتية».
وأشارت إلى التفاعل الكبير من قبل المشاركين من الأطفال والبالغين في الورشة التي توفر لهم أوقاتاً من المتعة والترفيه، والذين عبروا عن سعادتهم بإنتاج أعمال يدوية مميزة بأنفسهم.
ويتناول مشروع «بيت الهامور» الشعاب المرجانية وما تؤويه من كائنات بحرية، خاصة سمك الهامور المعروف في البيئة البحرية الإماراتية، حيث ينقسم المشروع إلى عدة أقسام فنية، تشمل: لوحة جدارية معلقة مصنوعة من الأنسجة قام بها الطلاب باستخدام تقنية الباتيك والأصباغ المستدامة، ومجسم سمكة الهامور المصنوع مما يعرف بـ«شباك الأشباح» شباك الصيد المفقودة والمهملة في البحر للفنانة الأسترالية سو رايان.
برنامج إبداعي
أما الجزء الثالث من المشروع، فيشمل البرنامج الإبداعي الشيق الذي سيتضمن تجارب حياكة يومية وورش عمل مبتكرة يديرها فنانون ومعلمو فنون مقيمون في الدولة، حيث سيتاح للجمهور فرصة المساهمة في ابتكار قطعة فنية تتنامى باستمرار وتجسد الشعاب المرجانية.
وأعلنت «دلسكو» للحلول البيئية، مزود الحلول المتكاملة والشريك الرسمي لإدارة النفايات في إكسبو 2020 دبي، وهي شركة إماراتية محلية تأسست عام 1935، عن دعمها لمشروع بيت الهامور، من خلال تبرعها بتزويده بالمواد التي يتم التخلص منها عبر المخلفات لاستخدامها كألياف زخرفية، والتي يمكن لزوار إكسبو 2020 استخدامها لعمل إضافات على التماثيل الفنية للشعاب المرجانية.
وذكرت «دلسكو» أنها ستزود المشروع بحاويات نفايات خاصة، يعتزم تحويلها إلى «صناديق فنية» تجسد البيئة البحرية، وهي مستوحاة من حركة فنية تسمى «فن الحياكة والغزل» على يد فريق من خبراء الحياكة المقيمين في الإمارات، حيث سيتم كشف النقاب عن حاوية واحدة جديدة كل شهر طوال فترة انعقاد الحدث الدولي.
ويهدف «بيت الهامور» لدعوة المجتمع وتحفيزه على التواصل مع قضايا الاستدامة، من خلال زيارة مقره الذي يسلط الضوء على الشعاب المرجانية الموجودة على ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تُعد موطناً لكثير من أنواع الكائنات الحية، ولا سيما سمك «الأخفس البرتقالي»، المعروف محلياً باسم سمك الهامور.
ويمكن لزوار إكسبو 2020 دبي تعلم الكثير من خلال المشاركة في ورش العمل المتنوعة التي ستُعقد على هامش الحدث، فيما ستُنظم صفوف تدريبية لتعليم فن الحياكة، كما يمكن لزوار بيت الهامور أيضاً الالتقاء بعدد كبير من الفنانين المقيمين في دولة الإمارات، والتعلم منهم خلال حضور جلسات «استحواذ الفنان» التي تعقد من الآن وحتى انتهاء مدة انعقاد الحدث الدولي.