الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«فايننشيال تايمز»: صناعة السيارات تواجه معركة شرسة على الليثيوم حتى 2030

«فايننشيال تايمز»: صناعة السيارات تواجه معركة شرسة على الليثيوم حتى 2030

رويترز.

تواجه شركات صناعة السيارات معركة لبقية العقد لتأمين الليثيوم اللازم للمساعدة في تشغيل ثورة السيارات الكهربائية، حيث يهدد الطلب بإرباك العرض، كما حذر أحد أكبر منتجي المعدن، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز».

ووضع استخدام الليثيوم في بطاريات السيارات الكهربائية المواد الخام في قلب المنافسة العالمية التي جعلت أكبر شركات صناعة السيارات في العالم في مواجهة بعضها البعض وجذبت الحكومات في الوقت الذي تتسابق فيه جميعها لزيادة وحماية العرض.

واستثمرت شركات صناعة السيارات التي تراوح من «ستيلانتيس» إلى «بي إم دبليو»، هذا العام، في شركات الليثيوم الناشئة، ما يؤكد الضغط الذي تواجهه الصناعة مع تحول المزيد من العالم إلى السيارات الكهربائية.

وفي الأسبوع الماضي، قالت «جنرال موتورز» إنها ستدفع لشركة «ليفنت»، وهي منتج آخر، 200 مليون دولار مقدماً لتأمين المواد الخام. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ألبيمارل» أكبر منتج لليثيوم المتداول علناً، كينت ماسترز، إن السوق ستظل ضيقة على الرغم من الجهود المبذولة لإطلاق المزيد من المعدن.

وقال ماسترز عن التحدي الذي يواجه الصناعة: «إنه منهجي لفترة طويلة جداً من الزمن، لمدة سبع إلى ثماني سنوات، تظل ضيقة جداً». وتأتي التوقعات من «ألبيمارل»، التي تتخذ من شارلوت بولاية نورث كارولينا مقراً لها، والتي تعتبر «تسلا» وغيرها من شركات صناعة السيارات الكبرى عملاء لها، بعد ارتفاع أكثر من ثمانية أضعاف في أسعار مركبات الليثيوم منذ بداية عام 2020.

وفي حين أن السعر قد استقر بالقرب من مستوى قياسي بلغ 70 ألف دولار للطن في أبريل، فإن استخدام الليثيوم في البطاريات سمح له بالهروب من الانخفاض الناجم عن الركود الذي أصاب العديد من السلع الأخرى في الأشهر الأخيرة.

ومن خلال ركوب السوق الساخنة، رفعت «ألبيمارل» توقعاتها للأرباح 3 مرات هذا العام، وتتوقع أن تكون قادرة على زيادة إنتاجها وتحويل التدفق النقدي إيجابياً بشكل أسرع من المتوقع.

ومع ذلك، فإن بعض البنوك ودور الأبحاث أقل تفاؤلاً بشأن احتمالات أسعار الليثيوم، حيث يشير المحللون في بنك «غولدمان ساكس» إلى التطورات التكنولوجية التي يمكن أن تنتج المزيد من المعروض في غضون عامين.

ويمكن استخلاص الليثيوم، وهو مادة أساسية في البطاريات الكهربائية جنباً إلى جنب مع النيكل والكوبالت، من المحلول الملحي والصخور الصلبة والطين، وتعد إحدى التقنيات التي يراهن البعض عليها هي استخراج الليثيوم المباشر، وهي تقنية تزيل المعدن من المحلول الملحي دون الاعتماد على التبخر.

لكن رئيس قسم الليثيوم في «ألبيمارل»، إريك نوريس، قال إن الآمال في اندفاع العرض بالغت في تقدير قدرة المنتجين على مواءمة الطلب من شركات صناعة السيارات الذي أصبح «أوسع وأعمق وأكثر يقيناً». وقال «نوريس»: «إن القدرة على تنفيذ المشاريع الرأسمالية ليست مقيدة على نطاق واسع»، مضيفاً أن شركات الليثيوم قدمت تاريخياً إنتاجاً أقل بنسبة 25% مما وعدت به في عام معين بسبب التأخيرات المزمنة والحوادث التقنية.

وعادة ما تستغرق مشاريع تعدين الليثيوم ما بين 6 و19 عاماً من دراسة الجدوى الأولية إلى الإنتاج الفعلي، وهي الأطول بين أي من التقنيات المستخدمة في البطاريات الكهربائية، وفقاً لتقرير صدر الشهر الماضي من وكالة الطاقة الدولية.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن العالم بحاجة إلى 60 منجماً آخر لليثيوم بحلول عام 2030 لتلبية جميع خطط إزالة الكربون والمركبات الكهربائية للحكومات الوطنية.

وكانت ندرة رقائق أشباه الموصلات هي العائق الرئيسي لشركات السيارات على مدى الـ18 شهراً الماضية، ولكن مع زيادة طموحاتهم في مجال السيارات الكهربائية، أصبح تأمين الليثيوم مصدر قلق متزايداً.