الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ثورة الغاز المتجدد تلوح في الأفق

ثورة الغاز المتجدد تلوح في الأفق

شركات الطاقة تسعى إلى تطوير مجموعة متنوعة من مشاريع الطاقة المتجددة

رغم توجُّه صانعي السيارات وشركات الطاقة الكبرى إلى الهيدروجين الأخضر، يوجد القليلُ من الوعي العام بالتحوُّل المحتمَل من الغاز الطبيعي إلى الهيدروجين وبدائلَ أخرى. لذا انتشر في أستراليا مؤخَّراً إعلانٌ يروِّج لمستقبل «الغاز المتجدد»، في محاولةٍ لرفع مستوى المعرفة العامة بمشاريع الطاقة الخضراء الجديدة التي ستغيِّر استخدامنا للطاقة المنزلية، إذ يأمل مزوِّدو الطاقة أن يرحِّب المستهلكون بمصادر جديدة للطاقة في منازلهم، حيث يبيِّن الإعلان للمستهلكين أنَّ كهرباء الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ربما لا تكون الخيار المتجدد الوحيد في العقود المقبلة.

الاستثمار في تكنولوجيات احتجاز الكربون وتخزينه

تسعى العديد من الحكومات حول العالم إلى تحقيق صافي صفر من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050، وتضغط على شركات الطاقة لتحقيق الهدف نفسه، ما دفع شركات النفط والغاز إلى الاستثمار في تكنولوجيات احتجاز الكربون وتخزينه، إلى جانب تشغيل عملياتها بالكهرباء والاستثمار بكثافة في مشاريع الطاقة المتجددة للاستعاضة عن أنشطة الوقود الأحفوري.

تعدُّ شركة «إيه جي آي جي» الأسترالية لتوزيع الغاز من الشركات التي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، حيث ذكرت كريستين رامان، المدير العام التنفيذي لقسم الناس والاستراتيجيات في الشركة «نظام الطاقة الأسترالي يعتمد على مصادر متنوعة للطاقة، مثل الغاز الطبيعي والوقود السائل (البنزين والديزل)، ويُستخدم فيه الغاز الطبيعي المسال بما يزيد على ضعف الطاقة التي توفرها الكهرباء، لذا من المهم الاستمرار في استخدام مصادر متنوعة للطاقة مع التحرك نحو صافي صفر من الانبعاثات».

يُذكر أنَّ حماس شركات الطاقة في أوروبا حول الهيدروجين الأخضر زاد في الآونة الأخيرة، مع استثمار العديد من شركات النفط والغاز الكبرى في الهيدروجين من خلال تطوير مصانع «الغيغا» التي تصنع بطاريات للسيارات الكهربائية على نطاق واسع.

الهيدروجين يشقَّ طريقه للمنازل لأغراض الطهي

يُنتج الهيدروجين الأزرق أو الرمادي من الغاز الطبيعي، في حين يعتمد الهيدروجين الأخضر على استخدام الطاقة المتجددة لتقسيم المياه إلى هيدروجين وأكسجين لإنتاج وقود الهيدروجين الخالي من الكربون، لذلك تتوقَّع العديد من شركات صناعة السيارات استخدامَ الهيدروجين الأخضر في سيارات خلايا الوقود بديلاً للمركبات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية، ما يسرِّع عملية تزويد السيارات بالوقود، ويمدد نطاقاتها، لكنَّ الهيدروجين يمكن أن يشقَّ طريقه إلى المنازل لأغراض الطهي مع توسُّع الإنتاج تدريجياً حول العالم.

في الوقت نفسه، فإنَّ الميثان الحيوي (المعروف باسم الغاز المتجدد) يعدُّ مصدراً شبه نقي للميثان المنتَج إمَّا عن طريق «رفع مستوى» الغاز الحيوي بإزالة ثنائي أكسيد الكربون وملوثات أخرى، أو عن طريق تحويل الكتلة الحيوية الصلبة إلى غاز لإنتاج الميثان، كما يمكن إنتاج الميثان الحيوي باستخدام مواد وسيطة، مثل بقايا المحاصيل أو السماد الحيواني أو النفايات البلدية الصلبة أو النفايات الصناعية أو حمأة مياه الصرف الصحي.

مشاريع تنمية خالية من الكربون

مع زيادة شركات الطاقة لاستثماراتها في مشاريع التنمية الخالية من الكربون، من المهم أن تسعى هذه الشركات لإنشاء سوق للمستهلكين الذين سيتبنَّون مصادر الطاقة الجديدة بمجرد إتاحتها، علماً أنَّه يوجد في أستراليا بعض المشاريع التجريبية للغاز المتجدِّد، حيث إنَّ مشروع «حديقة الهيدروجين» جنوب أستراليا يزوِّد نحو 700 منزل بالغاز المتجدد، ويخطط لتوسيع نطاقه، يمكن أن يقدِّم الهيدروجين والميثان الحيوي حلولاً أرخص بكثير من الكهرباء، إذ لا يتطلب ذلك تحديثَ البنية التحتية الكهربائية، مثل الأعمدة والأسلاك والبطاريات.

ورغم إمكانية استخدام الميثان الحيوي في مواقد الطهي الموجودة لدى الناس، لا يتطلَّب ذلك تحديث الأجهزة أو تغييرها لاستيعاب وقود الهيدروجين الأخضر، لكن سيتعيَّن على شركات الطاقة الاستمرار في تطوير مرافق الإنتاج لنشر الهيدروجين الأخضر وغاز الميثان الحيوي، فرغم وجود مواد وسيطة كافية لتعزيز إنتاج الميثان الحيوي، لا توجد في الوقت الحاضر محطاتٌ تشغيلية كافية لإنتاج الغاز للاستهلاك الوطني.

ومع ذلك، تشير شركة تشغيل شبكة الغاز الأسترالية «جيمينا» إلى وجود «إجماعٍ واسعٍ على إمكانية دمج نحو 20% من الميثان الحيوي و20% من الهيدروجين بحلول عام 2030 عبر شبكة الغاز». علماً أنَّ الحكومات وشركات الطاقة حول العالم تسعى إلى تطوير مجموعة متنوعة من مشاريع الطاقة المتجددة التي تتجاوز الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لضمان إنتاجٍ مستقر وموثوق للطاقة المتجددة بالتزامن مع انتقال العالم من الوقود الأحفوري إلى بدائل أكثر مراعاة للبيئة.

لذا يمكننا توقُّع المزيد من الحملات التسويقية عبر العديد من البلدان في السنوات القادمة، ما يزيد وعيَ المستهلكين حول مجموعة متنوعة من مصادر الطاقة البديلة بالتزامن مع بدء الشركات في تطوير أسواق الطاقة الخضراء الخاصة بها.