السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«وول ستريت جورنال»: النفط جسر الإمارات للعبور للطاقة المتجددة

«وول ستريت جورنال»: النفط جسر الإمارات للعبور للطاقة المتجددة

مصدر. (رويترز)

تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أكبر دول العالم في تمويل الطاقة النظيفة، وتتجه لأن تصبح مؤثرة في مصادر الطاقة المتجددة كما هو الحال حالياً في النفط، وفقاً لتقرير أعدته «وول ستريت جورنال».

وأشار التقرير إلى أنه عندما وافقت الدول العالمية على تسريع خفض الانبعاثات الكربونية في قمة الأمم المتحدة، في نوفمبر 2021، أعلنت الإمارات تمويل تطوير آلاف الميغاواط من مشاريع الطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم، كما تعهدت -إلى جانب الولايات المتحدة- بمبلغ 400 مليون دولار لتمكين تحول الدول النامية إلى الطاقة النظيفة، وتوفير الكهرباء الخضراء إلى 100 مليون أفريقي في 2035، ووعدت -أيضاً- بجمع 4 مليارات دولار للاستثمار في التقنيات التي من شأنها تحويل أساليب الزراعة وإنتاج الغذاء إلى مقاومة تأثيرات المناخ.

الطاقة النظيفة

وتراهن الإمارات على الطاقة النظيفة، ليس فقط لتنويع اقتصاد البلاد، ولكن لزيادة نفوذها الدبلوماسي، حيث استثمرت «مبادلة» نحو 20 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة منذ أن بدأت الاستثمار في هذا المجال 2006، ووفقاً لشركة الأبحاث Global SWF، فإنه على الرغم من استمرار استثمار الإمارات العربية المتحدة في الأعمال المتعلقة بالنفط والغاز، وكونها لا تزال سابع أكبر منتج للنفط في العالم بحلول نهاية هذا العقد، إلا أنها تسعى لاستثمار وتطوير مشاريع تولد ما يصل إلى 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة في الداخل والخارج، أي أربعة أضعاف انتشارها والتزاماتها الحالية، ولتحقيق هذا الهدف، تعمل الحكومة الآن على التكامل بين «أدنوك» و«مبادلة» بالإضافة إلى «مصدر» لتعزيز الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، وهو الأمر الذي من شأنه تحقيق هدف «صفر انبعاثات» في 2050.

جسر.. النفط والغاز

وأمام هذه المساعي من الحكومة الإماراتية، قال ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الدكتور سلطان الجابر «إن التغيير لا يمكن معالجته إلا جنباً إلى جنب مع منتجي الهيدروكربونات الذين يساعدون في إدارة الانتقال العالمي نحو الطاقة النظيفة». وأضاف «لا يمكننا الاستمرار في النظر إلى النفط والغاز على أنهما تحدٍ»، ويشاركه الرأي الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية «أدنوك» ورئيس مجلس إدارة «مصدر»، مؤكدين على أنه يجب أن يُنظر إلى «النفط والغاز» على أنه الجسر، ويشاركهما -أيضاً- وجهة نظر مبعوث المناخ الأمريكي، جون كيري، الذي قام منذ توليه منصبه في عام 2020، بزيارة الإمارات العربية المتحدة، مرتين لتسريع أهداف خفض الانبعاثات.

وتريد الولايات المتحدة، استخدام الخبرات الإماراتية في مجال الطاقة لتشجيع الآخرين على الاستثمار فيها، حيث قال مسؤول حكومي أمريكي رفيع المستوى إن تحويل دولة نفطية اقتصاداتها إلى طاقة نظيفة يدل على قبولها للواقع، وإن «الحاجة إلى البناء من أجل الانتقال هي رسالة مهمة لبقية العالم»، وقال «كيري» الشهر الماضي في المنتدى الاقتصادي العالمي، إن الإمارات العربية المتحدة، تبذل جهوداً لوضع نفسها في قلب التحول العالمي للطاقة، ودعم سياسة إدارة بايدن المهمة في هذا المجال.

صداقة دبلوماسية

وعلى مدى السنوات الست من 2016 حتى العام الماضي، استثمرت «مبادلة» 9.5 مليار دولار في 16 شركة مرتبطة بالنفط والغاز.

ووفقاً للاستثمارات العالمية من قبل صناديق الثروة السيادية الإماراتية في الاستثمارات في هذا المجال، فقد تجاوزت الصفقات الخضراء في كل من السنوات الست الماضية، وعلى الصعيد العالمي، استثمرت الحكومة الإماراتية بما في ذلك صناديق الثروة السيادية وصناديق التقاعد العامة، في صفقات الغاز والنفط ثلاثة أضعاف ما استثمره العام الماضي في الصفقات الخضراء.

ولا يزال استثمار الإمارات العربية المتحدة في مصادر الطاقة المتجددة يسعى لكسب الأصدقاء دبلوماسياً من خلال مساعدتهم في تحقيق أهدافهم المناخية، والاعتراف بوجود فرصة لكسب المال من قطاع متنامٍ، وفقاً لروبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات «قمر إنرجي».

في وقت سابق من هذا الشهر، وقعت شركة «مصدر» اتفاقية مع أذربيجان لتطوير 4000 ميغاواط من طاقة الرياح البرية والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، عبر العديد من المشاريع، مع الحق في تطوير 6000 إضافية في مايو، كما زار سلطان الجابر الهند حيث وافق الإماراتيون على دعم طموح هذا البلد في تحقيق 450 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

وفي أبريل، قالت «مصدر» إنها ستكشف فرصاً متجددة مع حكومة قيرغيزستان، في أعقاب الاتفاقات المبرمة في السنوات الأخيرة مع العراق والمغرب وأرمينيا، وبدأت «مصدر» في مشروع مشترك مع شركة محلية في بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 145 ميغاواط، لتوفير الكهرباء.

في بداية 2020، أعلنت «مصدر» عن توقيع اتفاقية شراء طاقة مع شركة الكهرباء الحكومية في إندونيسيا «بيروساهان ليستريك نيجارا»، لإنشاء أول محطة للطاقة الشمسية العائمة في البلاد حيث يمدّ 50 ألف منزل بالطاقة، ويتفادى إطلاق 214 ألف طنّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما سيسهم في توفير ما يصل إلى 800 وظيفة خلال مرحلتي الانشاء والتشغيل.

وفي نوفمبر، توسطت الولايات المتحدة والإمارات، لإبرام اتفاق مبدئي بين الأردن وإسرائيل، بحيث تزود الأردن إسرائيل بالكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في موقع أردني مخطط له بتمويل وتطوير من «مصدر»، في المقابل تمد إسرائيل الأردن بالمياه من خلال تحلية المياه، كنوع من التعاون الإقليمي البناء.