الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هبوط أسعار النحاس لأدنى مستوى في عامين يغذي توقعات الركود

هبوط أسعار النحاس لأدنى مستوى في عامين يغذي توقعات الركود

مؤشرات انزلاق أسعار النحاس تزيد من القلق بشأن الركود

انخفضت أسعار النحاس إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من عامين، مع تزايد مخاوف المستثمرين بشأن التباطؤ الاقتصادي.

وأنهت عقود النحاس الآجلة الأكثر تداولاً يوم الأربعاء عند 3.408 دولارات للرطل، وهي أدنى تسوية لها منذ نوفمبر 2020.

ويتجه النحاس، المستخدم في كل شيء من البناء إلى الإلكترونيات، للانخفاض لمدة خمسة أسابيع متتالية.

وراء الانخفاض، هناك مخاوف بشأن تباطؤ الطلب؛ حيث يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، إضافة إلى الانتعاش البطيء في الصين -المستخدم الرئيسي بسبب إغلاق «كوفيد-19».

ووفق تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» يُطلق أحياناً على النحاس، الذي يتسم بالحساسية تجاه التوقعات الصناعية على مستوى العالم، اسم دكتور كوبر؛ نظراً لاستخدامه كمقياس للتعافي الاقتصادي.



الاتجاه الهبوطي

وشهدت الفترة الأخيرة تخلص العديد من المستثمرين من الرهانات على النحاس، فيما تحولت صناديق التحوط والمضاربون إلى الاتجاه الهبوطي الصافي، مع وجود المزيد من الرهانات على أسعار النحاس المنخفضة أكثر من المكاسب.

أدى ذلك إلى دفع صافي المراكز إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عامين، وفقاً لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة التي تتعقب العقود الآجلة والخيارات خلال الأسبوع المنتهي في 28 يونيو.

ووصل النحاس إلى مستويات قياسية في وقت سابق من هذا العام لأسباب من بينها مخاوف الإمدادات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا، منتج المعادن. وتراجع النحاس منذ ذلك الحين بنحو 30%.

وأثرت مخاوف الركود المتزايد مؤخراً على الأسهم والسندات والسلع، فيما أدى الانتعاش المضطرب في الصين إلى جعل الاقتصاديين متشائمين بشأن اقتصادها، في ضوء الخلفية العالمية المظلمة، وخطر تجدد تفشي «كوفيد-19».



الطلب الصيني

من جانبه، قال رئيس السلع ومدير المحفظة في شركة إدارة الأصول DWS، داروي كونغ: «لا نتوقع تحسن توقعات المعادن الأساسية -بما في ذلك النحاس- حتى نرى تغييراً في الطلب الصيني».

ويتوقع المحللون أن يمدد النحاس تراجعه لينهي العام، مع رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ ثمانينيات القرن الماضي لترويض التضخم، ويزيد التأثير المستمر لعمليات الإغلاق والقيود على السفر في الصين من المشاكل الاقتصادية.

تمثل الصين أكبر مشترٍ للسلع الأساسية في العالم، وما يقرب من نصف استهلاك النحاس العالمي.

تشير بعض الدلائل إلى أن الاقتصاد بدأ يتباطأ بالفعل، إذ انخفض مؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة التابع لشركة «إس آند بي» غلوبال، والذي يقيس النشاط في قطاعي التصنيع والخدمات، في يونيو إلى أدنى قراءة له في خمسة أشهر، ما يعكس تباطؤ النمو.

كما انخفض مقياس ثقة بناة المنازل في الولايات المتحدة في يونيو للشهر السادس على التوالي، وهو مؤشر محتمل على انخفاض الطلب على النحاس المستخدم في الأنابيب والأسلاك والأجهزة.

وعكست المعادن الأساسية الأخرى المكاسب التي سببتها الحرب، واختتم مؤشر بورصة لندن للمعادن، الذي يركز على الألمنيوم والنحاس والنيكل والزنك والقصدير والرصاص، ومؤشر S&P GSCI للمعادن الصناعية، الربع الثاني بأكبر انخفاض بالنسبة المئوية منذ عام 2008.

ويمكن أن تنتعش أسعار النحاس إذا أبطأ بنك الاحتياطي الفيدرالي زيادات المعدل وتعافي الطلب الصيني، يمكن لشركات التعدين -من جانبها- أن تعدل من الاستثمار في الإنتاج، مع التركيز بدلاً من ذلك على توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم.

بينما يجادل بعض المحللين بأن النحاس لم يكن دائماً مؤشراً موثوقاً للركود، كانت الانخفاضات في النحاس تشير إلى فترات الركود في عامي 1980 و1989، ولكن في أوقات أخرى انخفض المعدن أثناء التوسعات أو ارتفع قبل فترات الركود، وفقاً لملاحظة من نيكولاس كولاس، المؤسس المشارك لـ«داتاتريك ريسيرش».