تؤثر أزمة الطاقة على أغلب دول العالم، إلا أن ذلك التأثير يعد كبيراً على اليابان، والتي تعتمد على الاستيراد من الخارج، لتوفير احتياجاتها من مصادر الطاقة، الأمر الذي دفعها إلى اعتماد استراتيجية عاجلة للتعامل مع ارتفاع أسعار مصادر الطاقة، تعتمد على مطالبة المواطنين بترشيد استهلاك الطاقة، وكذلك التوسع في الطاقة النووية، بحسب تقرير نشره موقع «المنتدى الاقتصادي الدولي»، الاثنين.
وأوضح التقرير أن أزمة الطاقة العالمية تؤثر على كل شيء، بداية من أنشطة حياتنا اليومية، إلى عمل الشركات، وهناك مخاوف متزايدة في اليابان، تجاه أمن الطاقة، خلال فصل الشتاء، ما دفع الحكومة اليابانية إلى أن تطلب من الأسر والشركات، في جميع أنحاء البلاد، إلى ترشيد الكهرباء بداية من الأول من ديسمبر وحتى 31 مارس من العام المقبل، وهذه هي المرة الأولى منذ 7 سنوات التي تطالب فيها الحكومة اليابانية المواطنين، بالحفاظ على الكهرباء خلال ذروة الطلب في فصل الشتاء.
وتستعد الحكومة اليابانية لاحتمال زيادة الطلب على الطاقة، بسبب انخفاض درجة الحرارة، أو انخفاض القدرة على توريد مصادر الطاقة، أو وجود مشكلات في المعروض من الغاز الطبيعي المسال (LNG)، والذي يستخدم كوقود لمحطات الطاقة الحرارية.
وتعرضت اليابان لمشكلات متصاعدة، مع ارتفاع أسعار الطاقة، بعد الحرب في أوكرانيا، نظراً لأن اليابان تعتمد على الواردات لتلبية غالبية مواردها من الطاقة، وبحسب وكالة الموارد الطبيعية والطاقة اليابانية، فإن نسبة الاكتفاء الذاتي من الطاقة في اليابان للسنة المالية 2019، لا تتعدى 12.1% فقط.
وتطالب الحكومة اليابانية من المواطنين والشركات ترشيد استهلاك الكهرباء، وطرحت برنامجاً يهدف لتشجيع المستخدمين على ترشيد الكهرباء، يمنحهم بعض النقاط والتي تفيديهم في خفض فواتير الكهرباء.
كما أطلقت وكالة الموارد الطبيعية والطاقة، موقعاً إلكترونياً يهدف لتوفير الطاقة، ويقدم للأسر والشركات، طرقاً لتوفير الكهرباء.
وعلى صعيد موازٍ، أعلنت الحكومة اليابانية زيادة الاعتماد على الطاقة من المفاعلات النووية، حيث ستقوم الحكومة بتشغيل 9 محطات للطاقة النووية خلال الشتاء الحالي ما يوفر حوالي 10% من احتياجات البلاد من الطاقة، وتحقق تلك المفاعلات شروط ومعايير السلامة من الزلازل وموجات تسونامي، ومكافحة الإرهاب.