السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ارتفاع أسعار السلع وقوة الطلب يرفعان أسعار السيارات الكهربائية

ارتفاع أسعار السلع وقوة الطلب يرفعان أسعار السيارات الكهربائية

تدفع أسعار البنزين المرتفعة المزيد من الناس إلى التفكير في شراء سيارة كهربائية، ولكن من المرجح أن يواجه متسوقو السيارات صدمة في الوكالة أيضاً.

ورفعت شركات تصنيع السيارات أسعار السيارات الكهربائية، وذلك لتعويض الكلفة الباهظة للمواد المستخدمة في تصنيعها، بالإضافة إلى الإقبال القوي للمستهلكين على السيارات الكهربائية بعد ارتفاع أسعار الوقود.

وذكر تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، قامت كل من شركة تسلا وفورد وجنرال موتورز وريفيان ولوسد موتورز برفع أسعار بعض أنواع المركبات الكهربائية.

وخلال الأسبوع الماضي، رفعت جنرال موتورز أسعار الشاحنات الكهربائية طراز جي إم سي بمعدل 6250 دولاراً أمريكياً، حيث باتت تُراوح الآن من 85 ألفاً إلى 105 آلاف دولار أمريكي، مبررة ذلك بارتفاع تكاليف السلع والخدمات اللوجستية.

كما رفعت شركة تسلا هذا العام أسعارها 3 مرات لسيارتها من طراز SUV والتي تعد الأكثر مبيعاً، ورفعت السعر بنحو 9% ليصل الآن إلى 69 ألف دولار أمريكي وفقاً لـBernstein Research.

وبشكل عام ارتفع متوسط أسعار السيارات الكهربائية في أمريكا في مايو بنسبة 22% عن العام السابق، ليبلغ نحو 54 ألف دولار وفقاً لشركة جي بي باور. وبالمقارنة، ارتفع متوسط سعر محركات الاحتراق الداخلي بنسبة 14% في تلك الفترة ليصل إلى نحو 44400 دولار.

وتقول الشركات إنها تحاول تعويض الارتفاع الأخير في أسعار المواد الخام التي تدخل في تصنيع البطاريات لتشغيل السيارات الكهربائية، والتي تعد أغلى مكون في السيارة الكهربائية.

وتضاعفت أسعار الليثيوم والنيكل والكوبالت منذ انتشار جائحة كورونا، وفقاً للبيانات.

وقال جون لولر المدير المالي لشركة فورد الأسبوع الماضي، إن ارتفاع نفقات السلع الكهربائية قضى على هامش الربع في سيارة فورد من طراز Mach-E SUV، مشيراً إلى أن فورد رفعت الأسعار في محاولة لتعويض تضخم الكلفة.

وتتسارع شركات صناعة السيارات الكبرى لطرح مجموعة من السيارات الكهربائية، بدافع الالتزام بمكافحة ظاهرة التغير المناخي.

وتضاعف حجم الأموال التي خصصتها صناعة السيارات لتطوير السيارات الكهربائية خلال العامين الماضيين، بحسب بيانات AlixPartners، ومن المتوقع ان تنفق الشركات 526 مليار دولار للتحويل إلى إنتاج المركبات الكهربائية حتى عام 2026.

ويقول المحللون إن ارتفاع أسعار المواد الخام قد يعقّد من جهود التحول، حيث إن أرباح الشركات من المركبات الكهربائية تعد صغيرة مقارنة بالسيارات التي تعمل بالوقود، وذلك بسبب ارتفاع كلفة البطاريات الكبيرة التي تقوم بتشغيل المركبات لتبلغ نحو ثلث الكلفة الإجمالية للسيارة.

وتحتاج شركات السيارات إلى العمل عن كثب مع منتجي المواد خاصة شركات تعدين الليثيوم والكوبالت لضمان الإمدادات والتكاليف.

وقال المسؤولون التنفيذيون إن الطلب على النماذج التي تصل السوق الآن كان أقوى مما توقعته العديد من الشركات عندما وضعت خطط التسعير الخاصة بها قبل بضع سنوات، وقامت بعض المركبات الكهربائية الجديدة بتجميع عشرات الآلاف من الحجوزات وقوائم الانتظار الممتدة لسنوات.

وأوضح جيم فارلي الرئيس التنفيذي لشركة فورد للمحللين في أبريل الماضي، أن الطلب على السيارات الكهربائية في الوقت الحالي قوي للغاية في شركة فورد، موضحاً أنه لا تزال هناك فرصة للتسعير.

ورفعت شركة ريفيان أسعار بعض الموديلات في مارس بنحو 20%، بينما ابتعدت جنرال موتورز عن هذا الاتجاه هذا الشهر بخفض سعر سيارة شيفرولية بول في الولايات المتحدة بنحو 6000 دولار، لتصل إلى نحو 27 ألف دولار لتصبح من بين أقل السيارات الكهربائية كلفة في السوق.

وتدفع أسعار الوقود المرتفعة المستهلكين للاهتمام بالمركبات الكهربائية، وأظهر مسح حديث أجراه موقع TrueCar للسيارات، أن أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أكثر ميلاً إلى التفكير في سيارة كهربائية بسبب ارتفاع الأسعار.

وشكلت مبيعات السيارات الكهربائية في الأشهر الأخيرة نحو 5% من إجمالي المبيعات في أمريكا، ومن غير الواضح فيما إذا كانت شركات السيارات ستقوم بخفض سياراتها الكهربائية الحالية في حال انخفضت أسعار السلع.