الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مهارات ومهن لن ينجح الذكاء الاصطناعي فيها مستقبلاً

تتغير طبيعة العمل في عالم التكنولوجيا فائق التسارع، ففي العقود القليلة الماضية، غيَّرت أجهزة الكمبيوتر والروبوتات والأتمتة، طبيعةَ وأدوار معظم الوظائف، إذ تحفِّز الأتمتة والذكاء الاصطناعي ثورةً جديدة عبر تحويل الوظائف في جميع القطاعات، فقد أظهرت بعض الدراسات أنَّ نحو ربع الوظائف حول العالم معرضةٌ لخطر التشغيل الآلي.

يثير هذا التوجه المتصاعد قلق الناس بشأن أمنهم الوظيفي، إذ يرى أرجون جولي، مدير شركة «أثينا إكسيكيوتيف سيرتش آند كونسولتينغ»، أنَّ «زيادة تبنِّي الأتمتة والذكاء الاصطناعي تثير الشكوك حول تغيُّر الأدوار والتخلي عن المهارات البشرية، لذا يجب استخدامهما لتطوير الأدوار الوظيفية وتعزيز جهود الموظفين».

ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أنَّ الأتمتة لن تقضي بالضرورة على الوظائف، بل ستحولها عبر تولِّي المهام البسيطة والروتينية، ما سيساعد الأشخاصَ على الانتقال إلى المناصب التي تتطلَّب المزيد من المهارات الشخصية.

نستعرض في ما يلي بعض المهارات والمهن التي لا يمكن أن تستبدلها الأتمتة بسهولة، وفقاً لمقالة نشرها موقع "ذي إكونوميك تايمز" مؤخَّراً.

وظائف القرار

لن تستبدل الأتمتةُ في أيِّ وقتٍ قريب الوظائفَ التي تنطوي على مستويات عالية من التفاعل البشري أو التفسير الاستراتيجي أو اتخاذ القرارات الحاسمة أو المهارات المتخصصة أو الخبرة الموضوعية، مثل المحامين والأدوار القيادية والمهنيين الطبيين وممارسي الرعاية الصحية ومهنيي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية.

أشار جولي إلى إمكانية «أتمتة أغلب أجزاء عملية التعاقد، ولكنه أكَّد ضرورة الاعتماد على التدخل البشري لتقديم الحجج وإقامة العلاقات الاجتماعية في مرحلة التفاوض والعثور على الفروق الدقيقة في البيانات، بدلاً من الاعتماد على البيانات والخوارزميات بشكل مباشر».

الموارد البشرية وإدارة العلاقات

في حين أنَّ «أليكسا» أو «سيري» تبرعان في اتِّباع جميع الاتجاهات، إلاَّ أنهما لا تستطيعان فهم الشعور الحقيقي، حتى التكنولوجيا الأكثر تقدماً لن تكون قادرة أبداً على فهم عواطفنا والاستجابة بالطريقة التي يتقنها الإنسان، سواء أكان قائد فريق يساعد الموظفين خلال وقت عصيب أو مدير حسابات العملاء، فلا غنى عن فهم العواطف لإنجاز تلك الوظائف.

كما ذكر روبالي كول من شركة «مارشينغ شيب»، أنَّ «الأتمتة ستستمر في تولي المزيد من الوظائف التشغيلية، مثل كشوف المرتبات وتصفية طلبات الوظائف وغيرها، لكنَّ اللمسة البشرية ستبقى حاضرة حين يتعلَّق الأمر بالموارد البشرية».

الرعاية الصحية

تؤدي الأتمتة دوراً مهماً أيضاً في قطاع الرعاية الصحية، لكن لا بدَّ أن تعمل جنباً إلى جنب مع الأطباء والجراحين والممرضات للتشخيص والعلاج.

أفاد نيلش جاهاجيردار، نائب رئيس قسم التسويق في «إكس كيوب لابس»، بأنَّ الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحلَّ محلَّ علماء النفس ومقدِّمي الرعاية للأطفال ومعظم المهندسين ومديري الموارد البشرية واستراتيجيي التسويق والمحامين في أي وقت في المستقبل القريب.

التفكير الاستراتيجي والنقدي

يمكن للأتمتة استبدال أو تبسيط عملية تنفيذ المهام، ولكنها لا يمكن أن تقدِّم استراتيجية شاملة تجعل كل مهمة ذات صلة، فحتى مع اتجاه العالم نحو الرقمنة والأتمتة، تظلُّ القدرة على فهم السياق والتعقيدات قبل تقديم الحلول أمراً لا بديل عنه.

بغضِّ النظر عن القطاع، فإنَّ الأدوار التي تتطلب تفكيراً استراتيجياً سيقوم بها البشر دوماً.. لذلك، فإنَّ وظائف مثل مهندسي الحلول المعمارية والمصممين والمهنيين الذين يقدمون خدمات الضيافة والمستشارين الذين لديهم القدرة على دمج الأنظمة والعمليات ستظل مطلوبة، حيث ترى روشيكا غودا، مديرة العمليات في شركة «أدفايا»، أنَّ «المهارات القائمة على القدرة على توفير تجارب عملاء فائقة ستكون مهارات المستقبل».

الإبداع

لا يمكن لمعظم أجهزة الكمبيوتر الذكية أو الروبوتات الرسمُ مثل بيكاسو وابتكار الموسيقى مثل موزارت، إذ يرى روبالي كول أنَّ «الأتمتة مبرمَجةٌ ولا يمكنها تكرار الإبداع العفوي الذي يتطلَّب الخيال والحلم والإلهام الجماعي الذي يتميَّز به البشر».

كما يرى جاهاجيردار أنَّه «في حين تجعل التقنيات الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي، بعضَ الوظائف الروتينية زائدة عن الحاجة، توجد بعض الوظائف التي لا يمكن استبدالها نظراً للتعقيدات التي تنطوي عليها»، لذلك يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينجز المهام الروتينية فقط في الوقت الحالي.