الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أمريكا اللاتينية تعزز استثماراتها في مزارع الرياح البحرية

أمريكا اللاتينية تعزز استثماراتها في مزارع الرياح البحرية

مزارع الرياح البحرية - صورة من (epa)

بعد 3 عقود من تركيب أول مزرعة رياح بحرية في العالم، بدأت أمريكا اللاتينية مؤخراً، الاهتمام بتلك الطاقة الجديدة، وفقاً لتقرير نشره موقع (evwind) الإسباني المتخصص في مجال طاقة الرياح. ولفت التقرير إلى أن مشروعات مزارع الرياح البحرية، تحتاج إلى استثمارات كبيرة، كما أنها تواجه تحديات ضخمة، إلّا أنها تستطيع توليد طاقة كبيرة، وتتميز بالثبات مقارنة بمزارع الرياح على اليابسة. وتأتي أهمية اللجوء إلى مزارع الرياح بشكل عام، والبحرية على وجه الخصوص، في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز بعد الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا؛ ما دفع دول العالم للبحث عن بدائل للطاقة أقل تكلفة وأكثر استقراراً.

وخلال العقد الماضي، قطعت مزارع الرياح البحرية خطوات كبيرة للأمام، بعد تدشين الدانمارك أول توربينة رياح بحرية في عام 1991، ومنذ ذلك الوقت، وفّرت مزارع الرياح البحرية نحو 56 غيغاوات من الطاقة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا والصين.

مزارع الرياح البحرية والبرية

وكانت البرازيل وكولومبيا، قد اتخذت الخطوات الأُولى في مجال مزارع الرياح البحرية التي تُعدُّ مصدراً للطاقة النظيفة والمتجددة. ونقل التقرير عن خبيرة الرياح البحرية، إنغريد باتشيكو سيلفيرا قولها «توربينات البحرية تستفيد من عدم وجود حواجز مثل مزارع الرياح البرية، وتدور بشكل أسرع؛ وبالتالي تتمكن من توليد الطاقة بطريقة تتميز بأنها أكثر ثباتاً، مقارنة بمزارع الرياح البرية أو ألواح الطاقة الشمسية». وأوضح برنامج المساعدة في إدارة قطاع الطاقة، أن 25% من إمكانات الرياح البحرية في العالم، تقع في مياه الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، ما يعكس أهمية اللجوء إليها لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وشهدت صناعة الرياح البحرية تقدماً كبيراً خلال العقد الماضي، وخاصة في الصين ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ففي العام الماضي 2021، سجلت صناعة الرياح رقماً قياسياً لطاقة الرياح البحرية، وأضافت 21 غيغاوات في جميع أنحاء العالم. ولفت التقرير إلى أن هذا التقدم يرجع إلى انخفاض التكاليف وزيادة حجم التوربينات، وفقاً لعالم المحيطات في مختبر الهندسة والعمليات الساحلية في المعهد الهندسي للمكسيك، الدكتور كريستيان أبينديني، الذي قال «تتميز مزارع الرياح بأنها ذات قدرة تنافسية من حيث التكلفة في الوقت الحالي، ولذلك تخطط بعض الحكومات للاعتماد عليها ضمن مزيج الطاقة الخالية من الكربون».

قدرات كبيرة بأمريكا اللاتينية

وأكّد التقرير أن هناك إمكانات ضخمة وموارد غير مستغلة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث يقدر البنك الدولي تلك الإمكانات بأنها تقترب من 8 آلاف غيغاوات في مياه تلك المنطقة. وتُعدُّ البرازيل وكولومبيا الأكثر تقدماً في تبنّي تشريعات مزارع الرياح البحرية، حيث تتبنّي البرازيل أكثر من 130 غيغاوات من طاقة الرياح البحرية من خلال 55 مشروعاً، وتحتل البرازيل صدارة سوق طاقة الرياح البرية في أمريكا اللاتينية، وتليها المكسيك وتشيلي والأرجنتين. أما كولومبيا، فقد أوضح وزير الطاقة الكولومبي دييغو ميسا بويو «سيتم إحراز تقدم؛ ما يجعل من الممكن الاستفادة من إمكانات 50 غيغاوات، وهو يعادل 3 أضعاف السعة الحالية (17.7 غيغاوات) التي تمتلكها الدولة بأكملها في الوقت الحالي». وأضاف «هذه التكنولوجيا لا تولد غازات الاحتباس الحراري، لكنها تحتاج إلى استثمارات ضخمة، فالمشروعات الحالية في كولومبيا خلال 3- 4 سنوات تحتاج إلى استثمارات تناهز مليار دولار».

احتياجات كبيرة

وتتطلب مزارع الرياح البحرية تكنولوجيا متقدمة، بخلاف وجود العديد من التحديات والصعوبات في بنائها وتركيبها وصيانتها، ويحتاج إنشاء مزرعة رياح بحرية إلى الحصول على موافقات شاملة ودراسات عديدة حول العديد من الأمور مثل خطوط الملاحة والحيوانات البحرية وغيرها.